الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

دير الأنبا بيشوى ملجأ الدنيا والآخرة للبابا شنودة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاهد على رحلة البطريرك.. والمكان الأقرب لقلب البابا شنودة
مزار البابا الـ117 يحوى متعلقاته ومكتبته وصلبانه ومعرض صوره


نحن الآن فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون.. المكان الأكثر قرباً لقلب البابا شنودة الثالث، حيث بدأت رحلته البابوية منذ اختياره بطريركاً، بجوار الأنبوب الذى يحوى رفات الأنبا بيشوى، والذى شهد دموعه، عندما علم بأنه أصبح بطريركاً على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعدما سحب الطفل «أيمن» اسمه فى القرعة الهيكلية.
ومنذ ذلك الوقت تعمقت علاقة بابا الإسكندرية بدير الأنبا بيشوى، كما أجرى تجديدات واسعة داخل الدير، وتم تجديد القلالى «سكن الرهبان»، وأعاد ترميم بئر الماء الذى غسل فيه البربر سيوفهم، بعد أن قتلوا شيوخ شيهيت التسعة والأربعين، كما أضاف للدير قرابة 300 فداناً من الصحراء المحيطة به، وبنى القلاية البطريركية الخاصة به، وأدخل الكهرباء داخل الدير.
لجأ البابا شنودة الثالث للاعتكاف بالدير فى العديد من الأزمات التى مرت بها الكنيسة فى عهده للصلاة والصوم، ويستمر اعتكافه حتى يتخذ قراراً مناسباً لحل الأزمة التى تمر بها الكنيسة، وكان يحضر أسبوعياً لمدة ثلاثة أيام إلى الدير فى الفترة من 5 سبتمبر 1981 إلى 5 يناير 1985.
وتم طبخ وإعداد زيت الميرون فى عهد البابا شنودة الثالث داخل دير الأنبا بيشوى خمس مرات من أصل سبعة، وذلك فى أعوام 1981 و1987 و1990 و1995 و2008، وجرى توزيعه على الكنائس القبطية فى مصر وخارجها.
ولم تنته علاقة البابا شنودة بالدير برحيله فى 17 مارس 2012، بل أنه أوصى بأن يُدفن فى الدير وأصبح يحوى الآن مزاراً خاصاً ببطريرك الكرازة المرقسية الـ117، وتبلغ مساحة المدفن 25 متراً مربعاً، وهو عبارة عن مبنى ذى قبة صغيرة تم بناؤه بالطوب الأثرى، وكان هذا المكان معداً ليكون متحفاً حديثاً يضم آثار الدير القديمة، لكنه تحول إلى مقبرة وقد كتب على اللوح الرخامى الموجود على المدفن: «صاحب القداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، معلم الأجيال وراعى الرعاة وقديس عصرنا، ارتقى كرسى مارمرقس الرسول فى 14 نوفمبر 1971 ميلادية، استراح فى الرب يوم السبت الموافق 17 مارس 2012».
تحول مدفن البابا شنودة داخل الدير، إلى معرض تنطلق فى أرجائه تسجيلات بصوت البابا شنودة، وهو يتلو بعضاً من حكمه ومواعظه، كما نجد بعض الأيقونات أعلى حوائط المدفن، منها أيقونة السيد المسيح جالساً على العرش، وأيقونة للميلاد، وثالثة لنياحة السيدة العذراء، والأخيرة للأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، كما يحوى رسومات عن إيليا النبى وأبونا يعقوب، ومجموعة من أشهر مقولات قداسة البابا على جدران المزار، وصور الزعماء والمفكرين، منها صورة تجمعه مع الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وأيضا صورة تجمعه بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وصور تم التقاطها مع المشير محمد حسين طنطاوى بعد ثورة 25 يناير، وصورته بالجبهة مع أبناء القوات المسلحة، وصور من لقاءاته مع قادة الفكر الإسلامى، وفى مقدمتها صورة مع الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والشيخ محمد متولى الشعراوى.
ويحتوى أيضاً على أحذية بسيطة للبابا الراحل، وصلبان يد، وصليب من الجلد، منذ كان أسقفًا للتعليم عام 1962 اعتاد استخدامها على مدار سنوات خدمته، وهى الصلبان التى تبقت، لأنه اعتاد على إهداء صلبانه الخاصة لأبنائه من الأساقفة والكهنة، كما يضم المزار حزاماً من الجلد خاصاً بالزى الرهبانى، وتوقف عن ارتدائه البابا شنودة منذ أن داهمته آلام بالظهر.
ويضم المزار القلنسوة التى كان يرتديها البابا كراهب، وآخر طاقية صوف ارتداها، وآخر عمة سوداء ارتداها، وآخر جلباب ارتداه البابا بالدير، وآخر عصا رعاية استخدمها بالدير، وآخر معطف كان يرتديه.
ويعرض المزار صورًا لحياة البابا شنودة من الطفولة إلى الباباوية، بجانب ملابس كان يرتديها فى آخر أسبوع آلام حضره بالدير عام 2010 وعليها نقوش قبطية، وملابس للخدمة كان يرتديها بالدير منذ أواخر الثمانينات مهداه له من دير القديسة دميانة، وارتداها فى آخر رحلة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية، وصلى بها آخر قداس له بالدير فى 2010.
وفى الدير أيضا تيجان وعمائم بيضاء، وأوانٍ مقدسة بقلايته، وصور تمثل مراحل حياته من الرسامة إلى الوفاة، وعلاقته برؤساء الكنائس الأخرى، بجانب معطف أهداه له الإمبراطور الإثيوبى الراحل هيلاسلاسى، وصليب كبير الحجم مهدى له من بطريرك أثيوبيا عام 1973.
وفى المزار أيضاً، درع الجيش الثالث الميدانى والثانى الميدانى، ومجسم ذهبى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية مهدى له من المجلس الملى القبطى العام عام 1996، بجانب بعض الهدايا الرسمية من القوات المسلحة والمحافظات وهيئة الأوقاف القبطية ومن دول أجنبية ومن رؤساء الكنائس.
وفى المزار مقتنيات مكتبته الصغيرة فى قلايته، ومجموعة أقلام، ومحفظة، وكوب ماء، وساعة، وتمثال صغير لحمامة، وبيضة نعام، ومسبحة مذهبة وبها حبات سوداء، و3 ساعات يد، ومشطان، ومقص، ونظارات، ودباسة، وعدسة، وتمثال لمار مرقص، وميزان العدل، ونوتة أوراق، وتليفون أرضى قديم بالأرقام.
ويضم المزار مجموعة من الصلبان تمسك باليد وأخرى كان يرتديها حول رقبته، و4 تيجان بابوية، منها التاج الأخضر الذى جلس به بطريركاً، وتاج كان يرتديه فقط خلال مناسبتى خميس العهد وأحد الشعانين، و4 عصى للرعاية. كما يحتوى المزار أيضًا على جزء من ثوب السيدة العذراء أهداه بابا الفاتيكان إليه، و4 شهادات دكتوراه حصل عليها البابا، ومكتبة تضم مؤلفاته من الكتب.
ويشهد دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون زحاماً شديداً من قبل المصلين، خاصة عند الاحتفال بعيد تذكار رحيل البطريرك فى منتصف مارس من كل عام، ويدخل المصلون إلى مكان الجسد يقبلونه ويصلون بداخله إلى الله ويكتبون طلباتهم وأسماء أسرهم.
والبابا شنودة، هو البطريرك الثانى الذى يدفن بالدير، بعد البطريرك بنيامين، البابا 82 من باباوات الكنيسة، والذى دفن بالدير سنة 1339.