أخيرًا بعد ثلاث محاولات إطلاق فاشلة، انطلقت بعثة الفضاء أرتميس التابعة لوكالة ناسا، والتى سميت على اسم إلهة الصيد اليونانية القديمة.. اليوم بهذا الانطلاق يكون الإنسان قد اتخذ خطوة عملاقة للوصول إلى الهدف المذهل لغزو كوكب المريخ، كما قال رائد فضاء نيل أرمسترونج أول من هبط على سطح القمر فى عام ١٩٦٩.. سيكون التعمير البشرى للقمر وبناء القواعد القمرية، هدف المشروع، بالإضافة إلى إعادة الاستكشاف البشرى للمريخ والمخطط له منذ عام ٢٠٢٠، بعد نجاح مسبار فايكنج. فى عام ١٩٧٦، وضعت بعثة أرتميس نفسها فى مدار قمرى خارجي، على وجه التحديد من أجل عرض أبحاث الفضاء البشرية نحو الأهداف التالية والمهمة.
الهدف العام لأرتميس هو أن تكون قادرًا على تقريب طاقم فضاء بشرى من النيازك، وهى تجربة هامة، جاءت بعد تجربة مسبار جيوتو والمحاولة الأخيرة والناجحة لاعتراض نيزك ديمورفوس بنجاح ومن أجل إنشاء طريقة لحماية الكوكب من النيازك ومن الواضح أن الهدف الرئيسى يكمن فى الاستكشاف المباشر للمريخ وإنشاء محطة فضائية أرضية على سطح المريخ. يعتمد مشروعأرتميس على التعاون المثمر لبعثة دولية متعددة الأطراف والتى، بالتوافق مع إنشاء محطة الفضاء الدولية، تقوم على اساس من التفاعل البناء والعلمى ما بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية ASI، تمامًا مثلما حدث مع رواد الفضاء الإيطاليين فى المحطة الفضائية المدارية وفق التكنولوجيا الإيطالية التجريبية العالية التى تؤكد تميزها وريادتها.
إحدى المشكلات التى يجب أن تواجهها مهمة أرتميس هى تجربة الدروع الحرارية لإعادة الدخول إلى الغلاف الجوى من الفضاء، وهو أمر ضرورى لسلامة رواد الفضاء فى طريقهم إلى القمر ثم إلى المريخ. مشكلة أخرى لحل مشكلة قواعد الإطلاق، فقد كشفت قاعدة فلوريدا عن جميع قيود الأعاصير شبه الاستوائية، كما تعرضت حاملة الطائرات لرياح شديدة قبل انطلاقها فى نوفمبر ٢٠٢٢.
سباق الفضاء الجديد
من المعروف أن استكشاف الإنسان للفضاء يشهد اليوم سباقًا حقيقيًا بين القوى العظمى، وهو سباق كان قاصرا فى السابق على أمريكا والاتحاد السوفيتى، أصحاب السبق فى هذا المجال، ودخلت الآن أوروبا ودول أخرى. أرسل الصينيون بالفعل مجسات إلى القمر كما نرى أيضًا ظهور القوة الفضائية الجديدة وهى الهند، الدولة التى استثمرت كثيرًا فى السنوات الأخيرة فى مشاريع الفضاء. دعونا لا ننسى البلدان الناشئة الأخرى التى تركز على تكنولوجيا الفضاء كوسيلة للتأكيد على الساحة الدولية.
الأقمار الصناعية الصغيرة
تجدر الإشارة إلى أن أرتميس تقوم أيضًا بتجربة تقنية حديثة للأقمار الصناعية المصغرة، والتى أصبحت أداة اجرائية للعديد من الجامعات ومراكز البحث العلمي.
أخيرًا وليس آخرًا، فإن الرسالة الأهم التى تنبثق من هذه البعثة الجديدة، والتى تهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر بحلول عام ٢٠٢٥، تتمثل فى أسلوب التعاون العالمى بين الدول، والذى تم إطلاقه بالفعل منذ سنوات عديدة وبنجاح فى محطة الفضاء الدولية فى المدار.
إنه تعاون شهد العديد من رواد الفضاء الأوروبيين والإيطاليين كأيقونات، بما فى ذلك أسترو سامانثا وسامانثا كريستوفوريتى ورواد فضاء إيطاليون آخرون يتدربون على رحلات الفضاء، وبالتالى فإن الفضاء لا يثبت فقط أنه الحدود الجديدة التى أشار إليها كينيدى فى بداية استكشاف الفضاء، ولكن أيضًا البعد الحتمى لتطور التكنولوجيا البشرية فى الفضاء، خارج الأفق البشرى للكوكب.
معلومات عن الكاتب:
ليوناردو ديني مفكر وفيلسوف من أصل إيطالى.. كانت أطروحته للدكتوراه حول نظرية السياسة وفلسفة القانون، له العديد من الكتب والدراسات، كما كتب الرواية إلى جانب القصائد الفلسفية.. يستعرض، مشروع أرتميس كأهم مشروعات غزو الفضاء.