التغيرات الخطيرة الحاصلة في قوة ومدى الأعاصير التي تضرب دول شرق أفريقيا ومنها مدغشقر تنبِى بـتوحش للظواهر الطبيعية وتغير المناخ .
قتل إعصار فريدي المداري العشرات في موزمبيق ومالاوي بعد عودة الإعصار للمرة الثانية إلى اليابسة خلال شهر ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية و أكثر من نصف مليون شخص معرضون للتضرر من الإعصار في موزمبيق هذه المرة تضرر بالفعل أكثر من 171 ألف شخص بعد أن اجتاح الإعصار ذاته جنوب موزمبيق الشهر الماضي وأودى بحياة 27 شخصا في موزمبيق ومدغشقر.
وقال الدكتور دوميط كامل رئيس حزب البيئة العالمي وهي جمعية للتوعية البيئية ومقرها بيروت ان إعصار فريدي المداري من أطول الأعاصير المدارية عمرا في تاريخ السجلات المناخية فهو مستمر منذ أكثر من 32 يوما، محملا بالأمطار الغزيرة والفيضانات وأنه قد عبر جنوب المحيط الهندي واستمر لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، وسبب توليد طاقة رياح بما يوازي موسم أعاصير بشكل كامل في شمال الأطلسي وأن هذه الكمية من طاقة الرياح جاءت بسبب طول عمر الإعصار لطبيعة الأحوال الجوية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
وان حركة الأعاصير قبل تفاقم التغييرات المناخية كانت بعيدة كل البعد عن الحركة التي يعيشها العالم الآن والتي تشهد تغيرات خطيرة بمنطقة جنوب المحيط الهادي والتى دخلت فصل الصيف وارتفاع درجة حرارة المياه وصل إلى 25 و30 درجة مئوية وهي حرارة ملائمة بشكل جيد جيدا لتشكيل السحب الركامية الضخمة وهذه الكتل تبدأ بالتطور والنمو وامتصاص الطاقة الكامنة من حرارة سطح المياه الدافئة وتتطوّر تدريجيا على منظومة جوية مدارية ينخفض الضغط الجوي في مركزها الرئيسي لتبدأ السحب بالدوران حول مركز الضغط الجوي المنخفض .
معلنا نمو الأعاصير عند بلوغ سرعة الرياح أكثر من 125 كيلومتر/ ساعة
يرتفع تصنيف الإعصار وفقا لمعدل سرعة الرياح حسب مقياس سمبسون لقياس شدة الأعاصير
من خلال متابعة البيانات عبر الأقمار الاصطناعية، يتبين أن الإعصار سيواصل طريقه على اليابسة نحو الطرف الجنوبي لملاوي المجاورة وقوة الإعصار تسببت وستتسبب أضرارا بالبنى التحتية والمباني وشبكة الكهرباء والصرف الصحي، وهو ما يعني خسائر اقتصادية كبيرة
ويحذرون علماء البيئة من تزايد تداعيات التغير المناخي العالمي التي تسهم في تغيرات الظواهر الطبيعية وتزيد من خسائرها.
هذه التغيرات التي تؤثر على الكتل الهوائية سواء الباردة أو الحارة، تزيد قوة الأعاصير والأمطار والفيضانات، إضافة إلى نوبات الجفاف.
لمواجهة هذا التغيرات أو التقليل من خسائره يشدد كامل على ضرورة وضع استراتيجيات للصمود وكيفية التعامل مع هذه الظواهر لافتا إلى أنه من المقرر أن تقوم لجنة خبراء مناخ تابعة للأمم المتحدة بتقييم إعصار "فريدي" بعد انتهائه.