عصره شهد نهضة التعليم.. وكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ الكنيسة
كتب 600 مقال فى جريدة «وطنى».. و290 بـ«الأهرام»
مهارة فى ربط العقائد بالروحيات واهتمام باستخدام آيات الكتاب المقدس
قال بعد فوزنا بالمركز الأول على مستوى الصعيد: «عشنا وشوفنا كورال فى دشنا»
قال الأنبا تكلا، مطران دشنا وتوابعها، إن البابا شنودة شخصية هامة فى تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية المعاصر، وقد تتلمذ جيلنا على يديه من خلال كتبه ومقالاته، والمؤتمرات والاجتماعات المتخصصة وعظاته المتنوعة، والتى كانت أولًا يوم الجمعة فى السبعينيات من القرن الماضى، ثم صارت يوم الأربعاء، وأضاف أن الخط التعليمى لقداسته خلال أكثر من سبعين عامًا، اتسم بالروحانية الصادقة والموضوعية الهادئة، وأيضًا بالبساطة والعمق والدقة والاتزان فى ذات الوقت، والتى يفهمها القارئ البسيط ويستفيد منها العالم الكبير.
ولفت الأنبا تكلا، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إلى الدور المميز والرائد للبابا شنودة فى التعليم الكنسى، والذى بدأ رسميا فى 30 سبتمبر 1962، حين تمت سيامته على يد سلفه القديس البابا كيرلس السادس كأول أسقف للتعليم، ليكتب بعد ذلك فصلًا جديدًا فى تاريخ الكنيسة، كأحد أبرز المعلمين الذى وصف بأنه عصر «نهضة التعليم»، حيث أصدر خلال حياته كتبًا فى شتى فروع العلوم الكنسية اللاهوتية والروحية والرعوية والكتابية، تجاوزت 140 كتابًا.
وأكمل: لا نستطيع أن ننسى دوره التعليمى والثقافى من خلال مقالاته الصحفية سواء فى المجلات الكنيسة كمجلة الكرازة والتى بدأها كمجلة شهرية ثم نصف شهرية والتى رأس تحريرها خلال سنوات حياته، وقبلها مقالات فى مجلة «مدارس الأحد»، والصحف المختلفة كجريدة «وطنى» والتى كتب فيها أكثر من 600 مقال بداية من عام 1966، ومقالاته فى جريدة «الأهرام» والتى قد تصل لأكثر من 290 مقالًا، وأيضًا مقالاته فى «أخبار اليوم» و«الجمهورية»، والتى منها ما تم ترجمته إلى لغات أجنبية كالإنجليزية والألمانية، وأيضًا العديد من المقالات فى مجلة «الهلال».
وتابع الأنبا تكلا: اتسم أسلوب تعليم قداسته بالمهارة الشديدة فى ربط العقائد بالروحيات، والاهتمام باستخدام آيات الكتاب المقدس باستمرار، واستخدام التعليم الآبائى السليم فى شرحه للآيات، وكذلك إرشاد المتلقى عن طريق شرح تطبيق التعليم الذى يتحدث عنه بأسلوب عملى ومعاصر، وأيضا اهتمامه بأن يجيب على أسئلة الحضور سواء الشعب أو الطلبة الإكليريكيين، وهو ما تم طباعة بعضه فى سلسلة كتب.
وأضاف: لا ننسى لبابا الإسكندرية اهتمامه بالمعاهد اللاهوتية والدراسات العليا بها، وهو ما ترجمه فى امتداد نشاط الكلية الإكليريكية فى عصره لتشمل 11 فرعًا داخل مصر وحوالى 6 فروع خارجها، إلى جانب افتتاحه قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، ومعهد الرعاية، ومعهد الكتاب المقدس وأيضا معهد الألحان.
وتابع مطران دشنا وتوابعها: من الصعب الحديث عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث حيث العديد من الجوانب النيرة فى شخصه العجيب، لأنه كان عجيبًا فى كلامه، فى كتابته، فى حضوره، عجيبًا فى ذاكرته القوية، وعجيبًا فى شخصيته، له العديد من الإمكانيات الجبارة التى لا تتوافر بسهولة فى شخص واحد.
وتحدث الأنبا تكلا عن ذكرياته مع البابا شنودة الثالث قائلًا: «كان أول لقاء مباشر لى معه، حينما تم ترشيحى للأسقفية، حيث جلس معى حوالى 25 دقيقة منفردين خلالها، ومن خلال أسئلته العميقة تعرف من خلال إجابتى عن كل أمر يخصنى، وكان وقت غير سهل حيث أن الجلوس أمام البابا شنودة كان أمرًا صعبًا».
وأضاف: «أيضا فى اختيار الاسم للأسقفية، وبناء على طلب أحد الأشخاص وأيضا بسبب أمنية خاصة منى، أردت الاحتفاظ باسم القديس «تكلا هيمانوت الحبشي»، وطلبت من القديس أنه إن أراد لى أن احتفظ بالاسم أن يجعل قداسته يسألنى اختيار الاسم وهو ما حدث بالفعل، ولا أنسى اهتمامه بالآباء الأساقفة الجدد، حيث أوصى شعب الإيبارشيات الحاضر الرسامة بتوفير سبل إقامة وخدمة مناسبة للآباء الأساقفة الذين تمت رسامتهم».
وواصل الأنبا تكلا حديثه: «أذكر أيضا فى شهر نوفمبر 1992 حيث حصد كورال إيبارشية دشنا المركز الأول بالإضافة للعديد من الجوائز والكؤوس على مستوى الصعيد، وكان لقداسته حينها تعليق لطيف ما زلت أتذكره حتى الآن حيث قال «عشنا وشوفنا كورال فى دشنا»، وكان آخر الذكريات معه، أنى نلت بركة جسده المبارك عند وفاته والاشتراك فى الصلاة عليه فى الكاتدرائية وأيضا الأربعين فى دير الأنبا بيشوى العامر».