أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن القوات الأوكرانية تعاني في الوقت الراهن من نقص حاد في الذخيرة والجنود في ظل استمرار حرب دامية وطويلة مع القوات الروسية في إطار العملية العسكرية الروسية التي شنتها موسكو في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأضاف التقرير، الذي شارك في كتابته كل من بول سوني وكارين ديونج، أن الكفاءة القتالية للقوات الأوكرانية، والتي كانت تمثل في وقت من الأوقات قيمة مضافة للجانب الأوكراني، بدأت تتراجع على نحو ملحوظ بعد مرور ما يزيد على العام من القتال بين الطرفين ووقوع العديد من الضحايا والتي حرمت الجانب الأوكراني من العديد من أفضل محاربيه.
ويشير التقرير كذلك إلى أن الموقف العصيب الذي تمر به القوات الأوكرانية يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الجانب الأوكراني على القيام بعملية عسكرية طال انتظارها ضد القوات الروسية خلال فصل الربيع الحالي.
ويتناول التقرير الموقف الأمريكي والأوروبي من الأحداث الجارية في الوقت الحالي في أوكرانيا حيث تشير تقديرات الجانبين الأمريكي والأوروبي أن أعداد الضحايا من الجانب الأوكراني منذ بداية الحرب وصلت إلى ما يقرب من 120،000 جنديا بينما وصل عدد الضحايا من الجانب الروسي حوالي 200،000 جندي.
وتشير التقديرات الأمريكية والأوروبية، كما يوضح التقرير، أن الموقف الروسي مازال أفضل بالنظر إلى الكثرة العددية للسكان والتي تتيح الفرصة للقوات الروسية لتعويض الخسائر في الأرواح وحشد المزيد من الجنود.
ويضيف التقرير أنه في الوقت الذي تتمكن فيه القوات الروسية من تعويض خسائرها في الأفراد يعاني الجانب الأوكراني نقصا بات واضحا في أعداد الجنود ومما زاد الموقف الأوكراني صعوبة معاناته كذلك من خسائر في الذخيرة ولاسيما ذخيرة المدفعية وقنابل الهاون.
ويوضح التقرير أن تلك الصورة القاتمة عن وضع القوات الأوكرانية على خطوط المواجهة مع القوات الروسية أثارت حالة من التشاؤم لدى الجانب الأوكراني وألقت بكثير من ظلال الشك حول قدرة كييف على شن هجمات مضادة مستهدفة مواقع روسية خلال فصل الربيع الحالي.
ويشير التقرير أن تردي أوضاع القوات الأوكرانية في ساحة القتال يثير في نفس الوقت الكثير من الانتقاد للولايات المتحدة وحلفائها من الدول الأوروبية بشأن ترددهم في توفير الدعم العسكري اللازم للقوات الأوكرانية حتى فات الأوان وبدأ الإرهاق واليأس يصيبان الجنود الأوكرانيين.
إلا أن العديد من المسؤلين الأمريكيين، كما يشير التقرير، يتوقعون أن تتمكن القوات الأوكرانية من شن هجوم ضد القوات الروسية في الفترة من ما بين أواخر أبريل وأوائل مايو، مؤكدين في نفس الوقت مدى أهمية توفير كل ما يلزم القوات الأوكرانية من عتاد لتعويض ما فقدته في حرب طال مداها في مواجهة الآلة العسكرية التي لديها القدرة على تعويض خسائرها في الأرواح والعتاد.
ويشير التقرير في الختام إلى موقف وزارة الدفاع الأمريكية من الصراع الحالي في أوكرانيا حيث يسلط الضوء على تقديرات مسؤولي السياسات في البنتاجون الأمريكي كولين كاهل خلال اجتماع مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي أنه لا يستطيع التكهن بمجريات الأمور في ساحة القتال هناك وبالتالي لا يستطيع استنتاج متى ينتهي الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية والذي قد ينتهي بعد ستة أشهر أو عامين أو ثلاثة أعوام، على حد قوله.