قالت مديرة الحوادث بمنظمة الصحة العالمية اليزابيث ايلبرخت، اليوم الجمعة، إن 48 مليون شخص في القرن الإفريقي الكبير (جيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا) يواجهون اليوم مستويات من انعدام الأمن الغذائي، وبما يعني أنهم يفوتون وجبات الطعام، ويحتمل أن يكونوا قد استنفذوا مدخراتهم وأصولهم الأساسية.
وأشارت ايلبرخت - في مؤتمر صحفي، عبر الفيديو، بالأمم المتحدة، في جنيف - إلى أن 6 ملايين شخص يواجهون مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الرابعة على تصنيف مستويات انعدام الأمن الغذائي)، و129 ألفًا في المرحلة الخامسة على التصنيف، وهي الأعلى، وتمثل مرحلة الكارثة، أي أنهم يواجهون الجوع.
وحذرت ايلبرخت، أنه من المحتمل أن يواجه حوالي 11.9 مليون طفل دون سن الخامسة سوء تغذية حاد في العام الجاري 2023.
وأضافت أن منطقة القرن الإفريقي الكبير تشهد زيادة في تفشي الأمراض، وأكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية منذ سنوات، وذلك على خلفية تدهور حالة انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن معظم أجزاء المنطقة تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما على الأقل، بينما تضررت أجزاء أخرى من الفيضانات، مما أدى إلى انتشار الجوع.
ولفتت إلى الصراع والمناخ وأزمة الغذاء التي أدت إلى نزوح 18 مليون شخص في المنطقة، مضيفة أنه غالبا ما يكون النزوح على نطاق واسع مصحوبا بتدهور في النظافة والصرف الصحي ويقترن بالندرة الحادة في المياه، بما يساهم إلى حد كبير في زيادة مخاطر تفشي المرض.
ونوهت إلى أن أعداد حالات تفشي الأمراض المبلغ عنها في منطقة القرن الإفريقي الكبرى قد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا القرن، مع تعرض النظم الصحية في معظم البلدان السبعة لضغوط شديدة للتعامل معها.
وأوضحت ايلبرخت أن جميع البلدان السبعة تكافح في هذه المرحلة تفشي مرض الحصبة في حين تفشت الكوليرا في 4 بلدان، ذلك في الوقت الذي تم الإبلاغ عن أكثر من 330 ألف حالة إصابة بالملاريا في السودان، بينها 262 حالة وفاة في الأسابيع الستة الأولى من عام 2023.
وأكدت مسؤولة الصحة العالمية أنه يمكن ربط تواتر هذه الأمراض مباشرة بالظواهر المناخية، حيث تم الإبلاغ عن 64% من حالات التهاب السحايا المشتبه بها في إثيوبيا من المناطق المتضررة من الجفاف.
وقالت إنه مع توقعات لموسم أمطار آخر دون المتوسط في مارس ومايو، فإن الأزمة ستستمر، مشددة على أن المجتمع العالمي يحتاج إلى التوقف والانتباه وتقديم الدعم اللازم، لمنع الوفيات في جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت ايلبرخت أن هناك حاجة الآن إلى الموارد، لتجنب انتشار المرض والموت، لافتة إلى أن المنظمة تطلب 178 مليون دولار لعام 2023 للقيام بالأعمال العاجلة المنقذة للحياة في المنطقة.