قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق، إن هناك أنواعا مختلفة من الآثار المصرية في الخارج، منهم نوعان شرعيان بالكامل، منها التي خرجت عن طريق القسمة بين المكتشف والحكومة المصرية. وهناك الآثار التي تم إهداؤها من رأس الدولة، منها ما أهداها محمد علي باشا كمثلة الكونكورد في باريس، والمعابد التي أهداها الرئيس جمال عبد الناصر بعد إنقاذ آثار النوبة.
جاء ذلك خلال حديثه في صالون “البوابة نيوز”، في ندوة مفتوحة تحت عنوان "مصر القديمة نموذج للحوار".
وأضاف الدماطي: أيضا، هناك ما خرج قبل إقرار قوانين الآثار مثل سقف معبد دندرة، وهي ما خرجت أمام السلطات ولا يمكن استرجاعها مرة أخرى. لكن اتفاقية اليونسكو الخاصة بحماية الآثار صارت ملزمة لجميع دول العالم بأن أي أثر خرج بعد عام 1970 يمكن لنا استرداده.
وحكى عن فكرة "غسيل الآثار" مثل غسيل الأموال، حيث يتم نقل الأثر في عدة محطات في بلدان مختلفة وتزوير أوراق بخروجها من مصر قبل عام 1970.
وأشار إلى أن هناك حملات دولية لاستعادة حجر رشيد من بريطانيا ورأس الملكة نفرتيتي من ألمانيا.
وحكى الدماطي أنه عند عرض رأس نفرتيتي في برلين للمرة الأولى عام 1923،ذكر أحد رفاق مكتشفها أنه رغب منذ البداية في أن يكون التمثال في برلين.
وشرح وزير الآثار الأسبق طريقة الغش التي خرجت بها الرأس. قال: تعمد ذكرها في الأوراق الرسمية باعتبارها مجرد "رأس ملكية"، على عكس وصفه لها في أوراقه الخاصة بأنها "تحفة فنية بديعة من النحت"، وصورها مليئة بالأتربة حتى لا تجذب انتباه أحد، خاصة مدير مصلحة الآثار المصرية - وكان فرنسيا آنذاك- والذي تم خداعه خلال جلسة القسمة بين المكتشف والحكومة.
وتابع الدماطي أنه عند اكتشاف خدعة رأس نفرتيتي عند عرضها الأول في متحف برلين ثارت الحكومة المصرية وطالبت بعودتها، وأوقفت عمليات البحث وحفائر البعثات الألمانية في 1923. والمرة الثانية التي تمت المطالبة بها تسببت المظاهرات للجمهور الألماني في عدم خروجها. وتكرر الأمر قبيل الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن المطالبة بعودة رأس نفرتيتي من 2004 وحتى الآن مستمرة، لكن الجانب الألماني حاليا طالب بتحكيم دولي "وهو وواثق في أوراقه وعدم قدرة مصر على إثبات شبهة التدليس التي حدثت وقت القسمة".
وأضاف: هناك أيضا مطالبات بعودة قطع نادرة مثل حجر رشيد ورأس نفرتيتي في معرض مؤقت لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف الكبير. لكن الجانب الآخر يخشى من ضغوط شعبية تمنع خروجها من مصر.
وتقلد الدماطى العديد من الوظائف غير الأكاديمية منهم مدير عام المتحف المصرى بالقاهرة ومشرف لجنة المعارض الخارجية بالمجلس الأعلى للآثار من 2001 حتى 2004. كما عمل كمستشار ثقافى ومدير مكتب البعثة التعليمية بسفارة جمهورية مصر العربية ببرلين والمشرف على البعثة التعليمية فى هولندا وبولندا وفنلندا والسويد والنرويج من 2011 حتى 2014
وعمل كوزير للأثار من يونيو 2014 حتى مارس 2016.
والصالون يُقام تحت رعاية الكاتب الصحفي الكبير عبد الرحيم علي رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة البوابة نيوز، وإشراف الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم رئيس التحرير ويحضره لفيف من الزملاء الصحفيين، وتبث الندوات والأمسيات عبر خاصية البث المباشر على صفحة البوابة نيوز والصفحات الرسمية على موقع فيس بوك.