أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين زيارة مفاجئة إلى ماريوبول، وهي أول زيارة له إلى الأراضي التي استولت عليها قواته في الصراع المستمر منذ عام.
وكانت الزيارة بمثابة تحدٍ واضح، حيث جاءت بعد أيام فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.
كما أثار ذلك غضبًا من أوكرانيا حيث شبهت وزارة الدفاع بوتين بـ"لص" يزور تحت جنح الليل حيث تحولت المدينة إلى أنقاض في الهجوم الروسي.
وأظهرت لقطات نشرتها السلطات الروسية نقل بوتين إلى ماريوبول بطائرة هليكوبتر وقام بجولة في مناطق حول المدينة في سيارة.
ويظهر الرئيس الروسي وهو يلتقي السكان الذين بدت عليهم الدهشة، يقول بوتين لرجل واحد "نحن بحاجة إلى البدء في التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل".
وأصر الكرملين على أن الزيارة كانت "عفوية"، وليس من الواضح متى حدث ذلك، رغم أن بوتين زار شبه جزيرة القرم يوم السبت للاحتفال بالذكرى التاسعة لضمها.
وتم نشر جميع اللقطات التي تم نشرها لزيارة بوتين بعد حلول الظلام، وهي طريقة محتملة للسلطات لإخفاء الضرر.
وتأتي أنباء الزيارة بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة مذكرات توقيف بحق بوتين والمسؤولة الروسية ماريا لفوفا بيلوفا بسبب مخطط مزعوم لترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، ولم يعلق بوتين بعد على المذكرة.
هذه الزيارة استفزازية بشكل خاص للأوكرانيين لأن ماريوبول كانت لفترة طويلة رمزًا للمقاومة التي شهدت بعضًا من أعنف المعارك منذ أن شنت روسيا غزوها.
وقال الكرملين إن بوتين قام خلال الرحلة بفحص ساحل ماريوبول وزار ناديا لليخوت ومبنى مسرح.
وتحدث نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين، الذي رافقه، بالتفصيل إلى بوتين حول "أعمال البناء والترميم الجارية" في المدينة.
وأضاف الكرملين أن بوتين عقد اجتماعا في مركز قيادة العملية العسكرية الخاصة - وصف روسيا لغزوها - في روستوف أون دون.
وانتقد مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، "السخرية" و"عدم الندم" على زيارة بوتين.
وقال بودولياك على تويتر: "يعود المجرم دائمًا إلى مسرح الجريمة".
ماريوبول، مدينة ساحلية على بحر آزوف، تقع في دونيتسك أوبلاست الأوكرانية وتخضع للسيطرة الروسية المباشرة منذ مايو 2022.
وشنت القوات الروسية في ماريوبول بعضًا من أسوأ الضربات، بما في ذلك هجوم على جناح للولادة في مارس الماضي وتفجير مسرح أجبر مئات المدنيين على اللجوء.