ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
اليوم تنشر قصيدة بعنوان "اتركيني…!" للشاعر الفلسطيني والأستاذ الجامعي الراحل رجا محمد سمرين، عضو رابطة الأدب الحديث في القاهرة، وذلك تزامنا مع ذكرى ميلاده، التي تحل اليوم الثلاثاء 7 مارس.
اتركيني...!
لا تسيئْي بي الظنون
لا تزيديني خبالا وجنون
اتركيني ألعق الجرح المدمى
لم يعد قلبي غبيا أو معمى
بلغ اليوم الفطام
ليس يغريه الهيام
لا ولا يخدعه لمع السراب
والروايات العجاب
عن جنون الحب والود المقيم
والسراط المستقيم
ذلك الجسر الذي يمشي عليه العاشقون
كنت دنياي التي قد خدعتني
ورمتني
في قفار العشق من غير مزاده
أو اداوة
ليس في جعبة قلبي
غير ألحاني التي قد صغتها في وصف حبي
والتي أزرت بماقد صاغه العشاق قبلي
غير أني
لم أجد أي صدى منها لديك
وكأن الوقر أصمى أذنيك
خاب في حبك ظني
آه وا ويلاه من ظلم الزمان!
و الذي يفعله بالعنفوان!
أترانا لم نذق طعما لاكسير الحياة؟!
في الليالي السابقات
أتراها لم تكن الا سرابا,ترهات؟ّ!
صورت من كيدك الفظ اللعين
ذلك الكيد الذي أفلحت في
سجنه عبر السنين
كي تداري ما تكنين من الحقد الدفين
اتركي روحي طليقه
و دعي قلبي حرا
عرف اليوم طريقه
اتركي قلبي الكسير
كي يسير
نحو ما ينشده من راحة من حمل أعباء الغرام
و لياليه المثيرة
و مآسيه الكثيرة
اتركيه
لم يعد يبكي على الأطلال و الحب القديم
بعد أن أدرك أن الحب قد كان عقيما
لم يلد شيئا من الاخلاص و الوجد الحميم
بل لقد أمسى رميما
بعد أن واريته في جدث الحقد الذميم