الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تغير نسيجي شائع بمرحلة الشيخوخة مسئول عن تغيرات وظيفة الدماغ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشير دراسةٌ جديدة إلى حالة تُعرف باسم "تخلخل المادَّة البيضاء" تُغيِّر من وظيفة الدماغ عند كبار السن.
على النقيض من الاعتقاد السابق، وجد باحثون أنَّ هذه الحالة الشائعة، والتي تُؤدِّي فيها الأوعيةُ الدموية المريضة إلى ظهور مناطق صغيرة من التلف في الدماغ، ليست جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة.
بالنسبة للأشخاص المُصابين بحالة تخلخل المادَّة البيضاء، والتي تُسمَّى أيضًا "نقص التروية الدموية بالأوعية الصغيرة"، يكشف المسحُ بالرنين المغناطيسي عن مناطق دقيقة في أدمغتهم حُرِمت من الأكسجين، حيث تظهر تلك المناطقُ على شكل نقاط بيضاء ساطعة.
قال الدكتور كيرك ويلكر، الأستاذ المُساعد في الطب الإشعاعي في كلِّية الطب في روشستر: "لطالما كان هناك الكثير من الجَدل حول تلك الحالات غير الطبيعيَّة التي تُشاهَد عادةً على صور المسح بالرنين المغناطيسي، وحول تأثيراتها السريرية. في الماضي، كان يُنظَر إلى تخلخل المادَّة البيضاء كجزءٍ حميد من عملية الشيخوخة، مثل الشعر الشائب والتجاعيد".
تعدُّ آفاتُ الدماغ تلك شائعةً لدى الأشخاص الذين تجاوزوا الستِّين من العمر، بيد أنَّ بعضهم يتأثر بها أكثر من غيره، كما قال الباحثون.
قال ويلكر: "نحن نعلم أنَّ الشيخوخةَ عاملُ خطر للإصابة بحالة تخلخل المادَّة البيضاء، كما نَشتبِه في أنَّ ارتفاع ضغط الدم قد يمارس دورًا في هذا".
ومن أجل اختبار تأثيرات تخلخل المادَّة البيضاء في هذه الدراسة، خضع المرضى ذوو الوظيفة الطبيعية للدماغ إلى مسحٍ خاص بالرنين المغناطيسي يقوم بقياس التغيُّرات الاستقلابيَّة أو الأيضية في قسم نشيط من أدمغتهم. قسَّم الباحثون المشارِكين إلى مجموعتين، تضمَّنت مجموعةٌ منهما 18 مشاركًا كانت تغيُّرات (تخلخل) المادَّة البيضاء عندهم معتدلة (25 ميليلترًا)، وتضمَّنت المجموعةُ الثانية 18 مشاركًا آخر من العمر نفسه، ولكن كانت لديهم تغيُّرات (تخلخل) في المادة البيضاء تقلُّ عن 5 ميليلترات.
خلال عمليات المسح الطبِّي، طُلِب من المُشاركين تعريف مفردات مزدوجة للكلمة، وأن يُفرِّقوا بين الخطوط المستقيمة والمائلة.
ورغم أنَّ كلا المجموعتين أنهيتا المهمَّاتِ بنجاح، أظهرت الدراسةُ وجودَ نماذج تنشيط للدماغ مختلفة لدى المجموعتين؛ حيث كانت نماذجُ تنشيط الدماغ غيرَ طبيعيَّة بالنسبة للمرضى الذين لديهم مستوياتٌ معتدلة من تغيُّر المادة البيضاء، بما في ذلك نقصُ التنشيط في مناطق الدماغ ذات العلاقة بمعالجة اللغة خلال مهمّةَ الكلمات، والتنشيط المُرتفِع في المناطق الخاصَّة بالحيِّز الإبصاريَِّ للدماغ خلال مهمَّة الخطوط المائلة والمستقيمة.
قال ويلكر: "تستجيب أنظمةٌ مُختَلفة في الدماغ إلى المرض بطرق مُختلفة؛ ويُؤثِّر تلفُ المادة البيضاء في الوصلات ضمن شبكة عمل اللغة في الدماغ، ممَّا يُؤدِّي إلى انخفاض كُلِّي في نشاط شبكات العمل".
وصل الباحثون إلى نتيجة مفادها بأنَّ الوقايةَ من تغيُّرات المادة البيضاء في الدماغ وتحديد المناطق المُصابة من الدماغ هو المفتاح للمرضى الذين يخضعون إلى وضع خرائط للدماغ قبلَ الإجراءات الجراحيَّة أو المعالجات الأخرى.
وقال أيضًا: "تُدلي نتائجُنا بدلوها ضمن هذا الاتِّجاه المتزايد من الأدلَّة على الحاجة إلى أن نُركِّز انتباَهنا على هذا المرض؛ فتخلخلُ المادَّة البيضاء في الدماغ ليس مظهرًا حميدًا للشيخوخة، إنَّما هو حالةٌ مَرضيَّة هامة تُغيِّر من وظيفة الدماغ".