الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

أول ملجأ للبنات.. الكنيسة الإنجيلية تحتفل بمئوية «مبنى فاولر لخدمة الفقراء الأيتام»

ملجأ فولر
ملجأ فولر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتفلت الكنيسة الإنجيلية بالفجالة بمرور 100 عام على بناء «مبنى فاولر لخدمة الفقراء الأيتام»، بمشاركة الدكتور القس أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، وحضور القس كمال رشدى، رئيس سنودس النيل الإنجيلى، والقس سليمان صادق، شيخ القسوس الإنجيليين فى مصر، والقس رفعت فتحى، الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلى، والقس وجدى جميل، رئيس مجمع القاهرة المشيخى، والقس أمير ثروت، راعى الكنيسة الإنجيلية بالفجالة، والنائب فريدى البياضى، عضو مجلس النواب وعضو المجلس الإنجيلى العام، والنائب هادى لويس مرجان، عضو مجلس الشيوخ، وسير مارى فينيس، مديرة دار الرعاية الإنجيلى، والقس باسم كامل، الراعى المساعد بالكنيسة الإنجيلية بالفجالة، وعدد من قسوس الطائفة الإنجيلية والقيادات السياسية والشعبية والتنفيذية.

وقال الدكتور القس أندريه زكى: «أهنئكم بالعيد المئوى لافتتاح بيت فاولر؛ إذ نحتفل بمئة عام من عمل الرب ونعمته الجزيلة فى مباركة هذه الخدمة وتنميتها، هذا المكان الذى أنشئ فى الأساس ليكون أول ملجأ للبنات فى بلادنا، وقد شهد خلال تاريخه الطويل الحافل العديد من التطورات والتحديثات التى نقلت الخدمة فيه إلى مستوى مشرف، وفى هذا السياق، أود أن أعبر عن خالص شكرى وتقديرى للفاضل القس سليمان صادق، والقس أمير ثروت، لما يبذلانه من جهود فى خدمة هذا المكان وتطويره والوصول به إلى هذا المستوى».

وأضاف رئيس الإنجيلية: «أصلى لأجل هذا الكيان العريق من أجل بركة ونعمة من الله واستخدام غنى ومبدع فى خدمة المجتمع المصرى. وأصلى لأجل كل القائمين عليه لتشملهم نعمة الله وتبارك كل أعمالهم. وأصلى لأجل كل من يخدمهم هذا الكيان العظيم».

وتحدث القس سليمان صادق الراعى الأكرامى للكنيسة الإنجيلية بالفجالة عن تاريخ البيت قائلا: « بيت فاولر هو بيت خدمة له تاريخ طويل يعلن عن عمل المسيح فى قلوب كثيرين من شهوده الأمناء عبر الأجيال؛ و نحن إذ نحتفل بمئوية بيت فاولر فى هذا العام‎‏، ونمجد الهنا الحى السرمدى من أجل عظم محبته وجود إحسانه قائلين عظم الرب العمل معنا فصرنا فرحين»

وكشف «صادق»، أن بداية القصة كانت فى عام 1896، عندما زار القاهرة مستر جون فاولر وزوجته إسترالتى، وآلمها كثيرا وجود أطفال فى احتياج وفقر شديدين، فلما رجعا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قررا جمع المال لرعاية الأطفال الفقراء الذين يحتاجون إلى مأوى.

وفى عام 1906، شاركتهما مس سميث مسئولية رعاية الفقراء والأيتام فاستأجروا منزلا فى مصرالقديمة ضم عدد ست يتيمات ومدرستين، وبذلك أنشئ فى بلادنا المصرية أول ملجأ للبنات، وكانت أمال مس سميث أن تشترى مكانا أكبر لتستطيع توسيع الخدمة.

وفى عام 1906‏ بدأ حلمها يتحقق عندما شاهدت دارا كبيرة فى شارع المسعود رقم 9 بالعباسية كانت مشغولة سابقا بالمستشفى النمساوى - حيث كان اسم الشارع فى ذلك الوقت «الاسبتالية النمساوية» عندئذ أصبح لملجأ فاولر مكانا فسيحا تخرجت منه على مر السنين مئات الفتيات واللاتى أضئن شتى مناحى الحياة.

ومن عام 1923 أصبح ملجأ فاولر يدار بمعرفة الإرسالية الأمريكية الموجودة فى مصر آنذاك، ‏ولكن فى العام 1960 أبدت الإرسالية الأمريكية بمصر رغبتها فى تسليم إدارة الملجأ إلى سنودس النيل الإنجيلى الذى بدوره قرر إعطاء مسئولية الإدارة للكنيسة الإنجيلية بالفجالة بناء على رغبة راعيها جناب القس توفيق جيد ومجلسها.

ومنذ ذلك التاريخ تشرف الكنيسة الإنجيلية بالفجالة على الملجأ حيث قامت بتأسيس الجمعية الإنجيلية لتنمية الخدمة الاجتماعية وكان أول مجلس إدارة لها برئاسة جناب الدكتور القس توفيق جيد ثم جناب القس أمير جيد ثم جناب الشيخ حكيم صليب ثم الفاضل المهندس مفيد إيليا ثم جناب القس سليمان صادق ثم جناب الشيخ ساى سعيد وحاليا جناب القس سليمان صادق مرة أخرى.

وفى عام 1981 قرر مجلس الكنيسة الإنجيلية بالفجالة برئاسة جناب القس سليمان صادق، إقامة مبنى جديد يتسع لعدد أكبر من البنات وتم إسناد عمل الرسومات الهندسية لمكتب الدكتور المهندس كامل عوض وسليم عوض وتم إسناد عملية تنفيذ المبنى إلى المهندس توما، وقد تم افتتاح المبنى الجديد فى حفل مهيب يوم الجمعة 8 نوفمبر 1985 بحضور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر وقيادات سنودس النيل الإنجيلى ومجمع الكنائس الإنجيلية بالقاهرة.

وتقيم الكنيسة سوقا خيرية سنوية لتدعيم الخدمة فى الملجأ؛ وذلك بداية من عام 1962، حيث بدأ جناب الفاضل القس أمير جيد هذه المبادرة واستمرت حتى اليوم، حيث يقوم كل اجتماع فى الكنيسة من الكبار والشباب والأطفال بعمل مشغولات ومأكولات تقدم لعدد كبير من الحاضرين فى ذلك اليوم فى جو من المحبة و الشركة والخدمة.

وكشف صادق، أنه فى عام 1998 رتب الرب للدار مديرة مكرسة هى الأخت مارى فينيس عبد الشهيد راهبة كاثوليكية، وبفضل تشجيعها للبنات وحكمتها وعطائها بغير حدود، تحتل الدار الآن مكانة مميزة فى العمل الاجتماعى فى بلادنا، ولا يقف دور الراهبة مارى على إدارة الدار فقط ولكن من خلال دور فعال فى عقد عدد من البروتكولات مع مدارس الكنيسة الكاثوليكية لدراسة البنات بها، وأيضا استعدادهم لدخول الجامعات، ولا يقف دورها هنا ولكن دورها مستمر حتى زواجهم ومتابعتهم فى حياتهم المجتمعية والأسرية.

وبعد ترميم المبنى القديم فى سبتمبر 1989 تم تخصيص قسم منه لإقامة مستوصف طبى، يشمل عيادات خارجية فى تخصصات كثيرة و معمل تحاليل و اجهزة علاج طبيى؛ ويخدم المستوصف أكثر من 50 ألف شخص كل عام.

وأوضح أنه قد تعاقب على إدارته أطباء أكفاء الراحل دكتور رمسيس حبيب، ثم الدكتور ثروت سعيد وحاليا الدكتور ناصف جرجس، ولأن البيت يقدم عددا كبيرا من الخدمات المختلفة تعاقب على إدارته مديرون أجلاء: الدكتور رأفت سعيد ثم اللواء رضا حبيب ثم الشيخ جون خليل ثم مجدى يوسف وحاليا ناصف أمين، ونحن نشكر الله على استمرار الخدمة فى بيت فاولر لمدة 100 عام؛ حيث ثقل الله خدام وخادمات كثيرين وكثيرات لعمل هذه الخدمة؛ ونصلى ونحن نتطلع لمستقبل هذا البيت لـ100 عام أخرى أن يثقل الرب خدام وخادمات جدد لاستمرار عمله.

قالت الراهبة مارى فينيس عبد الشهيد، راهبة كاثوليكية، مديرة دار الفتيات بفاولر التابع للكنيسة الإنجيلية بالفجالة: «أشكر الله الذى دعانى إلى هذه الخدمة، وأشكر القس سليمان صادق الذى عرض علىّ تولى منصب مديرة للدار، والذى دعمنى وساعدنى طول فترة قيادتى للدار والتى تبلغ الـ25 عاما حتى نخرج للمجتمع بنات وفتيات أصحاء ومؤثرين للتفاعل مع مجتمعهم، كما أشكر رهبنتى رهبنة القلب المقدس والتى أرسلتنى لهذه الرسالة والتى دعمتنى حتى اليوم، كما أشكر أيضا الآباء الدومنيكان والذين سهلوا لى الخدمة عن طريق التشجيع والمساندة، كما أشكر رهبات سانت بول».

وأضافت، أن المكان قائم على الصلاة والمحبة والإيمان الحقيقى، وأن الله قادر على أن يجعل كل شئ جديد، والصلاة هى أولويتنا وأولوية حياتنا وجميع علاقتنا المبنية على الإيمان بالخدمة والتى وكلها الله علينا، ونحن نعمل على الاهتمام ببناء الشخصية والتفكير السليم والنقد البناء حتى تكون لكل فتاة فكرها ونظرتها الإيجابية لبناء المستقبل، لذلك نحاول قبل كل شئ خاص بتنشأتها على بناء أصول الحوار الحر والصادق، وعلى النظرة الإيجابية لحياتها ولمجتمعها حتى يكون الجيل مملوء بالمحبة والرحمة والسلام.

وأكدت عبد الشهيد، أنها تستطيع أن تقول عن خبره بأن يد الله تعمل وتساندنا فى كل الأوقات، وتقوم الكنيسة الانجيلية بالفجالة مشكورة بتكملة الرسالة والاهتمام بالبنات ومتابعتهن بعد التخرج حتى الزواج، ولدينا 23 فتاة فى المرحلة الجامعية، ويعود الفضل لهذا التقدم إلى مشاركة الجميع بالدعم والصبر.

 واختتمت: «أشكر القس سليمان صادق الراعى الإكرامى للكنيسة الإنجيلية بالفجالة والقس أمير ثروت راعى الكنيسة الحالى، كما أشكر لجنة الدار وجميع العاملين فيه لدعمهم المستمر والدور والجهد المبذول لخروج بنات فعالين ومؤثرين لبناء مجتمع صالح».