السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

جوامع مصر| "قايتباي".. تحفة العمارة المملوكية

مسجد السلطان قايتباي
مسجد السلطان قايتباي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يعرف كثير من المصريين أن الجامع المطبوع على الجنيه الورقي، الذي يحوي الكثير من الزخارف والأشكال الهندسية الفريدة، هو مسجد السلطان الأشرف قايتباي، والذي يلقب بـ "أستاذ العمارة الإسلامية"، والذي قام في وقت كانت فيه المنشآت في القاهرة الفاطمية كثيرة، فاضطر سلاطين المماليك للذهاب إلى الصحراء، والتي صارت بعد ذلك لقرون تحمل اسم "صحراء المماليك".

لذلك، تُعّد مجموعة  السلطان المملوكي "الأشرف قايتباي"، واحدة من أروع المنشآت المعمارية الإسلامية، والتي تمثل قوة وعظمة الدولة المملوكية في مصر، حيث تحوي كل المميزات المعمارية الفريدة التي عُرف بها عصر المماليك الجراكسة. وتتكون هذه المجموعة من مدرسة وسبيل وكُتاب لتحفيظ القرآن لفقراء المسلمين، ومدفن لأسرة السلطان قايتباي.

ويعد الأثريون والمتخصصون مسجد قايتباي من أجمل الأثار الموجودة في منطقة صحراء المماليك، حيث تعتبر منارته أجمل المآذن المملوكية من حيث تناسب أجزائها وروعة زخرفها وحسن توزيعها. أما القبة، فتعتبر من أجمل القباب المملوكية بزخارفها البديعة المحفورة في الحجر، وهو ما ينطبق أيضا على كل عناصر واجهة المسجد.

وقد جمع المسجد بين دقة الصناعة وجمال التصميم وروعة الزخارف والنقوش. حيث أقيم على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد؛ ويتكون من صحن في وسط سقفه شخشيخة وتشرف عليه أربعة عقود تفتح إلى أربعة إيوانات متقابلة أكبرها إيوان القبلة. كما أن أسقف الإيوانات الأربعة والصحن مزينة بنقوش مذهبة؛ وبصدر إيوان القبلة محراب حليت طاقيته بتلابيس من الحجر الأحمر على شكل شرفات، ويقوم بجواره منبر خشبي جمعت ريشتاه وبابه على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات من السن المحفور بزخارف دقيقة.

وقد صنع كرسي السورة بالقبة وضلف الدواليب الحائطية على وتيرة المنبر، على هيئة أشكال هندسية مجمعة، وحشوات من السن المحفور.

وتقوم القبة بجانب إيوان القبلة، وهي كباقي أجزاء المسجد، غنية بالزخارف والنقوش، ويكسو الجزء السفلى من حوائطها وزرة من الرخام الملون يعلوه طراز مكتوب به اسم المنشئ وألقابه وأدعية له وبعض آيات قرآنية ثم تاريخ الفراغ من بناء القبة 879 هـ، وحوائط القبة من أعلى كما بحوائط الإيوانات شبابيك من الجص المفرغ الدقيق المحلى بالزجاج الملون. وقد فرشت أرض القبة والصحن والإيوانات بالرخام الملون.

أيضا، ووفق الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار، تعد المدرسة أحد أهم منشآت المجموعة حيث حرص مهندس البناء على تطبيق التناسق والتماثل في كل التفاصيل المعمارية والفنية للمدرسة، حيث تماثل كل جهة من المدرسة ما يقابلها في الجهة الأخرى.

تتكون المدرسة من صحن أوسط تحيط به أربعة أواوين، وأهم ما يميز المدرسة المدخل الرئيسي المزين بالرخام الملون والكتابات المتنوعة، وباب الدخول المزين بأشغال النحاس المفرغة، ومئذنتها الرشيقة الرائعة الجمال التي تحمل اسم المؤذن على مدخلها، حيث كان مؤذن المدرسة ماهرًا في النقش على الحجر. كما تحتوي المدرسة على أشغال خشبية متقنة الصنع، منها منبر خشبي وكرسي للمصحف كلاهما مطعم بالعاج، والشخشيخة الخشبية التي تتوسط سقف المدرسة ذات الزخارف الذهبية رائعة الجمال. ويقع السبيل والكتاب على يسار مدخل المدرسة، ويمتاز السبيل بأرضيته المفروشة بقطع الرخام الملون.