تناول مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الوضع الراهن في أوكرانيا ولاسيما القتال العنيف الدائر حول مدينة باخموت الواقعة شرق أوكرانيا منذ ما يزيد على سبعة أشهر من أجل السيطرة عليها ومدى أهمية تلك المدينة لكل من الجانبين الروسي والأوكراني على حد سواء.
ويوضح المقال، الذي كتبته الصحفية كلير باركر، أن القوات الروسية مازالت تقصف القوات الأوكرانية المتمركزة داخل المدينة بوابل من القذائف منذ ما يزيد على سبعة أشهر بينما قامت بتعزيز قواتها المحاربة للسيطرة على باخموت مما نجم عنه وقوع العديد من الضحايا من كلا الجانبين.
ويضيف المقال أن القوات الروسية في مرات عديدة كانت على وشك السيطرة بالكامل على المدينة إلا أن القوات الأوكرانية عززت من مواقعها للحيلولة دون وقوع المدينة في قبضة الجانب الروسي.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يصف فيها الموقف في باخموت بأنه عصيب للغاية متعهدا بمواصلة الدفاع عن المدينة حتى لا تقع تحت سيطرة القوات الروسية ومؤكدا في نفس الوقت أن القوات الأوكرانية لن تنسحب من باخموت.
ويوضح المقال أن المدينة تقع في منتصف إقليم دونيتسك على مسافة 400 ميلا جنوب شرق العاصمة الأوكرانية كييف وبلغ عدد سكانها في وقت ما قبل الحرب 71،000 نسمة وتشتهر باحتوائها على محاجر للملح ومصانع للخمور.
ويستطرد المقال أن المدينة شهدت هجمات مكثفة منذ مايو الماضي في محاولة من جانب القوات الروسية لحصار المدينة وإجلاء القوات الأوكرانية عنها بعد تضييق الخناق عليهم، مما أدى إلى نزوح معظم سكانها هربا من ويلات الصراع الدامي.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو التي يبرز فيها الأهمية الاستراتيجية للمدينة حيث يقول أن باخموت تمثل نقطة دفاع هامة بالنسبة للقوات الأوكرانية وأن سيطرة القوات الروسية عليها سوف يفسح المجال للقوات الروسية لشن هجمات جديدة ضد القوات الأوكرانية.
ويضيف المقال أن الصراع بين الطرفين تزايدت حدته في الأسابيع الأخيرة بعد أن قامت القوات الروسية بتكثيف هجماتها على المدينة في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية المرابطة داخل المدينة، حيث أعلن مؤخرا يافجيني بريجونين قائد مجموعة فاجنر المحاربة في صفوف القوات الروسية أن قواته تحاصر عمليا المدينة من جميع الجهات إلا أن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة السيطرة على أجزاء من المدينة. ويستطرد المقال أن السيطرة على المدنية تمثل أهمية خاصة بالنسبة للقوات الروسية حيث أنها سوف تكون أول انتصار حقيقي للقوات الروسية منذ عدة شهور.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات المحللين العسكريين أن السيطرة على المدينة، والتي أصبحت مجرد أنقاض، تمثل انتصارا رمزيا للقوات الروسية لأنها سوف تصبح بمثابة منصة انطلاق للسيطرة على مناطق أخرى.