أجريت اليوم الأحد الانتخابات المبكرة لمجلس النواب والمحليات في كازاخستان، بمشاركة 7 أحزاب لأول مرة بينها حزبين جديدين، حيث أغلقت لجان الاقتراع في الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي.
وبحسب الإحصاءات الأولية فقد بلغت نسبة المشاركة في التصويت على الانتخابات نحو 54.09 %، من عدد الناخبين الكازاخستانيين البالغ نحو 12 مليونا و32 ألف و550 ناخب من بين نحو 20 مليونا هم إجمالي عدد السكان، يدلون بأصواتهم في 10 ألف و223 مركز اقتراع منتشرة بأنحاء الدولة.
وجرت الانتخابات لاختيار 98 عضوا بمجلس النواب، بينهم 70 بالمائة يشكلون 69 عضوا بطريق القوائم الحزبية وفقا لنموذج التمثيل النسبي، و30 بالمائة 29 عضوا بالدوائر الفردية، في ظروف طقس سيئة للغاية إذا بلغت درجة الحرارة 7 دراجات تحت الصفر (-7)، وسقوط الثلوج بكثافة كبيرة.
وأكد قاضي المحكمة الدستورية في كرواتيا ماتو أرلوفيتش، والي يشارك في مراقبة الانتخابات، أن "هذه الانتخابات تأتي استمرار للاستفتاء الذي جرى العام الماضي وهذه خطوة مهمة على طريق كازاخستان الديموقراطية ".
وقال أرلوفيتش إن "هناك عدة مراكز اقتراع يمكنني القول ان تنظيم الاقتراع فيها كان بمستوى جيد للغاية، كما تم تجهيز مراكز الاقتراع للأشخاص المعاقين بصريا"، معتبرا ذلك خطوة كبيرة جدا نحو تطوير العملية الانتخابية، وتابع قائلا، "يمكننا استخلاص استنتاجات مفادها أن العملية الانتخابية في كازاخستان تسير بشكل إيجابي".
وفي قرية قشي بمنطقة أكمولا شمال أستانا، والتي يبلغ عدد الأصوات الانتخابية بها 1682 صوتا، ورغم سقوط الثلوج بكثافة كبيرة حرص الناخبون من مختلف الأعمال على التوجه للجنة الانتخابات للإدلاء بأصواتهم.
وأكد بولات يستاير البالغ من العمر 83 عاما، الذي وقف متحدثا بينما الثلوج تهطل بشدة، حرصه على الحضور للمشاركة في الانتخابات واختيار ممثليه في انتخابات مجلس النواب والمحليات، رغم حالة الطقس السيئة، مؤكدا أن مشاركته تأتي في اطار حرصه على أبنائه وأحفاده، وأن يضمن لهم مستقبلا باهرا، ويساهم في إقامة كازاخستان الحديثة والعادلة.
وأعرب يستاير عن أمله في أن يحقق المجلس الجديد المأمول منه، وخفض أسعار المنتجات الغذائية والأدوية بمساعدة المرشحين الجدد للمجلس.
وتقول إلياسوفا سولو كانيشكيزي المشرفة على لجنة الاقتراع بقرية القشي، إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن نجاح الانتخابات بشكل مميز وسلس، مقارنة بأي انتخابات جرت خلال الفترة الماضية، خاصة وأن القرية يشارك منها 4 مرشحين بالانتخابات المحلية.
وقالت كانيشكيزي إنه نتيجة لمشاركة أربعة مرشحين بالقرية في الانتخابات فإنه من المتوقع أن تشهد اقبالا كيفا من الناخبين بالقرية، وهو ما دفعهم للاستعداد بشكل أكبر ومضاعف لاستيعاب هذه الكثافة.
وفي العاصمة أستانا شهدت لجان الاقتراع اقبالا ملحوظا منذ الصباح الباكر، وكان الرئيس قاسم جومارت توقاييف من أوائل الذين صوتوا في مركز الاقتراع بمجرد بدء التصويت.
وأكد رئيس الوزراء عليخان سمايلوف، عقب ادلائه بصوته الانتخابي، أنه بموجب الدستور ، فإن الحكومة على وشك الاستقالة أمام مجلس النواب، وقدم بعض الإحصاءات التي تفيد بأن الاستثمارات في بلاده العام الماضي زادت بنسبة 8 %، بينما نما عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بنسبة 20 في المائة، في دلالة واضحة على صواب المسار ونجاح الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها خلال العام الأخير.
وعقب الادلاء بصوتها أكدت ايدانا مالكوفا، أن الانتخابات جيدة للغاية ويجري تنظيمه بدقة ويسر، لذا فهي تتوقع أن يشهد إقبالا قبل بالرغم من الطقس السيئ، مؤكدة حرص الشعب الكازاخستاني على المشاركة الإيجابية في الانتخابات حتى يصنع مستقبله بشكل أفضل، بحسب قولها.
وتقول نورلان عاصم وهي مندوبة بإحدى اللجان للمرشح إرموهان جولنار سيلبيكيزي،
إن جميع الإجراءات تم اتخاذها بسرعة وكفاءة للتيسيير على المرشحين والناخبين، والتنظيم على مستوى رفيع، مؤكدة أن هذه الانتخابات ستكون مؤثرة للغاية في حاضر ومستقبل كازاخستان وشعبها.
وتأتي انتخابات مجلس النواب والمحليات في كازاخستان في اطار حزمة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أعلنها الرئيس قاسم جومارت توقايف في 16 مارس 2022 في أعقاب حالة الاضطرابات التي شهدتها البلاد مطلع العام الماضي على خلفية ارتفاع أسعار بعض السلع، والتي حاولت أطراف خارجية وداخلية استغلال هذه الحالة للقيام بانقلاب سياسي، وهو ما فشلت فيه بعد تصدي أجهزة الدولة والشعب لها.
وتضمنت الإصلاحات السياسية إدخال تعديلات واسعة على الدستور، واجراء انتخابات رئاسية مبكرة جرت في نوفمبر الماضي، وكذلك انتخابات مجلس الشيوخ في يناير الماضي، وتختتم بانتخابات مجلس النواب والمحليات.