يظل "معبد دندرة" -الاسم العربي للبلدة المصرية القديمة "إيونت"- هو درة المدينة التي كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة "حتحور" -إلهة الحب والجمال والأسرة عند المصريين- ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، بعد أن وحدها اليونانيون القدماء مع إلهتهم "أفروديت"، ربة الحب والجمال. وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان توسعات بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة.
ويعد معبد دندرة من أحسن المعابد المصرية حفظًا، وهو آية في العمارة ومثال فريد في الفنون وكتاب شامل للفكر الديني المصري. وهو من المعابد القليلة التي يعبد فيها ثالوثان: الأول ثالوث حتحور والثاني لأوزير. ويشتهر المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على السقف، وكذلك المناظر العديدة التي تصور الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة، كما يتميز هذا المعبد بوجود سراديب مبنية في الجدران والأساسات، ويوجد أيضًا سلمان يؤديان إلى السطح.
يتميز المعبد بفن معماري فريد، وغني باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال. وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.
كما يمتاز المعبد بمناظره الفلكية التي تزين أسقفه، والتي تعتبر تحفة إبداعية. فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهي صاعدة على السلالم، والكهنة يحملون تماثيل حتحور في نقوش رائعة تمثل الاحتفالات برأس السنة.
وتعتبر سراديب معبد دندرة المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلها التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهي تضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقس تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة، بالإضافة إلى طقس طعن التمساح أمام حور بحدتي مناظر الحتحورات السبعة.
وفى الآونة الأخيرة نشرت إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعى تويتر، فيديو من داخل معبد دندرة يظهر به ممر داخلى من المعبد به عدد من درجات السلالم المصرية القديمة وهو ما يسمى بالسرداب داخل المعبد ويعود إلى 2000 عام. ورد الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، مؤسس شركتى تسلا وسبيس أكس على التغريدة قائلا: كانت مصر القديمة.