الحياة مليئة بالمسئوليات والأعباء لكن في حالة وجود عائق صحي تزداد تلك الأعباء، وفي حالة الأم «حنة» وزوجها «غندون» فالصعوبات أكبر حيث يعملان على مواجهة تلك الصعوبات رغم إصابتهما بالعمى ورعاية ابنتهما «ميلا» التي تبلغ من العمر 7 سنوات، حيث تقوم الأم بتحضير سندوتشات ابنتها يوميًا قبل الذهاب للمدرسة ويقوم الأب أثناء تواجد ابنته في المدرسة بتحضير وجبة الغداء.
تقول «حنة»، إنه من الطريف وجود شخصين فاقدين للبصر في المنزل لأن عليهما الاتفاق على كل صغيرة وكبيرة وأين وضع كل منهما الأشياء وإلا سيكون على أحدهما فحص جميع الأسطح والأدوات إلى ما لا نهاية لهذا من الأفضل التواصل الدائم، وزوجها غندون كفيف البصر يستخدم في الصباح برنامجًا على الحاسوب يخبره بما يظهر على الشاشة.
وأضافت أنها تعلمت المكياج في دورات لفاقدي البصر وتهتم بالمظهر الخارجي لها حتى تتفادى الاحكام المسبقة حيث تخاف أن يتسخ لباس ابنتها «ميلا»، فمثلًا يمكن أن تقع عليه صلصة الطماطم فيسارع الناس بالقول: «هذا لأن والدتها لم تر أن ثيابها متسخة»، وهذا يجعلها مهووسة لذلك تفضل التحقق من كل شيء خمس مرات لأن الناس يراقبون كيف تبدو وماذا تفعل وما اذا كانت تعبر الشارع بأمان.
ويعمل والدها أخصائي تدليك بعد انفصال شبكيته بالعمى قبل 15 عامًا، أما «حنة» فقد ولدت عمياء وتعمل في القطاع العام وهي أيضا كاتبة وترى أن عائلتها طبيعية جدًا لكنها لا تحب أن تكون بؤرة لاهتمام الناس وتركيزهم مع عائلتها وعملهم وتصرفاتهم وكيف يهتمون بابنتهم، وتود أن يصبح الأمر طبيعيا لأنه يوجد وكان يوجد دائمًا آباء وأمهات كفيفو البصر.