.
مثلنا اليوم " مال اللبن للبن ومال الماء للماء " موروث شعبي قديم ردده أجدادنا ومازال آباءنا يرددونه حتى يومنا ليقدموا نصيحة لنا وعبره مضمونها "عدم التخلي عن الأمانة والرضا بقسمة الله ورزقه لنا "وحلاله فضلا عن أن نتجه لحرامه مهما كان أكثر. .
عن قصة مثلنا اليوم فهي تعود إلى تراثنا القديم الذى دوما نحتاجه ولا نستغنى عنه اذ يروى بأن تاجر عرف بين أهل قريته وذيعت شهرته بأنه تجار أمين يبيع اللبن بدون غش .
تعود التاجر ألا يتخلى عن أمانته في بيع اللبن وذات مرة أراد ان يشترى قطعة من الارض ليبني عليها بيت وإذا به يفاجئ بثمن قطعة الأرض وغلو سعرها .
حاول أن يتفاوض التاجر مع صاحب الأرض في ثمنها ولكن دون جدوى فوسوس اليه الشيطان بأن يخلط اللبن بالماء حتى يحصل على سعر أفضل خاصة أنه مصدر ثقة بالنسبة لزبائنه وسيشترون منه مهما كان السعر لأمانته
بداية استغفر التاجر وحاول أن يطرد لفكره من عقله ولكن مع الوقت أستسلم لفكر الشيطان وخلط اللبن بالماء وحصل على سعر أفضل لشراء الأرض .
جمع الاموال من بيع اللبن المخلوط بالماء ووضعه بكيس النقود وذهب الى صاحب الارض لشراء البيت ولم يفطن لما فعله وأثناء ذهابه إلى صاحب الأرض لشرائها شعر بالتعب الشديد ، جلس تحت شجرة وشعر بالنعاس فنام من كثرة التعب وإذا به يفاجئ بقرد فوق الشجرة التي ينام تحتها وخطف منه كيس النقود، حاول أن يلحق به ولكنه لم يستطع ولم يقدر على تسلق الشجرة .
حاول كثيرا أن يتسلق الشجرة ولكنه لم يستطع حتى فجاءه القرد بأخذ الكيس وأخذ يلقى بدرهم في النهر ويلقى بالأخر عليه حتى استطاع أن يجمع مبلغ فلما جمعه وجد ان حساب ما تحصل عليه من القرد فيما إلقائه له هو نفس المبلغ الذى يتحصل عليه شهريا من بيع اللبن بدون ماء.
تذكر التاجر ما حدث به نفسه واستغفر الله حينما وسوس اليه الشيطان وفطن لحكمة الله وأن الله سبحانه وتعالى اراد له الحلال وبارك له فيه ولم يأذن له بالحرام .
وفى ذلك ردد قوله الذى مازلنا نردده حتى الآن " مال اللبن للبن ومال الماء للماء " بمعنى أن الحلال هو الباقي والدائم ؛ وهكذا فالمال الحلال هو الباقي فعليكم بكل ما هو حلال لضمان رضا الله .