الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الشباب لثومة: "عظمة على عظمة يا ست".. لا زلتِ تطربينا

الشباب لأم كلثوم
الشباب لأم كلثوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال سيدة الغناء العربى «أم كلثوم» تطرب أجيال الماضى والحاضر بصوتها الذهبي.
لكن هل مازال صوت «أم كلثوم» يجد نفس الصدى والإشادة فى عيون الأجيال الجديدة التى لم تعاصرها أو حتى من عاصروها ومضى العمر بهم وأرهقتهم الحياة؟
«البوابة نيوز» ترصد فى تقريرها آراء الشباب فى ملكة الطرب «ثومة»

صوت فخامة وحب

تقول رغدة محمد، ٢٣ سنة: «تمنيت أن تكون أم كلثوم فى زماني، صوت قوى جامع بين الفخامة والحب، عبارات جامعة بين القسوة واللين فمن أجمل وأقرب أقوال«أم كلثوم» لقلبى وهى تقول: "وخاصمتك بينى وبين نفسى وصالحتك وخاصمتك تاني".
وتابعت: "لم يستطع أحد من وجهة نظرى أن يعبر عن الحب بمعناه السامى مثلها، ودوما ما يطربنى «وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياتي»، حيث اعتادت أذنى منذ الصغر على سماع صوتها القوى وعباراتها المنتقاة، فكنت أجلس مع والدى الذى كان يطلعنى على ملحن ومؤلف كلماتها وإن كنت لا أفقه قوله قليلاً، فكنت أتعجب من حضور هذا العدد الضخم لحفلاتها، حتى كبرت وتمنيت أن تكون فى زماني؛ لأنعم بهذا الصوت الذى لا مثيل له فى زماننا هذا.

لؤلؤة الشرق الأوسط
وقال محمد عادل، ٢٤ سنة: "تميل القلوب أحيانًا إلى سماع صوت يطربنا، ليس لكونه أحدث صوت فى عصره بل لإحساس خاص لا يخرج إلا من نبرات صوت معينة.. «أم كلثوم» لؤلؤة الشرق الأوسط، وقامة من قمم أهل الطرب ليس فى زمانها فقط، بل فى زماننا هذا كذلك، وهى ليست مجرد موهبة غنائية مميزة فقط بل تمثل لى عالم الفن الحقيقى بكل معانيه.

عظيمة جيلها
يرى محمد سعيد، ٢٥ سنة، أن هناك مواهب جديدة تعادل أم كلثوم، وتختلف الأذواق من عصر لآخر ومن شخص لآخر، ربما تكون أم كلثوم لؤلؤة عصرها وزمانها، إلا أنه فى زماننا هذا كثير من المواهب التى تعادل أم كلثوم فى جودة الصوت وفخامته وإحساسه، والسبب الذى جعل أم كلثوم تلقى هذا القدر العجيب من الحب والإعجاب هو تفردها فى عصرها لذلك طغت وطبعت على قلوب الجميع، ومع ذلك لا أستطيع أن أنكر موهبة هذا الصوت، وإن لم تكن أجمل وأقوى الأصوات على الإطلاق على حد قول البعض.

حفلاتها وأغانيها طويلة ومملة
واعتبرت خلود أبوزيد ٢٣ سنة، أن أم كلثوم صوت مميز ومعروف، وكلماتها ربما تكون جميلة وعميقة، يُطرب البعض بسماع صوتها؛ إلا أنه لم يطربنى إلا المواهب الجديدة المختلفة، فأراها معبرة أكثر، وتتناسب مع حياتنا وتعبر عن مرادنا، وقريبة إلى الأذهان والفهم، مليئة بالإحساس، حديثة تناسب عصرى فلا عجب أن أميل إلى كل ما هو جديد، وإن كان العجب كله من هؤلاء الذين لا يستمعون ولا يشعرون بالجمال إلا بسماع صوتها وحضور حفلاتها الطويلة من وجهة نظري.

تعيشنى قصة حب
وقالت إسراء الشراكي، ٢٦ سنة: "يعجبنى صوتها القوى الذى يستطيع أن يجمل كلمات الأغنية حتى ولو كان كلام عامى دارج، عندما كانت تقول "الحب كله حبيته فيك"، وأغنية "سيرة الحب" “أطير حرفيا عندما أستمع إليها واللى بتحسسك إنك بتحب حد معين ويا سلام لو اشتغلت على البحر بالليل بتبقى خدت نعيم الدنيا كلها".
وأحلى ختام لأغنية الأطلال عندما تقول «ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم.. بعد ما عز اللقاء.. فإذا أنكر خل خله.. وتلاقينا لقاء الغرباء.. ومضى كل إلى غايته.. لا تقل شئنا فإن الحظ شاء».

تجعل من المر حلاوة
ويقول رمضان درويش، ٤٠ سنة: "لا يحلو لى سماعها والاستمتاع بصوتها سوى بالجلوس وحيدًا فى معزل عن الناس، ووقتى المفضل لسماعها فى الليل وقبل النوم وفى أوقات الشجن والحزن واليأس، لأنها تجعل من المر حلاوة ومن البؤس أملا وتفاؤلا.. وليس أجمل من أم كلثوم حينما تقول «يا حبيبى الليل وسماه ونجومه وقمره وسهره وأنت وأنا.. وياللا نعيش فى عيون الليل ونقول للشمس تعالى بعد سنة.. مش قبل سنة دى ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة».

وأوضحت مرفت كامل، ٥٥ سنة، أن صوتها يمتاز بالفخامة والرقى فقد اختار مؤلفو كلماتها ما يتناسب مع طبقة هذا الصوت القوي، فنجد أن هناك براعة غير مسبوقة فى اختيار العبارات التى كانت تصل للقلوب قبل الأسماع .. فمن ذا الذى لا يطرب بقولها "أقولك على اللى سهرني، وأقولك على اللى بكاني، وأصورلك ضنى روحى وعزة نفسى منعانى .. فهى مطربة كل العصور.

ومن جيل الكبار، يقول الكاتب الصحفى والشاعر محمد العسيرى، أن صوتها جبار بلا شك، لكن قيمته فيما قدم مع جبابرة عصر من الموسيقى أهمهم «السنباطى وزكريا أحمد والقصبجى وبليغ حمدي»، وبعدهم عبدالوهاب، هى صوت عصرها، لكننى لا أدمن هذا النوع من الأصوات وأحب أغنياتها بأصوات آخرين إحساسهم أكثر وصولا، يغضب البعض منى فى ذلك لكنها أذواق، حال السماع يختلف من شخص إلى آخر حسب ذوقه فى التعامل مع عناصر الغناء وبعض أغنيات أم كلثوم تقليدى جدا، فى هذا الجانب ورجعى فى أفكار المحتوى الذى تطرحه من باب «عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك».
وأضاف أن أم كلثوم نفسها كانت ضد التطوير فى الموسيقى واستخدام الهارمونى والآلات وتوظيفها، واستجابت لذلك على مضض فى بعض ألحان بليغ، ويبقى موقفها السياسى والاجتماعى حاجزا إضافيا لسماعها والتوحد معها من قبل قطاع كبير أنتمى إليه، وأرفض تقديس أى فنان مهما كان، لكنها تظل فى المجمل علامة من علامات الغناء فى بلادنا.

الكاتب الصحفي محمد العسيري