انطلقت في فيينا أعمال الدورة 66 للجنة الأمم المتحدة للمخدرات، وهي الهيئة الدولية الرئيسية في منظومة الأمم المتحدة المعنية بموضوعات مكافحة المخدرات والتعاطي ومعالجة الإدمان، وذلك برئاسة دولة كولومبيا وبمشاركة 2600 خبير من الهيئات المعنية بموضوعات المخدرات في الدول المختلفة، بما في ذلك أكثر من 20 وزيراً وعدد من نواب الوزراء، بالإضافة إلى الخبراء الفنيين وممثلي المجتمع المدني.
وألقت غادة والي، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الكلمة الافتتاحية للدورة، حيث أشارت إلى أن معدلات صناعة وإنتاج المخدرات تتصاعد، بالتوازي مع التهديدات المستجدة مثل المخدرات الاصطناعية والاتجار في المخدرات باستخدام الإنترنت والعملات الافتراضية، مما يتطلب الاستثمار في قدرات الدول، وخاصة الدول النامية، على مواجهة تحديات المخدرات في كافة المجالات ذات الصلة مثل الصحة وإنفاذ القانون، وتعزيز التضامن والتعاون الدولي نحو هذا الهدف.
كما شهدت الجلسة عرض رسالة من رئيس منظمة الصحة الدولية "تيدروس غيبريسوس" الذي أكد على ضرورة تحقيق التوازن بين التصدي لأضرار المخدرات وبين توفير الأدوية الموضوعة تحت الرقابة الدولية لمن يحتاج، وكذلك رسالة من المفوض السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك" شدد خلالها على أهمية مراعاة الالتزامات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان في سياسات وإجراءات مكافحة المخدرات.
وسوف يتم خلال الدورة مناقشة وضع مواد جديدة على جداول الرقابة الدولية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القرارات الدولية الهامة حول موضوعات ذات أولوية مثل استخدام التكنولوجيا الحديثة في مكافحة الاتجار في المخدرات، وتنفيذ مشروعات التنمية لتوفير مصادر دخل بديلة ومستدامة في المناطق التي تشهد زراعة المخدرات، والتعاون الدولي في مواجهة المخدرات الاصطناعية، وغيرها، كما سيعقد أكثر من 155 حدث جانبي على هامش الجلسة.
وتستضيف فيينا أيضاً، بالتوازي مع أعمال اللجنة، منتدى الشباب الخاص بالمكتب الأممي المعني بالمخدرات والجريمة، والذي يعقد سنوياً لإعطاء فرصة للشباب للمشاركة في النقاش الدولي حول مكافحة والوقاية من المخدرات والتعاطي، حيث يضم المنتدى هذا العام مشاركين شباب من 28 دولة منها مصر.
وحضرت غادة والي الجلسة الافتتاحية للمنتدى لمخاطبة الشباب والتأكيد على أهمية دورهم ومساهماتهم في دعم مجتمعاتهم ضد المخدرات، ورفع الوعي وإيجاد الحلول المبتكرة.
كما ستقوم والي خلال أعمال اللجنة بعقد جلسة حوار مع ممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركين هذا العام، للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، ومناقشة كيفية تعزيز التعاون بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وبين المجتمع المدني لدعم جهود الحكومات في معالجة تحديات المخدرات.
وجدير بالذكر أن المكتب الأممي سيقوم خلال الدورة بإطلاق تقريره العالمي الأول حول الكوكايين، والذي سيتضمن تحليلاً لمعدلات وأنماط زراعة وإنتاج والاتجار في الكوكايين، في ظل ارتفاع غير مسبوق لهذا النوع من المخدرات في السوق العالمي.