نجاحات مصرية يسجلها التاريخ يوم بعد يوم، ولعل التفوق المصري في المجال الملاحي ظهر خلال الساعات الماضية بعد نجاح سواعد أبناء مصر في التعامل باحترافية مع جنوح سفينة الحاويات (MSC ISTANBUL)، وذلك خلال عبورها للقناة ضمن قافلة الجنوب في رحلتها قادمة من ماليزيا ومتجهة إلى البرتغال، حيث تمكن فريق عمل هيئة قناة السويس برجاله ومعداته من تعويم السفينة خلال وقت قياسي.
وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع،، أنه بمجرد تلقي مركز مراقبة الملاحة الرئيسي الإخطار بجنوح السفينة في الكيلو 78، تم الدفع على الفور بأربع قاطرات لتعويم السفينة شملت كل من القاطرة بورسعيد بقوة شد 95 طن والقاطرات مساعد 1، ومساعد2 والقاطرة مساعد5، بالإضافة إلى القاطرة بركة 1 .
كما وجه رئيس هيئة قناة السويس رسالة طمأنة بشأن عدم تأثر حركة الملاحة بالقناة من هذا الموقف الطارئ، حيث عبرت جميع السفن القادمة من اتجاه الشمال بشكلها المعتاد، كما انتظمت حركة الملاحة القادمة من اتجاه الجنوب بتحويل عبور السفن من القناة الغربية إلى القناة الشرقية، مؤكدا في الوقت ذاته على امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحي والفني اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة.
تفاصيل عملية الإنقاذ
على صعيد متصل، قال جورج صفوت المتحدث باسم هيئة قناة السويس، إنه تم تعويم سفينة الحاويات MSC ISTANBUL، وعادت حركة الملاحة مرة أخرى، حيث لم تتأثر السفن بجنوح السفينة، وسارت الحركة بمنتهى السهولة والذى وضح فى دور القناة الجديدة.
وأضاف المتحدث في تصريحات تليفزيونية أن السفينة كانت قادمة من الجنوب للشمال من ماليزيا للبرتغال، وجنحت في الكيلو متر 78 ترقيم قناة، تم الدفع على الفور بأربعة قاطرات لتعويم السفينة شملت كل من القاطرة بورسعيد بقوة شد 95 طنا، والقاطرات مساعد 1 ومساعد 2 والقاطرة مساعد 5، والقاطرة بركة 1 للمشاركة في أعمال التعويم، والتأكد من عدم وجود تسريب والاطمئنان على الطاقم، موضحا أنه تم التعويم فى حدود الساعة 7 ونص وسارت فى طرقها.
وأكد جورج صفوت أن تعويم السفينة استغرق 4 ساعات وتم تأمين جميع السفن بالمجرى والتى تحمل حاويات بحمولة 163 ألف طن بضائع والتعامل مع الموقف باحترافية مما يدل على أهمية وجود القناة الجديدة.، موضحًا أن هذا المكان بعيد عن حادثة إيفرجيفن، وقد يكون السبب مشاكل هندسية فى السفينة نفسها، وما يهمنا هو قدرتنا على التعامل مع أى موقف طارئ فى أى وقت.
ولفت المتحدث إلى أن الهيئة وقعت الكشف الفنى بعد عملية التعويم حتى تكون قادرة على الإبحار، موضحا أنه كان هناك 8 سفن خلف السفينة الجانحة والتى يبلغ طولها 400 متر وغاطس 15 مترا تحت سطح المياه، وتم استئناف حركة السفن الـ 8 ، كما أكد أن القناة حققت نجاحات كبيرة فى يناير وفبراير ومعدلات السفن فى زيادة وسنعلن فى مارس عن أرقام مبشرة ونسب الزيادة تفوق جميع التوقعات ونعمل على فتح خطوط ملاحية جديدة نعزز من أعداد مرور السفن والنسب تتراوح 40% من الإيرادات.
وفي هذا الشأن، يقول الربان الدكتور حمدى العربي، الخبير والمستشار البحري، إن هيئة قناة السويس بالفعل تمتلك من الكفاءات والخبرات ما يؤهلها للتعامل باحترافية شديدة مع مثل هذه الحوادث.
وأضاف "العربي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن مصر استفادت كثيرا من حادث سفينة الحاويات "إيفرجيفين" الذي وقع العام الماضي، والذي كان شاهدا أيضا على التعامل باحترافية من قبل البحارة والملاحين التابعين لهيئة قناة السويس، مشيرا إلى أن مصر دعمت الهيئة بعد الحادث بأفضل وأحدث المعدات العالمية في مجال الإنقاذ والقاطرات العملاقة.
من جهته قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الأهمية الاقتصادية لقناة السويس فرضت على مصر رفع كفاءة كوادر هيئة قناة السويس، للتعامل مع حوادث الجنوح، وهنا ظهرت النتيجة في التعامل مع جنوح سفينة الحاويات MSC ISTANBU.
وأوضح "الإدريسي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن قناة السويس حظيت باهتمام كبير وعمليات تطوير على مستوى البنية التحتية، وكذلك حفر قناة السويس الجديدة، وتوسيع الغاطس للمجرى الملاحى للقناة القديمة، وذلك نظرا للأهمية الكبيرة للقناة التي تمر من خلالها 10 ٪ من شحنات النفط تمر عبر القناة، بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة في خدمة التجارة العالمية التى تنقل منها نحو ٨٠٪ عبر البحر وتسيطر قناة السويس على ١٢ ٪ من التجارة العالمية العابرة عبر البحار والمحيطات.