انطلقت اليوم فعاليات اليوم الثاني للبرنامج التدريبي قادة جيل 2 الذى ينظمه معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي، تحت رعاية دكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبتنظيم وتنسيق من دكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة، حيث يأتي البرنامج التدريبى انطلاقا من حرص الدولة المصرية لتأصيل المعتقدات الدينية والموروثات الثقافية والمجتمعية الأصيلة، والعمل على نشر الوعي لدى المجتمع المصري، وذلك بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لمواجهة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة والمفاهيم غير السوية، بمشاركة ممثلين عن الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة.
وأفاد الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة، بحرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على تنفيذ البرامج التدريبية التي تحقق رؤية الدولة المصرية لتنمية وعى الشباب وإستعادة المفاهيم والأفكار والمعتقدات الدينية والموروثات الثقافية الصحيحة والتي لها أثر إيجابي في استقرار المجتمع المصري والحفاظ على نسيجه، من خلال تنظيم العديد من الندوات وورش العمل واستضافة رموز المجتمع ورموز الفكر لمواجهة تلك الأفكار المتطرفة.
وأكد "همام" أن هذا البرنامج يأتى انطلاقا من تعاون كل مؤسسات الدولة لتحقيق الهدف المنشود وتنمية وعي شباب الجامعات المصرية والمجتمع ككل من خلال تدريب كافة أطياف المجتمع المصري من ممثلى الوزارات والمؤسسات بالدولة المصرية والذى لهم تأثير فى وعى الشباب من خلال تعامل شباب الجامعات مع مؤسسات الدولة المصرية المختلفة، حيث أن قضية الأفكار الهدامة الغير سوية تمس كل المجتمع المصرى.
وأوضح مدير معهد إعداد القادة ان البرنامج التدريبي يهدف لإحياء القيم الأصيلة للمجتمع المصري ومواجهة القيم الدخيلة عليه، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتعزيز روح الأنتماء، وتشكيل عقول الشباب.
وخلال محاضرة التسامح ونبذ العنف وحاضر فيها نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الارثوذكى، اوضح أن الله سبحانه وتعالى يريد من البشر جميعا أن يعيشوا على أساس من الود والتسامح والمحبة ونبذ الكراهية والعنف والسعي للسلام، لذلك أصبح تحقيق السلام أمر هام وعلى البشر جميعا أن يعملوا على تحقيق هذا السلام والمحافظة عليه بين حياتهم.
وأكد أن ثقافة التسامح من الثقافات التي تحقق السلام لأن التسامح يعلم الإنسان التعايش والحوار مع الآخر المختلف عنه ثقافيا ودينيا وعقائديا، ويتطلب السمو عن حل الخلافات بالصراعات أو القوة فالتسامح تعنى القدرة على الوصول إلى قواعد إنسانية مشتركة لايجاد حل لها.
وتطرق إلي أن السلام لا يعني غياب الصراعات فالسلام يعني ان نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار والتعليم والمعرفة والطرق الانسانية التى وهبها الله لنا، فهو لا يعني ان يتنازل الفرد عن أفكاره ومعتقداته أو ماله من حقوق بينما يعنى تعلم مرونة الحوار والتعايش مع الآخرين المختلف عنهم، حيث يبدأ السلام والتسامح من داخل الانسان فاذا اردت ان تغير العالم فلا بد أن يبدأ الإنسان بالتغيير من نفسه، فالتسامح والسلام لا يتحققان باطلاق الشعارات او الكلمات بل انهما يبدأن من داخل الإنسان ثم ينتشران إلى كل من حوله.
وقد أكد الأنبا أرميا أن التسامح يأتي من اعتدال الأنسان فلا يكون عقلا فقط بل يجب تحكيم العقل والقلب معا، متحدثا أن الارهاب يدفع العالم الى نفق مظلم لا يقود الى ترويع الآمنين ونزع السلام، لذلك يجب على الجميع أن يتكاتفوا لمواجهة الإرهاب، وقد أشار فى حديثه إلي أهداف إنشاء بيت العائلة المصرية فى حفظ القيم ونشر السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، وتأكيد المواطنة والعمل معا من أجل مستقبل أفضل.
وفى ذات السياق انطلقت محاضرة التعايش السلمى والتكامل بين فئات المجتمع وحاضر فيها محمد داوود الأستاذ بجامعة قناة السويس، وفى البداية أكد أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن العلم اساس الرفعة، وإن أول رسالة جاءت في القرآن كانت أقرأ، يقول الله تعالى "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، فالعلم صانع التمكين وصانع الحضارة، وأن القوة الفكرية والعلمية والمعرفة والمهارة تنشئ الحق وتحميه، والضعف الفكري تنشئ العدوان، وتطرق فى حديثه أن الإيمان هو المشترك الإنساني الذى يجمع بين الانسانية السمحة، مؤكدا أنه يجب ان لا نجعل الخلاف مبرر للعدوان.
كما أوضح الأسباب التي تؤدي إلى التعصب ومنها الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، فالفكر المريض يهدد سلامة الأمة وهو الفكر المتطرف وانحراف هذا الفكر جاء نتيجة فهم خاطئ.