بحثت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، سبل التعاون المشترك في عدد من الملفات الهامة ذات الصلة بالبعد البيئي وأهداف التنمية المستدامة، والتباحث حول سبل تعزيز الاقتصاد الأزرق، والوقوف على مستجدات مشروع تطوير وتنمية البحيرات المصرية، علاوة على مناقشة سبل تحقيق الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية والمخلفات الصلبة والسائلة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أهمية التعاون مع الهيئة في ظل المتغيرات الحالية وخاصة التغيرات المناخية، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من الدعم الموجه إلى وزارة البيئة من قبل البنك الدولي والتعاون معه في إعداد استراتيجية متكاملة للاقتصاد الأزرق متضمنة الأدوار والمسؤوليات مع رفع الوعى وتنمية القدرات للمفهوم الجديد للاقتصاد الأزرق والمفاهيم الأخرى المرتبطة به ولا سيما موضوع تغير المناخ.
بدوره يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، إن الاقتصاد الأزرق يعتمد بالأساس على التجارة البحرية، وتملك مصر أفضل الممرات البحرية العالمية وهي قناة السويس التي يجب استثمارها بكافة السبل، وقد بدأ الاستثمار منذ عمليات التوسيع والتعميق فى قناة السويس الجديدة فى 2015، وساعد ذلك في تقليل مدد الرحلة البحرية حيث كانت تتم القوافل من الشمال للجنوب وتنتظرها القافلة الأخرى من الجنوب إلى الشمال ولكن التوسعة ساهم فى اختصار الأوقات من خلال تقليل نسب الأحتراق للوقود الأحفوري وبالتالي تقليل نسب التلوث في منطقة السويس كثيفة المرور بالبواخر والناقلات العملاقة بشكل مستمر.
وأضاف "إمام" فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": نحتاج أيضًا لسياسة خضراء لإدارة كافة المنشآت والأنشطة البحرية الموجودة سواء داخل أو خارج القناة، لأنها صديقة للبيئة ويأتي ترتيب الأنشطة عبر نشاط الصيد والتجارة العالمية والمحلية وتطوير الموانئ في السخنة والإسكندرية بزيادة الأطوال للأرصفة لتسهيل عمليات الشحن والخدمات اللوجستية وعمليات الصيانة والإرساء ومنع التسرب البترولي بخلاف عمل صوامع للتعامل مع شحنات الحبوب والغلال الواردة من الخارج.
وتعاقدت الحكومة على عقدي التزام لمشروعي إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة، وإنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة الحاويات برصيف 100 بالدخيلة، كما تضمن التعاقد تنفيذ المشروع الأول بميناء السخنة بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتحالف (هاتشسون COSCO -CMA)، بينما يتم تنفيذ المشروع الثانى بميناء الدخيلة بين الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وتحالف (هاتشسون- MSC).
وتابع الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، أن الشركات العالمية التى تم التعاقد معها لديها أوناش عملاقة تساعد في عمليات الإنزال والشحن والتدريب وتقديم الخدمات اللوجستية، كل ذلك يقلل فترات تواجد السفن ومن هنا تقليل حرق الوقود وتعزيز منظومات السياسات الخضراء بالموانىء أو حركة الممرات البحرية.
وأوضح الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة أن قناة السويس تعكف على تنفيذ استراتيجية شاملة لتنويع مصادر الدخل من خلال تبني حزمة من المشروعات القومية العملاقة القائمة على مفهوم الاقتصاد الأزرق مثل توطين سياحة اليخوت من خلال تطوير موانئ اليخوت الموجودة على ضفاف القناة وإنشاء أول ميناء يخوت أخضر في المنطقة، بالإضافة إلى مشاركة الهيئة في تطوير وتطهير البحيرات المصرية، وفي مقدمتها المشروع القومي لتطوير بحيرة البردويل وتنمية سيناء تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بزيادة إنتاج البحيرة من الأسماك من 4 آلاف طن إلى 11 ألف طن واستعادة النظام البيئي بالمنطقة.
وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس تمضي قدمًا في تنفيذ سياسات وممارسات صديقة للبيئة، تحت مظلة استراتيجية تطوير متكاملة تصبو إلى تعزيز مكانتها كأكثر الطرق الملاحية التزامًا بالمعايير والمواثيق البيئية، وذلك تمهيدًا للإعلان عن قناة السويس" قناة خضراء" بحلول عام 2030.