أى نظرة نقدية تتحدى المعايير المزدوجة محكوم عليها بالكراهية من هؤلاء
يبدو أن ما يسمى بـ"معسكر الخير والمعسكر الجيد" تم الاتفاق عليه بطريقة حازمة لا رجوع فيها تقريبًا منذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢. إذا كان، ومنذ ذلك الحين، من الصعب بالتأكيد التعامل مع روسيا أو التطرق إلى أتباع الكرملين فلقد يكاد يكون من المستحيل الآن الإدلاء بأدنى ملاحظة لا تدين روسيا حتى لا يتم إثارة غضب "معسكر الخير" هذا.
ومع ذلك، فإن التضليل الذى يحيط بروسيا هو السبب فى رد فعل العديد من الذين يراقبونه وإذا كانت هذه المعلومات المضللة موجودة منذ فترة طويلة قبل ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، فقد وصلت الآن إلى مستويات غير مسبوقة. لدرجة أن أى تحليل يرفض إدانة روسيا يتم رفضه على الفور لمجرد أن أوكرانيا تعرضت للهجوم، وأن أوكرانيا دولة ديمقراطية وأن أطفالها يموتون تحت القنابل الروسية!.
لكن لمدة ثمانى سنوات فى دونباس، فقد الأطفال أيضًا حياتهم تحت القذائف، التى أطلقتها حكومة بلدهم.. علاوة على ذلك، ألم يكن الكثير من الضحايا الأبرياء الذين يميلون للغرب متحمسًا؟ هذا المعيار المزدوج، نحن نعرفه. لقد ساد فى سوريا بالفعل. ويقال عن رئيسها بشار الأسد المتهم بـ"قتل شعبه"!
كما لو أن بترو بوروشينكو وفولوديمير زيلينسكي، الرئيسان المتعاقبان لأوكرانيا، لم يتصرفا بأنفسهما بهذه الطريقة وأطلقا النار على "شعبهم". أين ومتى سيغضب "المجتمع الدولي"؟ هل يمكن للمدنيين أن يموتوا وسط صمت إعلامى فيما يثير آخرون صرخة فورية؟ التشكيك فى موضوعية المعلومات أمر ضرورى. وهنا تكمن المشكلة لأن أى نظرة نقدية، تتحدى المعايير المزدوجة التى يتم التعامل بها مع الأخبار، محكوم عليها بالكراهية.
معلومات عن الكاتب
هيلين ريتشارد فافر.. كاتبة فرنسية، درست اللغات والآداب الروسية والألمانية والفرنسية فى جامعة جنيف، قبل التخصص فى نظرية المعرفة وتاريخ اللغويات.. تكتب عن المعايير المزدوجة للغرب، وتدلل على ذلك بمن تسميهم "معسكر الخير" الذى يرفض أى ملاحظة لا تدين روسيا.
لمطالعة موقع ديالوج.. عبر الرابط التالي:
https://www.ledialogue.fr/