البعض أمام أزمة حقيقية ولكنها ليست أزمة منتصف العمر كما يروج البعض عبر السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، ليس المؤسف وصولك لسن الأربعين أو الخمسين فيطلق عليك مصطلح فى “منتصف العمر" وأزماته المخجلة، بل المخجل حقا أن تصل لهذا السن ويكون لديك أزمة قرار!.
أن تظل لهذا العمر تتحمل ما لا تطيقه نفسك، ولا يتحمله قلبك، بداع الخجل أو الخوف من اتخاذ خطوات ربما يراها البعض جريئة على شخصيتك أو مكانتك الإجتماعية.
مرحلة الأربعين والخمسين من العمر ليست "أزمة" بينما هى مرحلة النضوخ الفكرى والعقلى مرحلة تصحيح الأخطاء الماضية، تغيير شخصيتك الهشة، تصحيح المسار، مرحلة العيش بسلام، ولكن نجد أن البعض يصل إلى هذه المرحلة العمرية وما زال يعيش دور الضحية "قليل الحيلة" حيث يميل فيها الشخص إلى الشعور بأنه ضحية الأفعال السلبية للمحيطين به، وأنه يتعرض دائما للظلم، فهو دائما المفعول به فى أحداث حياته، ولكنه فى حقيقة الأمر نوع أو شكل من أشكال الهروب والرفض لتحمله المسؤولية تجاه نفسه.
يقول أستاذ العلوم السلوكية الأمريكى ستيف ماربولي: "إن عقلية الضحية ستجعلك ترقص مع الشيطان ثم تشتكى أنك فى الجحيم". ولكى تنجو من الرقص مع الشيطان عليك أن تواجه نفسك أولًا أنك الفاعل الحقيقى والمقرر لمصير حياتك.
كما يقول أستاذ الطب النفسى الدكتور محمد طه فى كتابه “علاقات خطرة”: "إن الخطوة الأولى هى اعتراف الشخص وقبول كونه يعيش بالفعل بعقلية الضحية ثم تحول هذا الشعور إلى اعتبار أنك ناجٍ.. أنت لم تعد ضحية ظروف حياتك ونشأتك أنت الآن ناجٍ، لتكون أنت المسيطر الأول على حياتك وقرارتك وتتحمل نتائجها السلبية والإيجابية".
أرجوك لا تبكِ على الأطلال بعد هذا العمر فكل ما حدث كان بفعلك وبقرارك، أنت من تهدر المتبقى من عمرك، اترك شماعة الظروف جانبًا، وثُر على نفسك.. اجعل القادم من حياتك أجمل.. ساعد نفسك على العيش بإيجابية، اصنع السعادة لنفسك واترك لوم المحيطين بك.. لا ترضِى أحدًا على حساب سعادتك، كن صاحب قرارك ولا تعيش فى أزمة منتصف العمر.