قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الصراع الصيني الأمريكي في منطقة وسط آسيا وما حولها يعود لعام 2005، عندما بدأت الصين تحديث قوتها العسكرية، بخاصة البحرية، وفي 2005 جرى حوار أمني مشهور في سنغافورة، حذر وزير الدفاع الأمريكي وقتها من تصاعد القوة البحرية الصينية، لأن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية من بداية القرن الـ20، أن من يسيطر على البحار يسيطر على اليابسة.
ولفت هريدي، خلال استضافته في برنامج "كلام في السياسة" مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على شاشة "إكسترا نيوز"، إلى أن الولايات المتحدة لديها نحو 11 حاملة طائرات، ومجموعات دعم لهذه الحاملات، تسيطر بها على كل البحار والمحيطات، ولا تريد أن ينافسها أحد في هذا المجال، والصين بدأت تعمل على تحديث بحريتها، حتى أصبحت القطع البحرية الصينية أكثر من القطع الأمريكية، لكن أمريكا تمتلك 11 حاملة طائرات بينما تمتلك الصين 3 فقط، وهذا يمنح الولايات المتحدة أفضلية نوعية كبرى.
ولفت إلى أن الصراع الأمريكي الروسي على آسيا الوسطى يعود إلى حقبة انتهاء الاتحاد السوفيتي، وقتها سعت روسيا إلى فرض سيطرتها بطريقة أو بأخرى بعد استقلال الجمهوريات السوفيتية، منعا لدخول الولايات المتحدة فيها، بخاصة بعد أن لعبت الجماعات الأوزبكية دورا مع المجاهدين الأفغان وشباب العرب الذين كانوا يحاربون القوات السوفيتية.
وتابع أنه حين اقترحت الصين إحياء طريق الحرير للتجارة، الذي يضم دول الخليج وإيران وسيمر في باكستان من جنوب غرب الصين إلى بحر العرب عن طريق بري وحتى ميناء جوادر الباكستاني، فإن محور هذا الطريق التجاري المهم جدا هي آسيا الوسطى.
وأوضح هريدي أن الولايات المتحدة الأمريكية، بخاصة مع الإدارة الديمقراطية الحالية، تريد تحقيق عدد من الأهداف في آسيا الوسطى، منها ضرب التحالف الصيني الروسي، وخلخلة التكتلات الأمنية التي تضم روسيا والصين ودول آسيا الوسطى، وزار أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي كازاخستان، وتحدث عن شراكة استراتيجية معها، إذن أمريكا تريد التغلغل في الفناء الخلفي لكل من روسيا والصين.