نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات العربية المتحدة ندوة بعنوان "إثراء مجتمعات المعرفة" سلط فيها الضوء على دور المؤسسات والأفراد في دعم استدامة المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إثراء المجتمعات
افتتح ندوة "إثراء مجتمعات المعرفة" عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بكلمته التي رحب فيها بالضيوف والشركاء الاستراتيجيين، وقال :" للأرشيفات الغنية بالرصيد الوثائقي دور كبير في إثراء مجتمعات المعرفة، وتعزيز الاقتصاد المعرفي؛ حيث تكون المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ومن هنا فإن لقاءنا اليوم سيشهد استعراضاً لدور الأرشيف والمكتبة الوطنية في تنظيم الأرشيفات الحكومية، ويسعدني أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلى شركائنا الاستراتيجيين الذين تميزوا في تعاونهم مع الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ ذاكرة الوطن، وهذا جانب مهم في استدامة المعرفة.
واختتم كلمته متمنياً للندوة التوفيق في تحقيق أهدافها المنشودة، والخروج بأفكار مبتكرة تسهم في تطوير مجتمعات المعرفة وإثرائها، وبما ينسجم مع توجيهات قيادتنا الرشيدة، وتطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تسير نحو الصدارة في ذكرى مئويتها القادمة.
دو المؤسسات في مجتمعات المعرفة
وقدم السيد حمد المطيري رئيس إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: " دور المؤسسات والأفراد في دعم استدامة المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة" تحدث فيها عن مجتمع المعرفة الذي ينبغي عليه أن يكون متعلماً ومبتكراً، ويمتاز بريادة الأعمال وبالمشاركة، ويدعم الاقتصاد المعرفي وصناعة المعرفة، وبالمحصلة يكون ناجحاً في الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها.
ركائز المعرفة
ثم تطرق المطيري لركائز مجتمع المعرفة فلخصها في: توفر المعلومة، وسهولة الوصول إليها، ثم الدقة والشمولية والموثوقية، وانتقل إلى سبل تحقيق التميز بالقدرة على خلق وتبادل المعرفة الجديدة، وذلك بضمان وجود التشريعات اللازمة، والمعايير التي تحدد أهمية المعلومة، والحوكمة والجاهزية لتبني التقنيات الناشئة والحديثة وما أكثرها في عصرنا الراهن.
وسلط مدير إدارة الأرشيفات الضوء على التحديات والرهانات التي تواجه مجتمع المعرفة مثل: حجم البيانات، وقيمة تحليل البيانات الضخمة، والسرعة في تطبيق التقنيات الناشئة؛ مؤكداً أن التأخر يوماً واحداً عن إيقاع العصر الحالي يعد تأخيراً يصعب تلافيه.
وخلص إلى أن المسؤولية مشتركة وذاكرة الوطن يجب علينا أن نحفظها للأجيال القادمة، وأكد أيضاً أن إدارة المعلومات والوثائق بشكل صحيح تؤدي إلى استدامتها.
وفي إطار دور الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تنظيم الأرشيفات الحكومية الاتحادية والمحلية، استعرض سعادة المهندس مطر سهيل المهيري الأمين العام المساعد للتطوير المؤسسي تجربة المجلس الوطني الاتحادي في تنظيم الوثائق والأرشيف، مشيداً بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ الرصيد الوثائقي للدولة.
واستعرض سعادة راشد الظاهري مدير إدارة الوثائق والأرشفة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي عن تجربة الوزارة في تنظيم أرشيفها بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، وما حققه هذا التعاون من نجاح، وتوجُّه الوزارة لحفظ أرشيفها التاريخي في مركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف والمكتبة الوطنية.
واختتمت الندوة بتكريم الجهات المتميزة على صعيد تنظيم الأرشيفات وحفظ ذاكرة الوطن؛ حيث قام سعادة عبد الله ماجد آل علي يرافقه سعادة الدكتور عبدالله محمد الريسي، والسيدة جوزيه كيربيس بتكريم كل من: المجلس الوطني الاتحادي، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة المالية، ووزارة العدل.
هذا وقد جرى عرض فيلم وثائقي عن الخدمات التي يقدمها الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تنظيم الأرشيفات في الدولة، وتعزيز الانتماء للوطن، والولاء لقيادته الرشيدة، وترسيخ الهوية الوطنية، واهتمامه بحفظ ذاكرة الوطن للأجيال.