نهاية الأسبوع الجاري، كشفت وزارة الصحة عن انتهاءها من فحص 5.04 مليون طالب بمختلف مدارس الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكشف المبكر عن أمراض "الأنيميا والسمنة والتقزم" لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وذلك منذ إطلاقها العام الدراسي الحالي يوم 6 ديسمبر 2022 حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن مصر تحوي أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من التقزم في المنطقة إذ يبلغ عددهم نحو 2.1 مليون، كما تحتل المرتبة 12 عالميا من حيث عدد السكان المصابين بالتقزم. وتابع تقرير البنك الدولي، أن نواتج التغذية تُعد ضعيفة ولم يطرأ عليها تحسن كبير في الفترة بين عامي 2000 و2014.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة، انخفض معدل انتشار التقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة من 26.9% عام 2000 إلى 23.3% عام 2020، كما انخفض معدل انتشار فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب "15 إلى 49 سنة" من 35.5% عام 2000 إلى 28.3% عام 2019.
ومن الملاحظ أيضًا إحراز تقدم في الأهداف المتعلقة بالحد من التقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة، ومعدل انتشار فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب من 15 إلى 49 سنة، لكن هناك اتجاه متزايد في الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة، والسمنة لدى البالغين، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة.
ونقلاً عن متحدث وزارة الصحة حسام عبد الغفار، أن المبادرة تستهدف فحص الطلاب في المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بـ 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة، مشيراً إلى أن المبادرة تستمر فى العمل حتى نهاية السنة الدراسية الحالية بجميع محافظات الجمهورية.
وأضاف عبدالغفار، أن خدمات المبادرة تتضمن إجراء المسح الطبي للطلاب وقياس الوزن، والطول، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن أمراض سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
قال الدكتور محمد ضاحي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، إن الحالات المصابة بأي من هذه الأمراض التي تشملها المبادرة يتم تحويلها إلى عيادات التأمين الصحي، لاستكمال الفحوصات اللازمة وصرف العلاج بالمجان، كما يتم تسليم هؤلاء الطلاب "كارت متابعة" يحتوي على بياناتهم الخاصة، وذلك لمتابعتهم دورياً والاطمئنان على حالتهم الصحية باستمرار من خلال 255 عيادة تأمين صحي بجميع محافظات الجمهورية.
وأشار الدكتور تامر سمير، منسق المبادرة الرئاسية، إلى أن الفرق الطبية المشاركة في المبادرة بلغت 2400 فريق، ويتكون كل فريق من 3 أفراد (ممرضة، وفني معمل، وإداري) تم تدريبهم على بروتوكولات الفحص والتشخيص، كما تم تدريبهم على معايير مكافحة العدوى.
وأكد سمير، أن جميع مهام المبادرة تتم مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، مشيراً إلى أن المسح يتم على مدار العام لمنع التكدس بين الطلاب، كما تقوم فرق التثقيف الصحي بالمحافظات بتقديم التوعية للطلاب عن كيفية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحتهم، لافتًا إلى تخصيص الخط الساخن "106" للرد على استفسارات المواطنين الخاصة بالمبادرة.
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن مبادرة الكشف المبكر عن التقزم والسمنة لطلاب المدارس في المحافظات مازالت مستمرة حتى الآن، ويتم علاج جميع الحالات التي بها مشاكل طبية داخل الطلاب.
وأضاف أن مرض التقزم يؤدي الى مشاكل نفسية وإعاقة وتأخر بدني وعقلي، موضحا أن مرض الانيميا مؤشر قوي لسوء التغذية واعتلال الصحة ونقص المناعة وهذا ما يرمي المواطنين في دوامة الأمراض.
وتابع بدران، أن عدم علاج مرض الانيميا يقلل من نسبة المناعة لدى الشخص وهذا ما يجعله أكثر عرصة للإصابة بالأمراض المختلفة التي تؤدي الى تدمير صحة الإنسان.