تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان عبد الله غيث، هو أستاذ الأداء التمثيلي وعملاق المسرح وابن العمدة وملك الفيديو وأنتوني كوين العرب، وألقاب أخرى كثيرة ظلت ملاصقة للفنان الراحل عبد الله غيث حتى بعد رحيله.
بدأ الفنان عبد الله غيث مشواره السينمائي في العام 1962 في فيلم "لا وقت للحب"، والعام 1963 "رابعة العدوية"، والعام 1964 "ثمن الحرية"، و"أدهم الشرقاوي"، بينما كانت بداية عمله في المسرح القومي عن طريق الأعمال الكلاسيكية المترجمة ووصل عدد هذه الاعمال إلى مئات المسرحيات منها: "وراء الأفق" و"حبيبتي شامينا" و"الخال فانيا" و"دنشواي الحمراء" و"كفاح شعب" و"مأساة جميلة" و" تحت الرماد" و"الدخان" و"الكراسي" و"الوزير العاشق" و"مرتفعات وذرنج" و"ملك القطن" و"آه يا غجر" و"الزير سالم" وكثيرًا ما كانوا يرشحونه للأدوار الصعبة.ثم انتقل بعدها الي تجسيد أدوار البطولة في معظم المسرحيات الشعرية فاستحق عن جدارة لقب النجم الأول على مستوى الوطن العربي للمسرح الذي يؤدي شعرًا.
يقول المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، في كتابه "عبدالله غيث.. فارس المسرح العربي"، إن المسرح ظل هو المجال المحبب للفنان عبدالله غيث، وعشقه الأول والأخير ودراسته الأكاديمية أيضا، الذي منحه فرصة التألق والقيام بأدوار البطولة المطلقة والمركبة الصعبة أيضا من بينها: ألكسندر عامل المناجم الذي حول المقاومة السلبية إلى كفاح إيجابي في مسرحية "تحت الرماد"، والفلاح البرىء عبدالحميد غزال بمسرحية "المحروسة"الملك الغادر في "ماكبث"، العمدة بمسرحية "آه يا عجر" وغيرها من الأدوار المتعددة، مضيفا أنه قدم العديد من المشاركت المسرحية مع فرقة المسرح القومي "دنشواي الحمراء، كفاح شعب، تحت الرماد، سلطان الظلام، مصرع كليوباترا، كفر البطيخ، ثأر الله" وغيرها، ومع فرقة مسرح الحكيم مسرحيات: "سهرة مع الجريمة، الفخ، الوزير العاشق" وغيرها، ومع فرقة الجيب عروض "الكراسي، يرما، أجاممنون، ثورة الزنج" وغيرها، أما مع فرقة المسرح العالمي قدم مسرحيات: "وراء الأفق، مرتفعات وذرينج"، إلى جانب الأعمال المسرحية الأخرى.
وذكر الناقد الأدبي رجاء النقاش، في مقالته التي تحمل عنوان "مقعد صغير أمام الستار" والمنشورة في الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر عام 1971، قائلا: "ما أجدر الممثلين في مسرحية "الفتي مهران" التي قدمت في 1966 بالحب والتقدير، فقد كان الفنان عبد الله غيث في الفتي مهران أصيلا وقادرا، وفي غاية التمكن والغوص في أعماق دوره، فكان في مقدمة زملائه من نجوم المسرح القومي، الذين حملوا عبء هذا العمل الكبير، فاستطاعوا تقديم هذه المسرحية الناضجة".
ويوضح الكاتب بهاء طاهر في مقالته "10 مسرحيات مصرية" بكتاب الهلال مارس 1985، أن مسرحية "الزير سالم" تثبت حقيقة بديهية أوشكنا أن ننساها وهي أنه ليس هناك تمثيل جيد دون نص مسرحي جيد، وقد أتاحت الأدوار المسرحية الناضجة لفناني المسرح القومي أن يبدوا في أحسن حالاتهم، فقد الفنان عبدالله غيث في هذه المسرحية دور عربيدا ومنتقما مثاليا، لكنه لم يستطع أن يروض نفسه تماما على المرحلة الأخيرة من السكينة والهدوء.
وفي عام 1976 وقع اختيار المنتج والمخرج السوري مصطفى العقاد على عبد الله غيث للقيام بدور حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم الرسالة، والذي صورت معظم مشاهده ما بين أرض ليبيا والمغرب وتم إنتاج نسختين منه عربية وإنجليزية بنفس الديكور والمناظر مع تغيير في المجاميع والأبطال وفي المقابل قام الممثل العالمي أنتوني كوين بدور حمزة في النسخة الإنجليزية، الذي قال عنه: " لو كان عبد الله غيث في أوروبا أو أمريكا لكان له شأن آخر ".
وحصل الفنان عبدالله غيث على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن ممثل في التلفزيون لأعوام 1963م، 1978م وحصل علي جائزة عن دوره في فيلم "ثمن الحرية" عام 1964م، كما حصل علي شهادة تقدير من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976م، وفي عام 1983م حصل علي درع دولة الإمارات العربية المتحدة، وحصل أيضا علي جائزة عن دوره في مسرحية "الوزير العاشق".