تبذل الدولة جهودا كبيرة لتقديم خدمات يقتضى بها بعد فترة العلاج من الادمان بهدف دمجهم في المجتمع، يأتي ذلك بعد تقديم الخدمات العلاجية المنوط بها في إطار توجيه الدولة لمواجهة تعاطي المخدرات وهذا ما أكدته وزارة التضامن وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ، لم يكن الدعم المقدم أو ما يسمى بالخدمات ما بعد العلاج المجانية التي تقدمها الجهات سالفة الذكر وليدة اليوم بل منذ سنوات ماضية وهي تعمل على هذا النمط في 2019 واصل الصندوق تقديم خدمة مقدمة للمتعافين بعد العلاج المجاني من المخدرات والتي تمثلت في توفير التمويل اللازم لإنشاء مشروعات صغيرة لمتعاونين الخط الساخن لعلاج المرضى الذين تم تعافيهم وإعطاء فرصة للتأهيل والدمج المجتمعي ، يأتي ذلك مع تنوع المشروعات ويرجع ذلك حسب كل شخص ومدى قدرته على تشغيل المشروع.
ويرجع الهدف دائما لتلك المشروعات هي المساعدة للعودة إلى العمل مرة أخرى فضلا عن تمكينهم لإيجاد مصدر رزق لهم يعينهم على أعباء الحياة ويساعدهم فى الإنفاق على ذويهم، ومن ثم تقدم أفكار المشروعات الملائمة للمتعافين ودراستها ومساعدتهم في تمويلها من خلال القروض المقدمة من بنك ناصر الاجتماعي والذي بلغت قيمتها ما يقرب من 6 مليون جنيه ، كما تنظم وزارة التضامن العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية للمتعافين من الإدمان فضلا عن إتاحة أنشطة التدريب على حرف مهنية يحتاجها سوق العمل لإعادة الدمج المجتمعي، مع تقديم الوقاية الأولية متمثلة فى تنفيذ أنشطة توعوية عن أضرار الإدمان من خلال الروابط التطوعية لدى الصندوق وعددها 32 ألف متطوع حتى الآن على مستوى الجمهورية، فضلا عن تنفيذ البرنامج الوقائى فى 6 آلاف مدرسة كمرحلة أولى لتوعية طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية بأضرار تعاطي المواد المخدرة، بالإضافة الى تنفيذ أنشطة توعوية بمراكز الشباب والمناطق المطورة بديلة العشوائيات.
كما تم استعراض العلاقة بين الدمج المجتمعى للمتعافين من الإدمان وأهداف التنمية المستدامة ومنها الصحة الجيدة والرفاه والتعليم الجيد والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، إذ أطلق الصندوق مبادرة «بداية جديدة» وتهدف إلى توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للمتعافين من مرضى الإدمان بهدف تحقيق الدمج المجتمعي لهم، والذي يعد من أهم مراحل العلاج خاصة النفسي والاجتماعي للمرضى لمساعدتهم على تقليل حدوث انتكاسة لهم.
أطلق الصندوق مبادرة تحت ام "حرفي" لتدريب المتعافين على حرف يطلبها سوق العمل المصري مثل " صيانة التكييف والمحمول والأجهزة الكهربائية والخياطة ونجارة الموبيليا" وبالفعل تم تدريب حوالي 12 ألف متعافي، كما تم تسليم دفعة جديدة من المتعافين من الإدمان قروضا لإنشاء مشروعات صغيرة وذلك في إطار حرص الصندوق على الدمج تم تسليم شيكات لدعم المشروعات الصغيرة تساعدهم على العودة إلى العمل والإنتاج مرة أخرى كأفراد نافعين.
وفي هذا السياق أشاد الدكتور سعيد صادق، استاذ علم اجتماع بالجامعة الامريكية، بما تقدمه وزارة التضامن الاجتماعي لدمج المتعافين من المخدرات في المجتمع مرة أخرى بدلا انتكاسهم، قائلا " لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها " مثل شائع ويحتاج لتطبيق بمساعدة الأشخاص الذين يملكون افكار بزنس ولا يملكون أموال ولا يعرفون كيف يحصلوا عليها وهنا مهمة الجهات المعنية وإعلام الناس وهذا ما فعلته الوزارة من تقديم خدمات مع توعية المتعافين كيفية التقدم للحصول عليها، مع اقتراح وعمل مشاريع تجذبهم تفيد المجتمع.
واكمل في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اما فيما يخص موضوع الصحة فيجب العمل على توفير خدمة جيدة وسريعة وتشمل ايضا الزيارات للمنازل لغير القادرين على التوجه للعيادات ومتابعة الحالات بعد الكشف وتقديم العلاج والمعاملة الحسنة للمرضى الفقراء.
ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، تبدأ حقيقة المدمن من المنزل الذي يعيش فيه عندما تنبذه أسرته ومن ثم يبتعد عن الناس، لذلك نرى أن المدمنين من أكثر الناس الذين يخسرون كل شيء تقريبا، ويتطور الامر الى ان يكون وسيط في عملية تجارة المخدرات او السرقة كي يتم تعويض ما تم خسارته ويكمن هنا في الشخصية الحدية أو السيكوباتية.
واكمل استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، عندما توفر الدولة والصندوق للمتعافين فرصة عمل لبدء حياة جديدة لتعويض ما فاته ومن ثم تنجح هذه الشخصيات يكون لديهم قدرة بنسبة كبيرة على التغيير والتمييز ويكون النجاح حليفهم ولكن الخطوة الصحيحة تكمن في البداية، وهذا ما تفعله الوزارة من خلال تقديم الخدمات ما بعد التعافي.
