شارك الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في احتفالية مرور ٣٥ عامًا على تأسيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية بمدينة نصر، والمقامة برعاية وحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية.
فى مستهل كلمته، رحب الوزير بالحضور، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية بمناسبة مرور (٣٥) عامًا على إنشاء المجلس العربي للطفولة والتنمية، الذي أنشئ بمبادرة كريمة من صاحب السمو الملكي المغفور له الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود.
وأشاد حجازي بالعلاقات القوية والراسخة بين مصر والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنها ليست علاقات على المستوى السياسي فحسب، وإنما على كافة المستويات، فالعلاقة علاقة بلدين شقيقين لهما أهداف مشتركة، ومبادئ ثابتة، ورؤية واحدة، واوضح أن العلاقات البناءة ما بين وزارة التربية والتعليم المصرية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، تخدم الأهداف المشتركة في مجال الطفولة، ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي كله.
وأشار الوزير إلى أن الدور الرائد الذي يقوم به المجلس العربي للطفولة والتنمية ما هو إلا استمرار لمسيرة قائد ومؤسس هذا المجلس، صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رحمة الله عليه والتي كانت حافلة بالعديد من المبادرات، حيث قام في عام ١٩٨٠ بتأسيس "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية"، وذلك بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في دول العالم النامية، كما كان للراحل الكريم العديد من المبادرات التي اختص بها وزارة التربية والتعليم في مصر، إيمانًا منه بأهمية التعليم، وضرورة الاستثمار في الثروة البشرية، ومن هذه المبادرات الكريمة: "إنشاء عدد من المدارس في عام ١٩٩٣ بعد حدوث زلزال ١٩٩٢، منها مدرسة سميت باسمه (مدرسة الأمير طلال بن عبد العزيز الإعدادية بنات) بمحافظة القاهرة، أنشأها تضامنًا مع مصر، وطنه الثاني، وكذلك تأسيس مركز تنمية الطفولة المبكرة، عام ٢٠٠٣، بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، بدعم من برنامج الخليج العربي (أجفند)، الذي يرتكز العمل فيه على تنمية الاتجاهات والقيم، ومهارات الحياة لدى الأطفال من خلال الاستخدام الأفضل للتكنولوجيا والفنون واللعب، بما يتلاءم مع متطلبات القرن ال٢١، وبفضل هذه الجهود أصبح هذا المركز مركزًا إقليميًّا متميزًا، ونقطة إشعاع حضاري في المنطقة العربية، للنهوض بالطفولة المبكرة.
ووجه الوزير الدعوة ل الأمير عبد العزيز بن طلال لزيارة وزارة التربية والتعليم، وزيارة مدرسة الأمير طلال بن عبد العزيز بحلوان بمحافظة القاهرة، ومركز تنمية الطفولة المبكرة بمدينة السادس من أكتوبر، لرؤية ما أنجزه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز.
واختتم كلمته بتقديمه خالص الشكر والتقدير على هذه الدعوة الكريمة، إحياءً لذكرى راعي المحبة والسلام، صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، الذي قدم نموذجًا للرجل العربي الواعي، المحب للإنسانية، الداعم للأحلام، المغامر بكل ما يملك، المناضل من أجل الآخرين.
وفى كلمته، رحب الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية بالحضور، معبرًا عن فخره واعتزازه بالاجتماع في مصر الحبيبة التي تحتضن المجلس العربي للطفولة والتنمية، منذ تأسيسه عام ١٩٨٧، للاحتفال اليوم ببلوغ هذه المنظمة التنموية الإقليمية عامها الخامس والثلاثين، إذ دُشِّن هذا الصرح بتوصية من جامعة الدول العربية، وقدمت له كل التسهيلات لإطلاق مسيرته التنموية لصالح الطفل العربي
ووجهً التحية إلى جمهورية مصر العربية رئيسًا وحكومة وشعبًا، محتفلين بمضي ثلاثة عقود ونصف من الرعاية والاهتمام بالطفل العربي ليكون بيتًا دافئًا وراعيًا لأغلى ما لدي الوطن العربي جيل صناعة المستقبل.
وأكد سمو الأمير، مع انتصاف العقد الرابع للمركز، على الحاجة إلى دور المجلس، وتتجلى روح المبادرة التي أطلق على أساسها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير الراحل طلال بن عبد العزيز آل سعود، كأول مؤسسة عربية معنية بالطفل العربي عملت على توحيد الجهود لتنمية الطفل، وإطلاق العنان لإبداعه مستشرفةً للمستقبل.
وأشار إلى أنه اتساقًا مع الرؤية التنموية لمستقبل الطفل كجهد مستدام ومتكامل، أطلق المجلس عدة مبادرات لحشد وتوحيد الجهود، منها ميثاق شرف الإعلاميين العرب، وميثاق شرف العاملين في أفلام الطفل، وتدريب أطفال أمهات المعاقين، ومبادرة حماية أطفال الشوارع، كما أصدر المجلس العديد من المجلات والدوريات والدراسات، وعقد شراكات، ونظم أنشطة وفعاليات، تعمل كلها على خلق بيئة مواتية لتنمية الطفل العربي وقدراته الإبداعية، وضمان تفاعله مع القضايا العصرية والمستقبلية، والتي يتصدرها الآن التغير المناخي.
وقال سمو الأمير: "لقد عمل المجلس بدعم عربي ودولي، ليتحول إلى بيت خبرة عربي في تنشئة وتنمية الطفل العربي، وكفالة حقوقه، وإثراء وعيه، وتمكينه من التفاعل الإيجابي مع متطلبات المستقبل الذي سيشارك في صنعه، لذا يطيب لي أن أشكر جامعة الدول العربية وأمينها العام أحمد أبو الغيط، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الإجتماعية، فالجامعة صاحبة الفضل في إصدار التوصية بالتأسيس عام ١٩٨٦، وواصلت مسيرة الدعم والشراكة كحليف استراتيجي مع المجلس وغيره من المؤسسات التي أسسها الأمير طلال".
وأوضح أنه مع أجواء هذه الاحتفالية بمرور ٣٥ عامًا على تأسيس المجلس، فإنه يطيب له تدشين النسخة الرابعة من معرض سيرة الأمير طلال بن عبدالعزيز والذي يحمل عنوان "طلال تاريخ تقرأه الأجيال"، هذا المعرض الذي يسجل سيرة ومسيرة رمز عربي دولي سجل التاريخ اسمه كأول مبعوث أممي سامٍ عربي للطفولة، وهو الذي كرس حياته من أجل بناء الإنسان أينما كان، مؤمنًا بأن العمل المؤسسي هو السبيل العلمي والمنهجي لتحقيق التنمية.
وأكد سمو الأمير أن الهدف الرئيسى من هذا المعرض، هو تعريف المجتمعات المختلفة وإلهام أجيال المستقبل بأن الأثر الإنساني والعطاء يبقى حيًا لا يموت، إلى جانب ذلك نأمل أن يحظى كل من يزوره بإثراء معرفي؛ متصفحًا إرثًا زاخرًا بالعديد من المنجزات والمؤسسات التي تخصصت في قضايا تعد مفاتيح لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا، مثل التعليم وتمكين المرأة ومكافحة الفقر والشمول المالي وتنمية المجتمع المدني، إلى جانب الطفولة من خلال المجلس العربي للطفولة والتنمية، وكلها مؤسسات قائمة مستدامة وشاهدة فكر ورؤية إنسانية شمولية.
واختتم كلمته، مشيرًا إلى أن المعرض في محطته الرابعة، في القاهرة عاصمة العرب، له خصوصيته، فمن جانب يحكي عن علاقة الأمير طلال بمصر الحضارة والنهضة والعلم والثقافة؛ بأرضها وسيداتها ورجالها، ومن الجانب الآخر يعطي درسًا عن أثر المبادرة واستشعار المسؤولية التاريخية في تقديم العطاء النوعي للمجتمعات العربية تعليميًا وتنمويًا سواء كان ماديًا أو فكريًا، موجهًا الشكر والاعتزاز للحضور الكريم، ولكل الذين أسهموا في تأسيس هذا المجلس وباقي مؤسساتنا التنموية، وكل الشركاء والخبراء الذين تعاونوا معنا على مدار تلك العقود، وكل فرق التحضير والتنفيذ لهذا الاحتفال وما سيتبعه من أنشطة وفعاليات.
وفى كلمته، أشار الدكتور حسن الببلاوى رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى أن المجلس العربي للطفولة والتنمية منظمة عربية غير حكومية ذات شخصية اعتبارية تعمل في مجال الطفولة، أسسه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله عام ١٩٨٧، مؤكدًا أن هذا التأسيس يحكي تاريخ فكر ونضال صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله واستراتيجيات العمل لتنفيذ أفكاره، مؤكدًا أن مصطلح تنمية الطفولة كان بالنسبة للأمير المؤسس رحمه الله هو المدخل الصحيح إلى تحقيق تنمية شاملة في كل أوطاننا العربية، من أجل عزة وكرامة الإنسان العربي، بل والإنسان في كل مكان أينما كان.
وعلى هامش الاحتفالية، وجه الدكتور رضا حجازي الدعوة لسمو الأمير عبد العزيز بن طلال لزيارة مركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان للوقوف على مواصفاته والخدمات التى يقدمها، مؤكدًا أن الوزارة تستهدف أن يكون مركزًا إقليميًا له دور هام فى خدمة المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الوزارة تستهدف تطوير المنظومة التعليمية، مؤكدًا أن التعليم قضية مجتمع، لذا تهتم الوزارة بإنشاء وتطوير المدارس المصرية اليابانية ومدارس التكنولوجيا التطبيقية، ومدارس النيل والمدارس الدولية الرسمية.
كما شارك الدكتور رضا حجازي فى افتتاح معرض مسيرة الأمير طلال بن عبدالعزيز الثقافية والتنويرية والمناصب التى تقلدها سموه ورحلة عطائه وجهوده ودوره الرائد فى مجالات (الطفولة المبكرة، والتعليم المفتوح، وتنمية المجتمع المدنى، والشمول المالى، وتمكين المرأة)، كما شهد خلال الاحتفالية فيلمًا وثائقيًا يوثق مسيرة سمو الأمير الراحل.