فى مثل هذا اليوم 12 مارس 1964، توفي صاحب العبقريات "عباس محمود العقاد".
عباس محمود العقاد العملاق والأديب المتفرغ أو الكاتب العصامي الذي شق طريقه في الحياة بقلمه واعتمد في رزقه على أدبه وفكره واستطاع أن يثبت أن الكتابة مهنة لا تقل شرفًا عن المحاماة أو الطب أو أي مهنة أخرى.
ذلك العبقري الذي لم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية سنة ١٩٠٣م، إلا أنه أتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية وقرأ أربعين ألف كتاب.
لن يَنسى التاريخ وقفته الشجاعة حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور ، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات ، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان ، فارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلا : “إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه” ، وقد كلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن سنة 1930م بتهمة العيب في الذات الملكية.
من الصدف في حياته أنه ولد يوم الجمعة 1 يوليو سنة ١٨٨٩م و دفن أيضاً يوم الجمعة في ١٢ مارس سنة ١٩٦٤م، في مسقط رأسه “أسوان” وقد شيعه إلى مثواه الأخير ثمانون من تلاميذه وأصدقائه كما أقامت محافظة أسوان ضريح خاص على الطريق المؤدي إلى فندق كتراكت تكريما لذكراه.
كانت عبقرياته من أشهر ما كتب، عبقرية محمد، عمر، الصديق، عثمان، علي، خالد ، المسيح. بالإضافة إلى روايته الشهيرة «سارة»، كما لا يعرف الكثيرون أن العقاد كان شاعراً وله عدة دواوين منها أشجان الليل وعابر سبيل.
الجوائز التي حصل عليها:
• الدكتوراة الفخرية من كلية دار العلوم عام ١٩٦٠
• جائزة الدولة في الأدب
• جائزة الدولة التقديرية
من أقواله المأثورة :
مصر كعبة الشرق وإمامه
احسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس
الشعر يعمق الحياة فيجعل الساعة من العمر ساعات
وعندما سألوه : لماذا لم تتزوج ؟ أجاب : لأنني إنسان مشغول !!
قالوا عنه :
مشيخة الأزهر : ساهم في تجديد الدعوة إلى الإسلام والكشف عن أصالة الثقافة الإسلامية العربية وسبق اللغة العربية في دقة التعبير وروعة البيان.
بنت الشاطئ : مات وقلمه إلى جانبه كما يموت الجندي في الميدان ، مات وكتبه من حوله ما ألف منها و ما طالع ودرس ، وقد كانت كل دنياه سيبقى منه للتاريخ ما يبقى.
سهير القلماوي : إن توقف هذا القلم الجرئ الذي صمد في دنيا الأدب خمسون عاماً خسارة كبيرة في حياتنا.
أهدى عملاق الأدب مكتبته إلى قصر ثقافة أسوان حتى تكون كتبه في متناول شعب أسوان والنوبة إذ تبلغ أكثر من ١٧ ألف كتاب في مختلف العلوم والآداب والفنون.