الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

كفاح «ست الحبايب».. أمهات هزمن الإعاقة.. وآخريات ساندن أبناءهن من ذوى الهمم.. حكايات من دفاتر بطلات

شعار عيد الأم
شعار عيد الأم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل مختلف دول العالم فى مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الأم، الذى يعد بمثابة رسالة حب وتقدير يعبر بها الأبناء عن مدى حبهم واحترامهم لأمهاتهم، وتقديرهم للتضحيات التى قدموها لهم، وذلك من خلال تقديم الهداية والورود وقضاء وقت سعيد مع أمهاتهم.

وتقدم «البوابة نيوز»، بعض نماذج من الأمهات استطاعوا أن يحولن إعاقة أبنائهن إلى مصدر قوة ونجاح، وأمهات أخريات بطلات من ذوى الهمم نجحن فى تحقيق التوازن على المستويين الرياضى والأسرى.

يعد عيد الأم من أهم المناسبات التى يتم الاحتفال بها على مستوى العالم، والتى لطالما طالب بها النساء والرجال، كنوع من رد الجميل للأم التى تعتبر العمود الفقرى للمجتمع والأسرة 

ومع قدوم عيد الأم تتجدد مشاعر الحب والتقدير والامتنان لجميع الأمهات، وخاصة الأمهات اللائي واجهن حياة صعبة فى تربية أبنائهن، وتوفير حياة كريمة لهم رغم التحديات والصعوبات، فهناك أمهات شاء القدر أن يكن من ذوى الهمم وأمهات أخريات رزقن بأبناء من ذوى القدرات الخاصة، فكل أم تنتظر هذا العيد لتشعر بأن التضحية والمجهود الذى قدمته لأبنائها لم يضع هباء.

أمهات الأبطال

سناء: ابنتى هى مصدر الحياة والدم الذى يجرى فى عروقى 

«البوابة نيوز» التقت سناء منير، وهى أم لولد وبنت، وتعمل مهندسة، تقول سناء، إنها رزقت بولد وبنت، ويشاء القدر أن تولد البنت من ذوى الهمم، مشيرة إلى أنه منذ ولادة «مريم» اكتشفنا أنها مصابة بمتلازمة داون.

وأوضحت «سناء»: «بعد ولادة مريم قررت إنى لازم أتعامل معاها أنها طفلة عادية زيها زى أخوها ليس هناك فرق بينهما سوى أنها تحتاج رعاية واهتماما ومجهودا أكبر وبالفعل بدأ دورى كأم لبنوتة جميلة تشع حياة وسعادة».

وأكملت «سناء»: «تحولت حياتى وأصبحت إنسانة تانية فى رحلتى مع مريم، الرحلة التى واجهت فيها الكثير من الصعوبات وكأننى أحفر فى الصخر لكى أجعل ابنتى تنعم بحياة طبيعية وآمنة، ولم أكتف بدعم ابنتى فقط ولكننى أقدم الدعم لكل أم رزقت بطفل من ذوى الهمم».

وأكدت، أنها رغم تلك الصعوبات والتحديات التى واجهتها، ولكن مع كل نجاح حققته مريم كانت تشعر بالفخر والسعادة. 

وأشارت إلى أن «مريم» تتمتع بالعديد من المواهب كرقص البالية والإذاعة والتمثيل بجانب أنها بطلة سباحة ومثلت مصر فى العديد من البطولات الإقليمية والعالمية، وفازت بها، كما أنها حصلت على ليسانس الآداب من جامعة حلوان.

واختتمت «سناء»: «ابنتى هى مصدر الحياة والدم الذى يجرى فى عروقى وسأظل أساندها وأشجعها عمرى كله، وأتمنى كل أمهات ذوى الهمم يكن عندهن وعى ويساعدن أولادهن ليكونوا مؤثرين فى المجتمع وناجحين».

«نيفين» ضحت بعملها لرعاية ابنتها

«ابنتى تستحق التضحية والمساندة»، بهذه الكلمات المشبعة بالحب تتحدث نيفين لـ«البوابة نيوز» عن قصتها مع ابنتها من ذوى الهمم وعن الصعاب التى واجهتها فى رحلتها معها، فعلى الرغم من أنها تركت عملها حتى تستطيع التفرغ للاهتمام بابنتها وتدريباتها إلا أنها لم تندم يوما على هذا القرار. 

تقول «نيفين سعيد»: «رزقنى الله بولد وبنت، محمد الابن الأكبر وآية الابنة الصغرى، واكتشفت بعد فترة أن البنت جاءت إلى الدنيا بقدرات خاصة ومختلفة، ففى بداية الأمر عندما تأخرت فى الحركة والمشى قمنا باستشارة الطبيب، حتى علمنا أنها طفلة من ذوى الهمم».

وأضافت «نيفين»: «طوال الوقت وأنا أشعر أن ابنتى لديها قدرات خاصة، كما أنها تتحرك فى الماء بسهولة وسعادة كبيرة، فقررت أن أجعلها تمارس رياضة السباحة، ولكنى لم أكن مهتمة بالبطولات، ورغم ذلك تركت عملى لكى أستطيع المواظبة على مواعيد تمريناتها ورعايتها وتوفير كل سبل الراحة لها، وكانت النتيجة أنها أصبحت من أهم السباحات المصريات فى الألعاب البارالمبية».

وأوضحت «نيفين»: «هذا التفوق والنجاح لم يكن تحقيقه بالأمر السهل على ابنتى ولكن بالعزيمة والإرادة وبفضل الله استطاعت أن تحول الإعاقة إلى مصدر قوة، فضلا عن ذلك إننى كنت أشجعها وأقف بجانبها دائما».

وأكدت، أنها لم تشعر بالندم يوما على ترك عملها من أجل رعاية ابنتها، بالإضافة إلا أنها لم تستسلم أبدا كأم من دعم ومساندة أبنائها، فهذا هو الدور الذى خلقت لأجله.

وأنهت حديثها قائلة: «تأتى الأسرة والأبناء دائما فى المقام الأول، والتضحية التى قد تقدمها الأم لأبنائها تعد وساما على صدرها يجب أن تفخر به، كما أننى سعيدة بالعمل لدى ابنتى فهو أهم عمل قمت به فى حياتى».

الأسطورة فاطمة عمر: الأمومة جعلتنى قادرة على تجاوز الأزمات

فاطمة عمر بطلة من ذوى الهمم، يطلق عليها الأسطورة فى عالم رفع الأثقال فهى من أعظم الرياضين البارالمبين، شاركت فى العديد من البطولات، وحطمت الرقم القياسى فى رياضة رفع الأثقال، وكانت أول لاعبة تحصل على ٥ ميداليات فى ٥ دورات أوليمبية متتالية، وحققت انتصارات كبيرة ولم تكتف بذلك، ولكنها استطاعت أن تصبح أما عظيمة. 

تقول «فاطمة»: «أصبت بشلل الأطفال بعد أن أتممت عامى الأول وأصبحت من ذوى الهمم، وعندما استوعبت اختلافى عن من حولى، لم أستسلم لهذا الشعور بل قررت أن أصبح بطلة وأمارس رياضة رفع الأثقال وحققت فيها الكثير من النجاحات وفزت بالعديد من البطولات، حتى أطلق علىّ لقب الأسطورة فى عالم رفع الأثقال».

وأوضحت: «تزوجت مبكرا وأصبحت أما لابنتين، شهد ٢٠ سنة وليلى ١٢ سنة، ولم أتوقف عن ممارسة الرياضة، ولذلك كان يقع على عاتقى مسئولية كبيرة حيث يجب أن أقوم بالتوازن بين رعاية بناتى وممارستى للرياضة، وبالفعل استطعت أن أقوم باصطحاب ابنتى معى فى المعسكرات حتى لا أتخلى عنها، وكنت أول بطلة تقوم باصطحاب ابنتها فى معسكرات رياضية».

وأكدت، أنها كانت تبذل جهدا كبيرا لكى تستطيع أن تقوم بمهامها كأم دون تقصير بالإضافة إلى تحقيق حلم البطولة، لافتة إلى أن بناتها منحوها طاقة إيجابية وتشجيعا كبيرا استطاعت من خلاله أن تستكمل مشوارها وتتحدى الصعوبات، مشيرة إلى أن شعور الأمومة منحها توازنا نفسيا كبيرا، وأصبحت أكبر قدرة على تجاوز الأزمات والمواقف الصعبة بحياتها. 

وعن أصعب اللحظات التى مرت بها، قالت: «أسوأ لحظات حياتى عندما أصبت بحادث كاد أن ينهى على حياتى الرياضية ويبدد أحلامى، ولكن بفضل الله ودعم بناتى واهتمام القائمين على تدريبى استطعت اجتياز هذه المرحلة واستعدت لياقتى وشاركت فى الكثير من البطولات بعد ذلك».

ووجهت فاطمة نصيحة للأمهات من ذوى الهمم قائلة: «إنتى مصدر القوة لأبنائك فيجب أن تكونى مؤمنة بقدراتك، وأن تحققي النجاح لكى يشعروا بالفخر تجاهك، واعلمى أن نجاح الأسرة والوصول بالأبناء لبر الأمان هو مسئولية الأم بنسبة كبيرة». 

نادية فكرى أم من ذوى الهمم وبطلة عالم: انتصرت على الإعاقة وحققت المعادلة الصعبة

نادية فكرى أم وبطلة من ذوى الهمم، فهى أحد أهم لاعبى رفع الأثقال البارالمبى على مستوى العالم، وفازت بالعديد من البطولات والميداليات خلال مسيرتها مع رياضة رفع الأثقال، ومن أبرزها بطولة أفريقيا فى مصر أكتوبر ٢٠٢٢، والتى حصلت خلالها على ٨ ميداليات ذهبية وفضية. 

نجاح نادية لم يكن مقتصرا على الرياضة فقط بل على المستوى الأسرى أيضا، فهى زوجة وأم لطفلين محمد ١٧ سنة وإياد ١٣ سنة.

تقول نادية فى حديثها لـ«البوابة»: «اخترت تلك الرياضة وأحببتها منذ طفولتى، واستطعت أن أحقق فيها أرقاما قياسية وفزت بالعديد من البطولات الدولية، ولم أستسلم للإعاقة».

وأضافت «نادية»: «الزواج كان قرارا للاستقرار وبناء أسرة، وكنت أريد أن أصبح أما، فالأمومة شعور لا يضاهية أى شىء فى الكون، وبالفعل أنعم الله على بطفلين أصبحا كل حياتى».

وتابعت: «زوجى وأولادى أكثر ناس دعمونى ووقفوا جنبى لكى أستكمل مسيرتى الرياضة وأحقق حلمى»، مشيرة إلى أنها استطاعت بفضل الله ثم دعم زوجها أن تقوم بالمعادلة الصعبة وتحقق التوازن بين الأسرة والرياضة، وذلك بالرغم من الإعاقة، لكى تحقق الحلم دون أن تجور على حقوق أولادها. 

وعن أسعد اللحظات التى مرت عليها قالت: «أسعد الأوقات عندما وجدت ابنى الأكبر محمد يمسح دموعى بيده بعد خسارتى فى إحدى البطولات ويقوم بتشجيعى، ويقول لى أنتِ أعظم أم فى الدنيا وواثق إنك هتفوزى المرة القادمة».
 

IMG-20230316-WA0031
IMG-20230316-WA0031
IMG-20230315-WA0009
IMG-20230315-WA0009
IMG-20230316-WA0015
IMG-20230316-WA0015
IMG-20230316-WA0014
IMG-20230316-WA0014
IMG-20230317-WA0005
IMG-20230317-WA0005
IMG-20230317-WA0007
IMG-20230317-WA0007