فى سبعينيات القرن العشرين نشرت كل الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أن الرئيس السادات طلب من الموسيقار محمد عبد الوهاب إعادة توزيع نشيد بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي الذي كتبه الشاعر محمد يونس القاضي ولحنه فنان الشعب سيد درويش.
قبل هذا التكليف منح الرئيس السادات، الموسيقار محمد عبد الوهاب رتبة عسكرية فخرية هي رتبة لواء..هذا وقد كان تحت إمرة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فرقة الموسيقات العسكرية المصرية والتي حازت على المركز الأول بين الفرق العسكرية العالمية لعدة سنوات على التوالى، وبها أكفأ الخبرات ولها كل الإمكانيات بدءا من الآلات حتى الملابس...
وتألق موسيقار الأجيال فى إعادة توزيع نشيد بلادي بلادي اعترافا منه بفضل موسيقار مصر الأول الملحن العبقري سيد درويش.
ولذا كنت حريصا جدا عندما أجريت حوارا مع أسطورة الموسيقى العربيه الموسيقار محمد عبد الوهاب أن اسأله هل التقيت بالشيخ سيد درويش الذى سبقك فى تلحين النشيد كانت أجابته مملوءه بعطر الذكريات المبهجه وهو يتذكرها ويقول لى:
الشيخ سيد درويش رآني في دمنهور...كنت هربت بعد ما قرر والدي أن أصبح شيخًا أزهريا وقبل أن التحق بفرقة عبد الرحمن رشدي... هربت لأغني في سيرك... اشتغلت ونمت معاهم... كانوا يريدون طفلا يطلع كعجيبة من الأعاجيب...اطلع بين السبع والفيل... شدتني الهواية والاندفاع... كنت طفلا محبا للفن... وكان الشيخ سيد درويش قادم من الإسكندرية لمشاهدة السيرك فسمعني وأنا أغنى... فطلب منهم رؤية هذا الطفل الذي يصوصو...قابلني شخص ضخم كبير... كنت اسمع عنه كان طويل جدًا... الله يرحمه... وقبلني واذكر انه قال عني دا واد كويس هذا القول لم أنساه أبدا فى حياتى.
وجدتها فرصه لاسأله أيضا عن رأيه في موسيقي سيد درويش، فوجئت باجابته برؤيه موسيقيه جديره بالاحترام بان موسيقي سيد درويش جاءت بعدما ذهبت أيام موسيقي الشيخ سلامة حجازي... كان لونا جيدا... لكن فيه مغالاة فى التعبير... وهذا شيء طبيعي...الإنسان عندما يجد شيئا ناقصا يتجه إلي اقصي الشيء في الاتجاه المقابل... لا يعتدل...مثلا، يعمل حاجه للسقايين يقوم بنقل تقريبًا الذي يقولونه... أو ينقل ما يقوله الجرسونات وهكذا... كان لونا جديدا... وكل العالم حس انه فيه شيء جديد.
كما أنني لا أنسى ملامح وجهه عندما امتلأت سعادة بعد ان سألته عن مدي رضاه للقب لواء...
الاجمل هي فرحته على إجابته عن هذا السؤال اذ قال لي نعم لقب اللواء ارضاني كفخر..نيشان...حاجه حلوه... مثل ما يأتي الشخص يقول لك برافو أنت كويس... تقول له كثر خيرك... لقد كانت ذكرى مبهجه جدا ارتديت بدله اللواء في التصوير ولا انسى هذه اللحظه الجميله.
وختاما مازال فن الموسيقار المبدع محمد عبد الوهاب الراقى حيا فى وجدان الشعوب العربية ومازالت موسيقاه كنز من كنوز الفن الموسيقي الخالد.
وفى ذكرى ميلادك يا حضره الموسيقار المتفرد ويامن تعد من أهم وأعظم الموسيقيين في تاريخ الوطن العربي أردد مع من قال: إن الإبداع الجميل والخلاق يظل حيا ممتدا عبر الزمن.