الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

ملوك مصر| «شبس كاف».. آخر ملوك الأسرة الرابعة

«شبس كاف».. آخر ملوك
«شبس كاف».. آخر ملوك الأسرة الرابعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على عكس أسلافه من بناة الأهرام، عندما تولى الملك «شبس كاف»، الملك السادس والأخير للأسرة الرابعة، عرش مصر بعد والده «منكاورع»، لم يشيد لنفسه هرمًا مثل والده على هضبة الجيزة، بل رجع إلى مكان أجداده بالقرب من سقارة، وابتدع لنفسه مقبرة فريدة في بابها، حيث بنى لنفسه مصطبة ضخمة، وبنى فوقها مصطبة أخرى على شكل تابوت، في الوقت نفسه، جعل لهذه المقبرة كل الملحقات التي تتبع الهرم، لذلك، يعرف أهالي دهشور هذا البناء باسم "مصطبة فرعون".


وذكر في الفصل الخامس عشر من الجزء الأول من موسوعة مصر القديمة "عصر ما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي"، أنه من الظاهر في تفسير ذلك أن الهرم قد بني ليكون مقبرة للملك، ولم يتخذ هذا الشكل اعتباطًا، بل لأنه رمز لعبادة الشمس، وفي إقامة المقبرة على هيئة الهرم اعتراف بألوهية الشمس وسلطانها العظيم، ووضع المتوفى تحت حمايتها ليصل إلى العالم الآخر.


وكتب المؤرخ الراحل سليم حسن: وإذا لاحظنا أنه منذ بداية حكم الملك الثالث من الأسرة الرابعة قد دخل في تركيب اسم الملك لفظة «رع» أي الشمس، ولاحظنا أنه في أوائل الأسرة الخامسة اعتبر ملوك هذه الأسرة أنفسهم أولاد «رع» مباشرة وخلفاءه على العرش، لعرفنا منزلة ذلك الإله في نفوسهم وتأثيره عليهم، ولأدهشنا أن نرى ثلاثة ملوك لم نجد في تركيب أسمائهم لفظة «رع» كأسلافهم، وهم «شبس كاف» و«خنت كاوس» و«وسر كاف»، وفي ذلك ما يدل على أن هؤلاء الملوك قد تنحوا عن الانتساب إلى عقيدة عين الشمس التي احتلت منزلًا ممتازًا في ذلك الوقت، وما يفسر لنا موقف شبس كاف من قبره، والعدول عن المألوف عند أسلافه في بنائه.
 

وتذكر بردية تورين أن شبس كاف قد حكم لمدة أربعة سنوات، وأن خليفته مجهول الاسم في الأسرة الرابعة “المفترض أن يكون دجدف پتاح” قد حكم لمدة عامين فقط، وعلى العكس من ذلك، تعطي قائمة مانيتو بصراحة شبس كاف فترة حكم سبع سنوات -التي قد تكون حاصل جمع 4 + 2 (= 6) سنوات كاملة المذكورة في قائمة تورين للملوك لآخر ملكين في الأسرة الرابعة زائد كسر معتبر من الشهور، إلا أن قائمة مانيتو للملوك تذكر أيضًا وجود الحاكم دجدف بتاح المجهول والمحتمل أن يكون وهميًا.


في عهد هذا الملك عاش «فتاح شبسس» الذي لٌقِّب بـ "عميد الموظفين في مصر القديمة"، ويعد من أهم الشخصيات التي عاشت في هذه الفترة، وقد ترك ترجمة حياته كما كتبها بنفسه، مما يلقي بعض الضوء على تاريخ هذا العصر من بعض النواحي. حيث بلغ من العمر أرذله، وأفنى في خلال حياته الطويلة ستة فراعنة، تقلب مدة حكمهم في وظائف عدة، ولقد أحصى الوقت الذي خدم فيه هؤلاء الملوك، فوجد أنه يربو على الثمانين عاما.


وكان موظفًا حكوميًّا بالمعنى الذي تتطلبه هذه المهنة في مصر؛ إذ كان لا يحسب للمبادئ أي حساب، بل كان بطبيعة الحال يميل عند تأدية عمله إلى ما يجر له المنفعة الشخصية أولًا، ولا أدل على ذلك من أنه رغم رابطة الرحم التي كانت تربطه بالأسرة الرابعة فإنه لم يجد أي وازع يردعه عن الخدمة تحت لواء ملوك الأسرة الخامسة الذين ربما كانوا هم المغتصبين لعرش الملك منه؛ إذ كان متزوجًا من كبرى بنات الملك «شبس سكاف» الذي لم يُرزق وارثًا ذكرًا ليتولى الملك بعده.
 

وربما كان تاريخ حياة «فتاح شبس» الذي استغرق عهد ستة ملوك من فراعنة الأسرة الخامسة خدمهم كلهم موظفًا حكوميًّا مطيعًا، لكن كانت أول خطوة خطاها نحو الرقي في الوظائف جاءت في عهد الأسرة الرابعة.


وقد ذكر المؤرخون بعد حكم «شبس كاف» ثلاثة ملوك، غير أن الآثار التي كشفت إلى الآن لم يأتِ فيها اسم واحد منهم، وهكذا بقيت نهاية هذه الأسرة غامضة لا يعرف عنها شيء حتى عام 1932، وذلك عندما كشفت بعثة الجامعة المصرية القائمة بأعمال الحفر في منطقة أهرام الجيزة عن الهرم الرابع الذي دفنت فيه الملكة «خنت كاوس».