حذر وزير الخارجية الصيني الجديد تشين قانج، الثلاثاء، من أن "الصراع والمواجهة" مع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه إذا لم تغير واشنطن مسارها، حيث انتقد السياسات الأمريكية في أول مؤتمر صحفي له بعد تولي منصبه الجديد، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان ان" الأمريكية.
وبنى تشين قانج، الذي كان حتى وقت قريب سفيرًا للصين لدى الولايات المتحدة، سمعة لكونه دبلوماسيًا حذرًا وبارعًا أثناء تواجده في الخارج.
لكنه اتخذ موقف صارم في أول ظهور له كوزير للخارجية في الاجتماع البرلماني السنوي للصين، محذرًا من "العواقب الكارثية" لما وصفه بـ"المقامرة المتهورة" من قبل واشنطن في كيفية تعاملها مع زملائها من القوى العظمى.
وقال تشين قانج أنه: "إذا استمرت الولايات المتحدة في المضي في المسار الخطأ، فسيكون هناك بالتأكيد صراع ومواجهة."
وقام الوزير الصيني بانتقاد الولايات المتحدة لتصاعد التوترات الثنائية، كما دافع عن شراكة بكين الوثيقة مع موسكو.
ونوهت الشبكة إلي أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في أسوأ حالاتها منذ عقود، وتصاعدت التوترات الشهر الماضي بعد أن دخل منطاد صيني الأجواء الأمريكية وقالت واشنطن أنه بغرض التجسس ثم أسقطته طائرات مقاتلة أمريكية.
واتهم تشين قانج، الثلاثاء، الولايات المتحدة بالمبالغة في رد فعلها، وقال إن ذلك خلق "أزمة دبلوماسية كان من الممكن تجنبها."
وأضاف وزير الخارجية الصيني الجديد إن الحادث يظهر أن "تصور الولايات المتحدة ووجهات نظرها بشأن الصين مشوهة بشكل خطير. وهي تعتبر الصين منافستها الأساسية وأكبر تحد جيوسياسي لها ".
وتابع: "تزعم الولايات المتحدة أنها تسعى للتنافس مع الصين لكنها لا تسعى إلى الصراع. لكن في الواقع، ما يسمى بالمنافسة من قبل الولايات المتحدة هو احتواء وقمع شامل."
وأكد أن: "الاحتواء والقمع لن يجعلا أمريكا عظيمة، ولن يوقف تقدم الصين."
وأشارت الشبكة إلي أن التنافس بين القوى العظمى بين الولايات المتحدة والصين اشتد في السنوات الأخيرة.
في عهد الرئيس الصيني شي جين بينج، أصبحت الصين سلطوية بشكل متزايد في الداخل وحازمة في الخارج، واتخذت نهجًا أكثر عدوانية لممارسة نفوذها ومواجهة الغرب. وقامت واشنطن بالرد، حيث في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عززت الولايات المتحدة العلاقات مع الحلفاء والشركاء لاحتواء نفوذ بكين المتزايد.
وانتقد تشين قانج واشنطن بسبب استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ، متهمًا إياها بتشكيل كتلة لإثارة المواجهة، لافتا إلي أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء تحالف لها علي غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المنطقة.
وقال الوزير الصيني: "الغرض الحقيقي من استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ هو احتواء الصين. لا ينبغي تكرار الحرب الباردة في آسيا، ولا ينبغي تكرار أي أزمة على غرار أوكرانيا في آسيا."
وأدى رفض الصين إدانة روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا وشراكتها المتنامية مع موسكو إلى زيادة توتر علاقاتها مع الغرب. وبينما سعت بكين إلى تصوير نفسها على أنها وسيط سلام محايد، دافعت أيضًا عن علاقاتها "القوية" مع روسيا.
وقال تشين قانج، الثلاثاء، إن العلاقة الصينية الروسية "لا تشكل تهديدا لأي دولة في العالم ولن يتدخل فيها أو يزرع الخلاف فيها أي طرف ثالث."
وقال: "كلما أصبح العالم غير مستقر، زادت ضرورة قيام الصين وروسيا بتعزيز علاقاتهما."
وسلط تشين قانج الضوء على قضية تايوان باعتبارها "الخط الأحمر الأول الذي يجب عدم تجاوزه من قبل الولايات المتحدة."
وتقول الصين أن تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي جزء من أراضيها، على الرغم من أنها لم تسيطر عليها أبدًا، وترفض بكين استبعاد استخدام القوة "لإعادة توحيدها" مع الصين.
وحث تشين قانج الولايات المتحدة على عدم "التدخل في الشؤون الداخلية للصين" واتهم واشنطن بازدواجية المعايير فيما يتعلق بقضيتي أوكرانيا وتايوان.
وقال: "لماذا تتحدث الولايات المتحدة عن احترام السيادة وسلامة الأراضي بشأن قضية أوكرانيا، لكنها لا تحترم سيادة الصين وسلامة أراضيها بشأن قضية تايوان ؟ لماذا تطلب الولايات المتحدة من الصين عدم تقديم أسلحة لروسيا بينما تستمر في بيع الأسلحة لتايوان ؟".