الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

فلتر على «تيك توك» يثير الجدل بشأن معايير الجمال عبر الشبكات الاجتماعية

فلتر تيك توك
فلتر تيك توك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُحدث فلتر "بولد غلامور"، أحدث الصيحات على تيك توك، دهشة لدى المستخدمين إزاء قدرة هذه المؤثرات الخاصة المطورة عبر الذكاء الاصطناعي على تجميل وجوههم، معيدًا الجدل بشأن معايير الجمال التي تسوق لها الشبكات الاجتماعية.

وتظهر عشرات آلاف الفيديوهات صدمة المستخدمين لدى رؤية الفلتر يتكيف تمامًا مع وجوههم، مع تكبير الشفتين ونفخ الخدين وماكياج شبيه بما تضعه عارضات الأزياء.
ويصاب كثر من هؤلاء بخيبة أمل عندما ينظرون بعد استخدام الفلتر إلى وجههم الحقيقي بعد اختفاء مرآة التجميل عن الشاشة.


وتقول أستاذة العناية التمريضية في جامعة "ميدل جورجيا ستايت" الأمريكية كيم جونسون "هذه أحدث هجمة لأسطورة الجمال المثالي".

وتشير إلى أن هذا النوع من المؤثرات الخاصة يقود أشخاصًا إلى اعتماد "حميات مفرطة بفعل مقارنة أنفسهم مع الآخرين ونقص الثقة في النفس لديهم".
من أذني القطط إلى قصات الشعر مرورًا بوجوه الكلاب، شاع استخدام فلاتر الواقع المعزز منذ سنوات على سنابتشات وإنستغرام وتيك توك وتطبيقات أخرى كثيرة.


غير أن أحدث النماذج بلغت مستوى غير مسبوق من الواقعية، إذ إن مؤثرات "بولد غلامور" تبقى موجودة حتى عند وضع اليد أمام الكاميرا، كما أنها ليست مشوشة على الجوانب وتتبع تحركات الوجه كما لو أنها تعكس تبرّجًا حقيقيًا.

حتى أن خبراء كثيرين يتساءلون ما إذا كان هذا الفلتر يشكّل وثبة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.


وبحسب “لوك هورد” الذي أنشأ فلاتر للشبكات الاجتماعية، تتكون الفلاتر التقليدية من أقنعة ثلاثية الأبعاد "توضع" على الوجه عند التصوير بواسطة كاميرا الهاتف الذكي.
وأوضح هورد عبر تيك توك وتويتر أن "بولد غلامور" ومؤثرات حديثة أخرى، بينها فلتر يعطي البالغين وجوه مراهقين، "تأخذ الصور وتعيد رسمها، كل جزيء (بكسل) على حدة (مباشرة) على الصورة التي تظهر عبر العدسة".

ويخلص إلى أن هذه الفلاتر هي جزء من تقنيات "التعلم الآلي" المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
حتى أنّ مراقبين آخرين يقولون إن هذه التقنية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وفق مبدأ برامج "تشات جي بي تي" أو "دال-إي" القادرة على إنشاء قصائد أو رسوم أو رمز كمبيوتر عند الطلب وبصورة فورية.
هذه المؤثرات الخاصة موجودة منذ عام أو عامين، لكن فلتر "بولد غلامور" الجديد "معقد للغاية"، على ما يقول مدير أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة "جن" للأمن السيبراني بيتر سومول.
لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب كميات ضخمة من البيانات.

ويخضع تطبيق تيك توك، التابع لمجموعة بايت دانس الصينية، لمتابعة دقيقة من الحكومات الغربية بفعل مخاوف على سرية البيانات الشخصية.
وفي الولايات المتحدة، اعتُبرت المنصة تهديدًا للأمن القومي من جانب مسؤولين محليين كثيرين يتهمون التطبيق بنقل معلومات عن المستخدمين لبكين، وهو ما تنفيه الشركة.
ويقول الأستاذ المتخصص في الإعلام والتقنيات بجامعة فلوريدا أندرو سيليباك إن مجموعة ميتا الأمريكية "قادرة تمامًا على اعتماد هذه التقنية عبر فيس بوك وإنستغرام".
ويشير إلى أنه من غير المؤكد أن تيك توك "فكرت بما يكفي في الآثار المترتبة عن هذا المنتج الجديد والجميل كليًا".

وأظهر التطبيق تكتمًا شديدًا في هذا الموضوع، رافضًا إعطاء تفاصيل حول تشغيل الفلتر.
واكتفى تيك توك بتشجيع مستخدميها على "أن يكونوا على طبيعتهم" على الشبكة الاجتماعية التي تشجع على "التعبير الشخصي والإبداع".
وقالت الشركة "نواصل العمل مع الخبراء ومجتمعنا لمساعدة تيك توك على أن تظل مساحة إيجابية وداعمة للجميع".
يسترعي "بولد غلامور" الانتباه بشكل خاص لكونه يُنتج فيديوهات قابلة للتكييف في الوقت الفعلي، ما يثير خطر "التزييف العميق" (ما يُعرف بـ"ديب فايك" - "deepfake").
ويشير هذا المصطلح العام إلى عمليات توليف مضللة (بالصورة أو الفيديو أو الصوت) تعطي انطباعًا بأن شخصًا ما قال أو فعل أشياء لم يقلها أو يفعلها في الواقع.