“مدينة هيليوبوليس القديمة”.. تبدأ حكاية هذه المدينة عندما قرر المهندس البلجيكى المولود عام 1852، ويدعى البارون إمبان أن يستثمر أمواله فى بلد جديد بعيد عن مسقط رأسه، فوقع اختياره على مدينة هيليوبوليس فى شمال القاهرة، وذلك عام 1889 وكانت صحراء فى ذلك الوقت.
حصل البارون إمبان على امتياز بتملك الأرض وتم عقد اتفاق مبدئى، بين إمبان وبوغوص باشا نوبار أول رئيس وزراء لمصر على إنشاء شركة القاهرة للخطوط الكهربائية، بعد أن أنشأ أول خط من خطوط الترام.
ووقع اختيار البارون إمبان على المهندس المعمارى البلجيكى أرنست جاسبر لوضع تصميمات المدينة التى أرادها إمبان أن تجمع بين الطراز المعمارى والروح الإسلامية بالإضافة إلى الحدائق والشوارع الفسيحة وعاونه فى ذلك المهندس الفرنسى ألكسندر مارسيل.
وفى عام 1908 تم وضع الأساسات الأولى للمدينة وفى عام 1909 بدأ السكان الجدد والذين لم يتعدى عددهم آنذاك الألف فى استلام وحداتهم السكنية والعيش بالمدينة.
ضمت المدينة أول مدينة ملاهى ترفيهية فى الشرق الأوسط، وأفريقيا عرفت باسم لونا بارك بدأ بناؤها عام 1910 وافتتحت للجمهور عام 1911.
كما صمم المهندس المعمارى جاسبر أكبر الفنادق آنذاك والذى عرف باسم هليوبوليس بالأقصر الاتحادية الآن، بلغت عدد غرفه 400 غرفة وكان ذا تصميم فريد حيث جمع بين المعمار المملوكى العثمانى الفارسى المغربى والأوروبى.
يوجد أيضا بمدينة هليوبوليس القديمة تحفة معمارية فريدة صممها المهندس الفرنسى ألكسندر مارسيل ألا وهى قصر البارون إمبان الذى اختار أن يكون تصميمه مختلفا عن باقى المدينة حيث استوحى تصميمه من معبد أنكور بكمبوديا ومن المعابد الهندية وانتهى من تصميمه عام 1911، وأعجب السلطان حسين كامل بالقصر فاقترح إمبان أن ينشئ له قصرا بديلا وهو الذى يعرف اليوم بمدرسة مصر الجديدة الثانوية.
وتعتبر مدينة هليوبوليس مثار جذب للزائرين نظرا لروعة وتفرد تصميمها ذي الطابع القديم والذى ما زالت محتفظة به حتى يومنا هذا فاحتفظت معه بعبق الماضى الجميل.