يعتبر الفول الراعى الرسمي للسحور فى شهر رمضان الكريم، فلا تخلو المائدة المصرية من هذا البروتين النباتى الضرورى لتقوية المناعة فى جسم الانسان، كما يساعد على الشبع طوال ساعات الصيام، فهو يعد من أقدم البقوليات في مصر، حيث يرجع تاريخه إلى العصر الفرعوني القديم، إذ دوّن الفراعنة حكايتهم مع الفول على الجدران.
وورد ذكر "الفول" في القرآن الكريم فى سورة البقرة، عندما قال تعالى :(( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا)، عندما طالب بني إسرائيل سيدنا موسى بأن يطلب لهم من الله طعام ينتجه الأرض معترضين على الطعام المتميز في جودته الذي ينزل إليهم من السماء ويوجد به ما لذ وطاب من الطعام.
وحسبما قال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن المصريين زرعوا حبوب الفول منذ عصور ما قبـل التاريخ وعرفوه في عصر الأسرات الأولى، حيث كانو يأكلونه مدمسا، على طريقة دفن الفول فى قدور بها ماء ودسه فى رماد الفرن حتى ينضج ببطء.
وأضاف "شاكر" ان عامة الناس هم من كانوا يأكلون الفول، بينما كان الكهنة لا يأكلون الفول في مصر الفرعونية حتى لا يتعارض أكله مع مهامهم الكنهوتية المقدسة داخل المعابد المصرية، كما تفننوا فى طبخ الفول، بطرق عديدة كالبصارة والطعمية.
كما أن المصري القديم نحت رسومات على جدران المقابر عن الحاصلات الزراعية التي كان يتم تقديمها للآلهة المصرية القديمة ومنها زكائب الفول المصري القديم.
بينما "بذور الفول" عثر عليها فى عصر الدولة الحديثة ، فى قبور بسقارة،وطيبة، وكوم أوشيم، من العصر اليونانى والرومانى، حيث توجد بقايا الفول محفوظة فى المتحف الزراعى بالدقي.
و كان يتم زراعة الفول قرب العاصمة المصرية القديمة الشهيرة منف وغيرها من أجزاء الأرض المصرية العريقة.
وظل الفول على مدار العصور وجبة أساسية فى فطور المصريين، وسحورهم ايضا فى شهر رمضان الكريم.