فيما اعتبر أول حادث مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا.. اصطدمت يوم الثلاثاء الماضي مقاتلة روسية من طراز Sukhoi Su-27 بطائرة أمريكية بدون طيار MQ-9 Reaper فوق البحر الأسود، مما تسبب في فقدان الأخيرة السيطرة والسقوط. ونددت واشنطن بالعمل "الطائش" و"غير المهني" و"الخطير"، واستدعت السفير الروسي.
وقال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف الذي استدعى إلى وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء "لا نريد مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا". وتتهم الولايات المتحدة طائرة روسية بإسقاط الطائرة بدون طيار، بينما تؤكد موسكو أن مقاتليها لم يطلقوا النار وليس لديهم "اتصال" بالطائرة بدون طيار. ونفى وزير الدفاع الروسى أى استهداف روسى بهذه الطائرة الأمريكية.
ماذا كانت تفعل الطائرة الأمريكية بدون طيار في البحر الأسود؟
منذ بداية الحرب، كان الغرب يرسل طائرات تجسس فوق البحر الأسود بشكل شبه يومي، من أجل جمع معلومات استخباراتية بصرية أو رادارية أو كهرومغناطيسية عن المواقع والعمليات الروسية، والتي يتم توفيرها بعد ذلك للجيش في كييف. من الناحية القانونية فإن هذه الطائرات تبقى في المجال الجوي الدولي، لكنها تزعج الروس، وتغريهم أحيانًا بتخويفهم. في 29 سبتمبر 2022، أطلقت طائرة Sukhoi Su-27 بالفعل صاروخًا بالقرب من طائرة استخبارات بريطانية RC-35 كانت تقوم بدوريات فوق البحر الأسود، دون أن تصطدم بها. وكانت موسكو قد دافعت بالحديث عن "عطل فني".
ومهما كان الأمر غير مسبوق، فإن هذا الحادث لا يشكل مفاجأة في الأوساط العسكرية، حيث يقولون إنهم على دراية بمخاطر المواجهة المباشرة بالنظر إلى عدد القوات المسلحة الموجودة في المنطقة. يعترف مصدر عسكري فرنسي: "الأمر كما هو الحال في الغرب المتوحش، كلما كان رعاة البقر أكثر تسليحًا، زاد خطر حدوث أخطاء في الأمور". الحادث الذي أعقبه تصعيد خارج عن السيطرة مع روسيا هو السيناريو الذي يخشى منه الطاقم العسكري الغربي ويحاول تجنبه.