في مثل هذا اليوم ٧ مارس ١٨٩٧م، توفى الشيخ جمال الدين الأفغاني أحد أعلام الفكر الإسلامي البارزين.
جمال الدين الأفغاني “١٨٣٨ – ١٨٩٧م”. محمد بن صفدر أو صفتر كلمة فارسية معناها: "مخترق الصفوف" الحسيني، جمال الدين ، مفكّر إسلامي ، وأحد رجال عصره الأفذاذ الذين ساهموا في إحياء حضارة الشرق.
وُلِد في أسعد أباد بأفغانستان، ونشأ بكابُل، وتلقى العلوم الدينية والعربية وبرع في الرياضيَّات ، وكان يُجيد اللغات العربية والأفغانية والفارسية والسنسكريتية والتركية ، وله إلمام باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية.
كانت لأسرته منزلة عالية في بلاد الأفغان، لنسبها الشريف، ولمقامها الاجتماعي والسياسي إذ كانت لها الإمارة والسيادة على جزء من البلاد الأفغانية، تستقل بالحكم فيه، إلى أن نزع الإمارة منها "دوست محمد خان" أمير الأفغان وقتئذ، وأمر بنقل والد السيد جمال الدين وبعض أعمامه إلى مدينة كابل، وانتقل الأفغاني بانتقال أبيه إليها، وهو بعد في الثامنة من عمره ، فعني أبوه بتربيته وتعليمه، على ما جرت به عادة الأمراء والعلماء في بلاده.
كان كثير الأسفار ، فقد سافر إلى الهند وحج سنة ١٨٥٦م وعاد إلى أفغانستان وأقام بكابُل، وشارك في حكومة محمد خان، ثم رحل إلى الآستانة “إسطنبول” سنة ١٨٦٨م وانضم إلى أعضاء مجلس المعارف، ونفي من تركيا إلى مصر سنة ١٨٧١م ، فاستقر هناك وعمل على نشر الإصلاح الديني والسياسي، وتتلمذ له كثيرون منهم الشيخ محمد عبده ، ولما نفته الحكومة المصرية سنة ١٨٧٩م رحل إلى حيدر أباد ثم إلى باريس التي أنشأ فيها مع تلميذه الشيخ محمد عبده جريدة العروة الوثقى.
كما أقام نحو أربع سنوات في روسيا، ومكث قليلاً في ألمانيا، فالتقى بشاه إيران ناصر الدين الذي دعاه إلى بلاده ، فسافر إليها ثم رحل عنها إلى لندن بعد أن ضيّق عليه الشاه، وسافر من لندن إلى الآستانة بدعوة من السلطان عبد الحميد الذي طلب منه الكف عن التعرض لشاه إيران، فترك التحريض على خلعه والكتابة عنه في الصحف.
وكان الاستعمار فى عصره يعم بلاد الشرق، فساعد “الأفغانى” على إشعال روح الكراهية لطغيانه، ومقاومته والتخلص منه ، وكانت الحالة الداخلية فى بلاد الشرق فى منتهى السوء بسبب الحكّام المستبدين، وانتشار الفساد والجهل والأمية والجمود الفكرى فى عقول بعض العلماء، وفى ظل هذه الحالة السيئة عاش “الأفغانى”، فحمل على عاتقه رسالة الحرية والاستقلال ومحاربة الاستعمار، ولذلك يعد أباً للثورة العرابية.
أهم أعماله :
1- إصدار جريدة "العروة الوثقى" فى باريس وكان رئيس تحريرها “الشيخ محمد عبده” .
2- إنشاء جمعية "العروة الوثقى" فى باريس .
3- تكوين مدرسة فكرية من أشهر تلاميذها : “محمد عبده - الكواكبى - رشيد رضا” .
4- الدعوة إلى جامعة إسلامية تضم المسلمين فى العالم وتعمل على تطبيق الحكم بالإسلام، ومبادئ الشورى والعدل، وتجديد الفكر الإسلامي .
مرض الأفغاني بالسرطان في فكه ، ويقال: دس له السم . وتوفي بالآستانة ١٨٩٧ ونقل رفاته ـ فيما بعد ـ إلى أفغانستان سنة ١٩٤٤.
من أشهر مقولاته المأثورة :
العار الذي لا يمحوه كر الدهر هو أن تسعى الأمة أو أحد رجالها أو طائفة منهم لتمكين أيدي العدو من نواصيهم، إما غفلة عن شئونهم أو رغبة في نفع وقتي.
حذار أن تركن إلى صديق خذلك ساعة الضيق.
قالوا لجمال الدين الأفغاني : إن المستعمرين ذئاب، فقال : لو لم يجدوكم نعاجاً لما كانوا ذئابا.