الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

ثروت الخرباوي: "إخفاء تركة الرسول" يقدم قراءة ونظرة جديدة للإسلام

جانب من مناقشة كتاب
جانب من مناقشة كتاب "إخفاء تركة الرسول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، أن تقديم مشروعًا لطرح نظرة جديدة وقراءة واعية لمعاني الإسلام وجوهره النبيل لم تأتي متأخرة، وأنه لم يضيع وقتا من عمره عندما كان يرد بشكل مباشر على جماعة الإخوان الإرهابية، لأن هذه المعركة لها مناطق ونواحي كبيرة، وأنه وقف في منطقة منها يدافع عن بلاده ودينه ضد جماعة إرهابية.
جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التي أقامتها منشورات إيبيدي لمناقشة كتاب "إخفاء تركة الرسول" للكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، مساء أمس، بمكتبة ميكروفون بالدقي، ناقشه فيها الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، ومن تقديم الإعلامي خالد الكيلاني.

مناقشة كتاب إخفاء تركة الرسول

وأضاف "الخرباوي" أنه عندما آن الأوان أن أكتب في هذا المشروع كتبت رؤية تُنسب لي أنا، دون أن تنسب للدين، لذا فمن الصواب أن هذا الكتاب لا يتعلق بالإسلام فقط لكنه يتعلق برؤية كل المتدنيين لأديانهم، وبعض أصدقائي قالوا إنه كتاب فكري وليس كتاب ديني، لأنه يقدم منهجية في قراءة النصوص بصفة عامة، وهذا الكتاب فكرته عايشتني لمدة زمنية طويلة ودخلت في قلبي مع مناقشات عديدة قبل الشروع في كتابته.
وتابع: "مع العلم أنه صدر لي مع هذا الكتاب مؤخرا كتاب بعنوان "مغامرات أبو المفاهيم في أم الدنيا" وهو عبارة عن مجموعة كتابات ساخرة كتبتها ونشرتها مسلسلة في إحدى الصحف المصرية، أردت  وقتها قبل وصول الإخوان للحكم أن أقول إننا يجب أن نقاوم هذا الفكر المتطرف بكل الطرق بما فيها الأمر الذي برع فيه المصريون وهو النكتة وروح السخرية، والأدب الساخر، ووضعته ليكون كلمة للتاريخ".
وأكمل "الخرباوي": لقد كتبت في عدد من الاتجاهات المختلفة، وأذكر أنني في وقت مبكر تناقشت مع أحد الكتاب الصحفيين حول قدرة الناس على تذوق الفنون، وأذكر أنني قلت إن الناس الذي ليست لديه قدرة على تذوق الفنون إنسان متبلد المشاعر، لأن الفنون تحرك القلوب والمشاعر، وهو كلام ونقاشات تدخلني، لذا بعدها كتبت مقالات كثيرة في الفن لدرجة أنني أجريت مقابلة تلفزيونية، منذ قريب، حول بعض المسلسلات الجديدة فلاحظت تعليقات البعض على فيسبوك في صفحة القناة متسائلين ما علاقة الخرباوي بالفن؟ كأن الإنسان لا ينبغي له أن يتذوق الفن أو يتحدث عنه.

مناقشة كتاب إخفاء تركة الرسول

وبالعودة إلى فكرة الكتاب، يقول "الخرباوي": الفكرة الرئيسية في هذا الكتاب بدأت أكتبها مع الوقت ومع الزمن، وأشعر أن الإنسان عندما يبدأ الدخول في الإحساس بمنطقة النهاية، يبدأ قلبه في الرقة أكثر وأكثر، يقترب من الله أكثر، والطرق إليه كثيرة جدا، فاذهب إليه من أي طريق دون أن تضع في ذهنك أنك احتكرت الحقيقة، قمت بالاستيلاء على المعنى، هكذا أحب أن أقول إن الطرق إلى الله كثيرة دون أن تحتكرها.
وتطرق الخرباوي في حديثه لجملة "بسم الله الرحمن الرحيم" رافضا أن يتم استخدامها من قبل الجماعات المتطرفة كباب لإقناع الناس أن ما يصدر عنها، أي الجماعات، وتاليا لجملة البسملة هو مراد الله ومقصوده، موضحا أن التوجيه النبوي في الحديث الشريف "يا غلام سم الله" يُراد به ذكر الله، وهو ما يشبه سلوك الناس في رؤية الأشياء الجميلة فتقول معقبة "الله"، ولقد تطرقنا قبل بداية الندوة حول هل يكتب القضاة في أحكامهم بسم الله الرحمن الرحيم، فكانت إجابة صديقي المستشار أنهم يكتبون باسم الشعب، لأن منطوق الأحكام تصدر وفقا للدستور والقانون باسم الشعب، والجدلية هنا هل الأحكام التي يصدرها القاضي تكون باسم الله أم باسم نفسه وباسم القانون الذي يحتكم إليه، وهو مثلا ما يشبه ما يقوم به المتحدث باسم رئيس الجمهورية، فإنه عندما يوجه خطابا منسوبا للرئيس فلابد أن تكون بدايته باسم رئيس الجمهورية، أما جملة بسم الله الرحمن الرحيم تعطي معنى وكأنني أنسب ما أقوله إلى الله، لماذا؟ لأن فكرة الجملة أن معناها: يا أي إنسان على وجه الأرض تقرأ القرآن الكريم اعلم أن هذا الكتاب ليس باسم محمد بن عبدالله وليس باسم أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب، إنما هو كتاب صادر باسم الله، وكأن الجملة هي توقيع الله على القرآن الكريم، وفي أول آية من القرآن الكريم كانت "اقرأ باسم ربك" يعني أن القراءة باسم الله.
مستكملا، أنه في الفقه يوجد كتاب يحمل اسم "الموقعين عن رب العالمين"، تعرضت له في كتابي ويعتبر أن كبار الفقهاء عندما يكتبون كأنما ينقلون عن الله، نيابة عن الله رب العالمين، وهنا أذكر حادثة أحد فقهاء الشافعية وهو ابن عبدالحق السنباطي، في فترة الحكم العثماني، يوصف بأنه لا يشق له غبار، له قيمة كبيرة عند الناس، بارع في تفسير القرآن الكريم، لكنه صاحب المقولة الشهيرة بتحريم القهوة، وحرم تناولها معتقدا أنه مراد الله، وسنده راجع إلى أن كلمة "قهوة" اسم من أسماء الخمر، وأنها تغير طبيعة العقل، وانقسم الناس حول رأيه، وحصل اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للفتوى، وعنه كانوا ينشدون: "إن سألت النص أين// ابن عبد الحق أفتى" أي أن فتواه محل النص، وحينها طلب السلطان من ابن إياس المؤرخ الشهير صاحب كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور" أن يكتشف حقيقة القهوة، فأدرك أنها مُعينة على الانتباه واليقظة، وجاء من بعد ابن عبدالحق آخر أقر أن القهوة حلال، ونحن أمام فتوى متغيرة، لكن البعض يجعلها مراد الله، وهنا جوهر فكرتي وهي مواجهة من يعتقد أنه ينطق بمراد الله.

مناقشة كتاب إخفاء تركة الرسول

وشدد المؤلف على أن معرفة الإنسان نسبية، وليس من المنطق أن يظن إنسان أنه يمتلك المعارف والحقائق، وفي الكتاب طالبت بضرورة التفرقة بين النبي والرسول، كما فرقت بين كلمتي "لسان" و"لغة" وهذه الأخيرة لو بحثتم عنها لوجدتم أنها لم تنشأ إلا في بداية العصر العباسي، لم تكن مستخدمة إلا من باب "اللغو"، وانتبهوا إليها عندما بدأت الترجمات عن اللغات المجاورة. 
مؤكدا أن أي إنسان لو قرأ القرآن بشكل مختلف لاكتشف الكثير من الأمور المذهلة، وهذا هو المنهج المتبع من أول الكتاب، ولذلك تتبعت معنى الرؤية والتي تعني العلوم والمعارف القلبية ومنها قوله تعالى "ما كذب الفؤاد ما رأى"، كما تطرقت لمعاني الفتح والغزو وناقشت مقولة للبعض يفتخر أنه كان يضع قدمًا في الأندلس وقدما في الصين، فكيف يستقيم هذا مع قوله تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، والذهاب إلى البلاد بهدف غزوها لا يستقيم مع هذه الآية، وتعرضت في الكتاب لمعنى "الكفر" وناقشت رأي ابن تيمية الذي يعتقد بكفر من عرف برسالة الإسلام مجرد السماع بها، وفي الحقيقة معنى الكفر يشمل الإنسان الذي عرف الحقيقة وجحدها وأنكرها، فشرط الكفر المعرفة بحقيقة الأمور وليس السماع عنها فقط.  

غلاف الكتاب
مناقشة كتاب إخفاء تركة الرسول