يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الزعيم الصيني شي جين بينج، لليوم الثاني من المحادثات اليوم الثلاثاء، بعد أن رحب بوتين بخطة بكين للسلام لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى "الصداقة اللامحدودة" بين الدولتين، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، إن اجتماعات الثلاثاء ستشمل مجموعة من الموضوعات والمسئولين من كلا البلدين.
وقال بوتين، إن روسيا "تحسد قليلا" الصين على التطور السريع لها في العقود الأخيرة والذي جعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية، أمس الاثنين، أن الزعيمين تحدثا لما يقرب من 4 ساعات ونصف الساعة، حيث قال بيسكوف إن بوتين أعطي "تفسيرا مفصلا" للرئيس الصيني لأفعال موسكو في أوكرانيا.
وقال بوتين إنه ينظر باحترام إلى خطة بكين للسلام.
لكن اقتراح الصين لديه فرصة ضئيلة لاحلال السلام كما هو مقترح لأنه لا يلبي المطالب الرئيسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أي انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا واحترام حدودها المعترف بها دوليًا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني في عام 2014، إلي جانب المناطق التي استحوذت روسيا عليها من أوكرانيا في عام 2022.
وتهدف زيارة الزعيم الصيني لموسكو التي تستغرق ثلاثة أيام تعزيز الشراكة بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بمعارضة ما تعتبره كلاهما هيمنة أمريكية على الشؤون العالمية. كما يسهل التحالف بين الزعيمين الصفقات الاقتصادية، مثل شحن النفط والغاز الطبيعي الروسي إلى الصين في وقت فرضت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عقوبات واسعة النطاق للحد من المعاملات التجارية الأجنبية لروسيا ردا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للصحفيين في العاصمة الأمريكية واشنطن، إن أي اقتراح بشأن عملية السلام في أوكرانيا يسمح للقوات الروسية بالبقاء في البلاد سيؤدي فقط لمواصلة موسكو هجومها.
وأضاف أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي لا يشمل إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ستدعم بشكل فعال الموافقة على العملية العسكرية الروسية.
ودعا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض جون كيربي، الرئيس الصيني إلى "الضغط على الرئيس بوتين مباشرة بشأن الحاجة إلى احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها."
ولم يتضح على الفور ما الذي تأمل الصين أن تكسبه من زيارة شي جين بينج. وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين إن زيارة شي جين بينج تهدف إلي تعزيز "الصداقة والتعاون والسلام."
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال وانج وين بين إن "الصين ستتمسك بموقفها الموضوعي والعادل بشأن الأزمة الأوكرانية وستلعب دورا بناء في تعزيز محادثات السلام."
وأضاف: "سيجري الرئيس شي جين بينج تبادلا معمقا لوجهات النظر مع الرئيس بوتين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك."
وقال وانج وين بين إن الرئيس الصيني يهدف إلى "تعزيز التنسيق الاستراتيجي والتعاون العملي بين البلدين وضخ زخم جديد في تطوير العلاقات الثنائية."
ورفضت الولايات المتحدة بشدة دعوة بكين لوقف إطلاق النار، والتي تقول إنها ستترك مكاسب موسكو الإقليمية في شرق أوكرانيا كما هي.