فى تلك الأيام قد تعجز كلماتنا عن تقدير الجميل لكل أم باعتبارها رمز العطاء والتضحية وهذا ما تعهدنا عليه منذ نعومة أظافرنا وشهده التاريخ، وأكدته الأديان فلا يسعنا سوى أن نقدم نماذج لمن تعجز ألستنا عن التعبير عنه ألا وهو عطاء الأم وتقديمها لكل أنواع المشاعر دون بخل، إذ أنها لن تتوقف وستظل تقدم المزيد والمزيد فإنها بحر من نكران الذات والتضحية بكل معانيها، فتلك هى "الأم".
فبدايتنا كانت مع السيدة "أم الهنا" التي تروي رحلتها مع أبنائها قائلة: تزوجت وانا في سن صغيرة وأنجبت خمسة أطفال وزوجي كان يعمل باليومية وتوفي فلم أجد قوت يومي وما أنفقه على أطفالى فضلا عن أن لم اسطع أن اسدد الايجار فطردت من الشقة .
فكرت وبحثت عن عمل ولكني لم أجد عمل وكنت بالقاهرة
قررت العودة الي بلدي "إحدى قرى الصعيد" بحثت عن منزلنا القديم ولكنه لم أجده وأخبرونى بأنه قد تهدم بسبب السيول وبعدما وقع مات جميع أهلى فبحثت عن سكن آخر لكنى لم أجد فروادتنى فكرة أن اسس بيت من البوص والخشب .
أسست البيت واعددته على أساس مكون من حجرتين أحدهما للنوم والاخرى للطعام واعدت بتوجاز بسيط من الطوب والحجاره لطهى الطعام عليه وفى ذلك تنمر على الكثير من أبناء قريتى ولكنى لم أحبط وقررت ألاستمرار من أجل أبنائى
تمكنت من السكن ثم فكرت فى توفير الدخل الذى به أوفر لاطفالى كل ما يلزمهم وعنها عملت ببيع الخضار والعيش المخبوز وذلك ببنائى لفرن بسيط داخل البيت وأحيانا بيع الفاكهة
تمكنت من تزويج البنات والاولاد فعن البنات قمت بتزويجهن جميعا وعن الاولاد أحدهم ساعدته على الحصول على دبلوم تجارة والاخرأنفق عليه حتى يكمل دراسته .
عن احساسها تقول :
أشعر بالسعاده لما وصل اليه اولادي وأحلم بأن يكمل ابني الصغير دراسته ويحقق ما يتمني وازور النبي
أما عن "أم عبد الله "تروى قصتها مع الامومه وكفاحها مع أطفالها قائلة :عشت زوجه لرجل مريض وأم لسته أولاد اذ تزوجت من زوجي وانا في سن صغيره وانجبت منه سته أولاد ما بينهم البنات والبنين.
تكمل :كان يعمل عامل بسيط بأحد المصانع وإذ به يعاني من شده مرض لعين اعجزه عن الحركه وفقدت دخل زوجي وأصبحت معرضه انا وأطفالي للطرد
بحثت عن العمل ولكن دون جدوي حتي الهمني التفكير في بأن ابيع اثاث منزلي واشتري بضاعه خضار وجرجير وغيره من البضاعة.
سلكت رحلتي نحو الكقاح إذ مات زوجي بعد صراع مع المرض وأصبحت الأم والأب فكان على أن انفق عليهم فبعت الخضار ومن بيعى للخضار والجرجير جوزت بناتي الثلاث أما عنة أولادى فمنهم من خرج واستقل بنفسه ومنهم من يعيش معي ولأخر توفى تاركا لى أطفاله وقد هجرتهم أمهم فما كان منى ألا أن أنفق عليهم حتى يكملوا طريقهم نحو التعليم.
عن أحلامها، تقول: اتمني أن أري وأحفادي في مراكز وفي أحسن الأماكن
وعن الست "أم محمد" أثرت مواجهة البرد صباحا عن أن تمد يدها لطلب العون من أحد
وعن قصتها، تقول "اطل المرض علي زوجي وأصبح في صراع معه وانفاقا على علاجه ووبواجبى أن اكون بجوراه ولدي ثلاث أطفال أكبرهم بالاعدادي فى شهادة فكان علي الخروج للعمل بحثت عن العمل ولكني لم اجده
قررت أن ابيع مصاغي واشتريت بعض البضاعه حتي أنفق علي علاج زوجي وعلي تغليم اطفالي واسدد إيجار البيت.
قمت بشراء البضاعه وكانت عباره عن “ شباشب وأحذيه ” وقد تنمر على الكثير من جيرانى واهلى بالمنطقة التى اسكن فيها ذلك لأن زوجى كان موظف ولكنى لم اتوقف عند سخريتهم منى أو تنمرهم أنما اتجهت للسوق لبيعها.
فرشت البضاعه واثقة بانه لا يوجد مستحيل مؤمنه بأن ما أعمله هو الصحيخ ,انه يرضى الله
واعتدت يوميا الاستيقاظ صباحا بعد صلاه الفجر للعمل غير مباليه بشدة البرد وسعيا نحو توفير الدخل لاولادى ضمانا قوت اليوم وأنفاقا على علاج زوجي وتعليم أطفالي .
وتردف: “أشعر بالسعادة مهما كان شعورى بالتعب فيكفينى فخرا إنفاقى على علاج زوجى وتعليم أطفالى دون انتظار مد يد العون من أحد” .
عن أحلامها، تقول :احلم بأن يصبح منهم المدرس والمهندس وأن يكمل جميعهم تعليمهم ولا يحتاجون أحد ويتسلحون بسلاح العلم .