قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في تقرير لها، إن مؤسس شركة "فاجنر" العسكرية الروسية يفجيني بريجوجين، وهو رجل أعمال، أحد رجال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القدامى.
ومجموعة "فاجنر" هي شركة عسكرية روسية خاصة قامت بشق طريقها في البداية عبر نشر قواتها في شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الأوكرانية في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، أرسلت قوات للمشاركة في حروب كثيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك سوريا.
وأثبتت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أنه لا يمكن الاستغناء عن الشركة، لكن صراعا ظاهريا على السلطة بين الكرملين ومؤسس الشركة السليط اللسان تسبب في أضرار للشركة من قبل موسكو، بحسب الصحيفة البريطانية.
كان بريجوجين محكوم عليه سابقا ويبلغ من العمر 61 سنة، ويعرف أيضا باسم "طباخ بوتين" لأن الشركة قامت بتنظيم مآدب عشاء للرئيس الروسي وأطعمت القوات المسلحة التابعة للكرملين. وظل ينفي بريجوجين وجود أي صلة بينه وبين الشركة حتى سبتمبر 2022، عندما أعلن أنه "فخور" بأن يكون مؤسسها.
وأعلن بريجوجين تأسيسه للشركة بهدف دعم الانفصاليين المدعومين في روسيا في حرب دونباس. وقال بشأن ذلك: "لقد نظفت الأسلحة القديمة بنفسي، وفرزت الستر الواقية من الرصاص بنفسي، وعثرت على اختصاصيين قادرين على مساعدتي في ذلك". وتابع أنه "في تلك اللحظة، وتحديدا في 1 مايو 2014، ولدت مجموعة من الوطنيين، باتت تعرف لاحقا باسم كتيبة فاجنر‘".
وأشار التقرير إلي وجود مزاعم تفيد بأن دميتري أوتكين، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الروسية، كان شريكا في تأسيس الشركة.
ومنذ تشكيل الشركة، جرى اتهامها بانتهاكات في أوكرانيا وسوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي وموزامبيق. ويسود الظن أيضا بأن الشركة تتعاون مع حكومة بوركينا فاسو.
وقبل أن يقر بريجوجين بدوره في الشركة، كان له تاريخ من الملاحقات القضائية التي رفعها ضد وكالات إخبارية روسية وغربية زعمت ارتباطه بالشركة، علما أنه اعتمد موقفه السري هذا لحماية أفراد "فاجنر"، وفقا للتقرير.
وفي نهاية الأمر، اضطر بريجوجين للاعتراف بالصلة التي تربطه بالشركة، بعد أن برز اسم "فاجنر" في حرب أوكرانيا. وتقدر الاستخبارات البريطانية عدد أفراد شركة "فاجنر" بـ50 ألف عنصر، أي ما يمثل ربع قوة روسيا الإجمالية.
ويعتمد الكرملين بشكل كبير على الشركة إثر الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الروسية خلال الحرب، وفقا لمحللين عسكريين.
وكانت المرة الأولى التي أعلنت فيها وزارة الدفاع البريطانية عن أن الشركة نشرت قواتها في أوكرانيا في 28 مارس من العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، تقوم الشركة بأدوار محورية في الاستيلاء على بلدات على غرار سوليدار، وبوباسنا، وليسيتشانسك - فتوفر مهارات نسبية على صعيد العمليات، بينما اضطر الكرملين مرارا إلى إحداث تغييرات في قيادة قواته الخاصة في مواجهة الخسائر.
ويبذل بريجوجين قصارى جهده لحث قوات الشركة على تحقيق الانتصارات في أوكرانيا، مما يؤدي أحيانا إلي تضارب مع خط الكرملين. وحتى أنه اتهم وزارة الدفاع الروسية بأنها نسبت لنفسها نجاحات الشركة.
وخلال معركة سوليدار، وهي قرية صغيرة تعرضت لهجوم عنيف في سياق حملة القوات الروسية المستمرة للاستيلاء على مدينة باخموت، أعلن بريجوجين بأن قواته انتصرت على الجيش الأوكراني قبل أيام من أن يعلن الكرملين أن جيوشه قامت بالمثل.
وتعد مدينة باخموت من الغنائم القيمة بنظر روسيا، نظرا إلى أن الاستيلاء عليها سيعطي مكانة أقوى للقوات الروسية في سياق تحقيق هدفها، ألا وهو الاستيلاء على مجمل منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تشكلان مقاطعة دونباس.
وفي 12 فبراير الماضي، أوضح بريجوجين إن قوات الشركة تمكنت السيطرة علي قرية كراسنا هورا بمحاذاة باخموت ومن دون ذكر أي دور للقوات الروسية مع بدء موسكو بشن هجوم كبير جدا على نفس القرية، الواقعة في قلب دونيتسك، وعلى عدد من المستوطنات الأخرى على خط الجبهة الأمامي.