خصص يوم 8 مارس من كل عام للاحتفال بـ"اليوم العالمي للمرأة"، تقديرا واهتماما واحتراما لما تقدمه من إنجازات ثقافية اجتماعية واقتصادية والسياسية يقتدى بها، لذلك كان لابد من تخصيص يوما لها من كل عام مثلما حدث في أول مؤتمر عقد للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1945 في باريس، ومن هنا كان الاهتمام الأول هي صحتها التي تودعها في خدمة أبنائها ثم الوطن، من هذا المنطلق تولي القيادة السياسية المصرية اهتماما كبيرا بصحة المرأة المتمثلة في مبادرة "دعم صحة المرأة المصرية".
الاحتفال بهذا اليوم ليس فقط حديثا ولكن تنفيذا فعليا من خلال الحفاظ على صحتها التي تشكل تحديا للمرأة ومن ثم هو استرداد جزء من حقوقها، وباعتبار المرأة أهم شرائح المجتمع المصري كان عام 2019 من أهم الأعوام التي مر على تاريخ المرأة المصرية حيث خصص رئيس الجمهورية مبادرة لدعم صحتها والرعاية بها، حيث تعاني المرأة من مشاكل صحية منذ عقود ولم ينظر لها أحد فكان لابد من وجود من يقف بجانبها ويأخذ بيدها، فقامت المبادرة بالكشف عن الأورام السرطانية والتي وصلت إلى 35% من اجمالي الاصابات بسرطان الثدي في عام 2018، حيث تستهدف تلك المبادرة ملايين السيدات بمحافظات مصر من خلال الفحص والكشف الإكلينيكي عن المرض ليس ذلك فقط بل وتقديم العلاج بالمجان لهن.
كما تستهدف المبادرة التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحياة الصحية والتوعية بطريقة الفحص الذاتي للثدي، والكشف عن الأمراض غير السارية مثل السكري، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن فضلا عن الكشف عن عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة والسكان اليوم عن تقديم التوعية لـ33 مليون و827 ألفًا و901 امرأة، ضمن مبادرة الرئيس سالفة الذكر منذ إطلاقها في يوليو 2019، فضلا عن متابعة 7 ملايين و783 ألفًا و715 امرأة من خلال خدمات إعادة الفحص والمتابعة الدورية السنوية ضمن المبادرة.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، أن المبادرة تقدم خدمات الفحص والتوعية للسيدات، بداية من سن 18 عامًا، مشيرا الى ان التشخيص والكشف المبكر عن أورام الثدي يساهم في تقليل العبء على المريض والدولة من خلال الاستجابة الفعالة لبروتوكولات العلاج التي توفرها المبادرة بالمجان، وفقًا لأحدث المعايير العالمية، داعيًا السيدات إلى الاطمئنان الدوري على حالتهن الصحية من خلال المبادرة المستدامة، كما تتابع المبادرة أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدي من خلال 14 مركزًا تابعًا لوزارة الصحة والسكان وتفعيلها في 14 مركزًا تابعًا للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وبالمجان.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أنه جار تجهيز تلك المراكز للبحوث التطبيقية بهدف الوصول لمراكز بحثية متقدمة في علاج الأورام، ضمن رؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، موضحا أن 525 ألفًا و722 سيدة ترددن على المستشفيات لإجراء الفحوصات المتقدمة ضمن المبادرة وتقديم خدماتها المجانية لفحص السيدات من خلال 3538 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، فضلا عن مشاركة 102 مستشفى، لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتي تتطلب حالتهن إجراء فحص متقدم.
وتقديرًا للمرأة المصرية ودورها الفعال في المجتمع، فتحت مستشفيات الشرطة أبوابها للسيدات في بداية الشهر الجاري للكشف عليهن بالمجان احتفالا بيومها العالمي، وخصصت وزارة الداخلية ممثلة في قطاع الخدمات الطبية، يوم الجمعة من كل أسبوع خلال مارس الجاري؛ لتوقيع الكشف الطبي على السيدات بمستشفيات الشرطة مجانًا، ويكون الكشف الطبي خلال الفترة المسائية، بداية من الساعة 5 مساءً وحتى الساعة 8 مساءً؛ بالعيادات الخارجية في جميع التخصصات الطبية خلال تلك الفترة وصرف الأدوية اللازمة لهن بالمجان، وذلك لتفعيل الدور المجتمعي والإنساني، وتعظيم المبادرات الإنسانية لهيئة الشرطة.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، منذ إطلاق مبادرة صحة المرأة هدفها فحص 28 مليون سيدة ابتداء من الكشف المبكر لسرطان الثدي والاطمئنان على الصحة الانجابية مع وضع الإرشادات اللازمة وكل ما يخص بالنسبة لصحة المرأة، والأهم من ذلك وصول المبادرة الى جميع انحاء الجمهورية مع الدعم المالي اللازم والبنية التحتية للتنفيذ سواء من خلال مراكز الامومة او مراكز الرعاية الصحية الاولية المنتشر في المحافظات.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هناك خطة تعمل عليها الحكومة تنفذ سنويا ومحددة التي تتميز بأنها قربت تلك الخدمات الهامة التي تهم صحة المرأة المصرية في أقرب مكان لها بالقرى والنجوع، وتعتبر مبادرة صحة المرأة من أهم المبادرات التي قامت بها الدولة، نظرا لأنها تعطي الوعي الارشادي الصحي بطريقة سليمة ومسألة الصحة الانجابية ليس فقط من ناحية تنظيم النسل ولكن متابعة كل ما يعوق الانجاب وطرق علاجه على نفقة الدولة، فضلا عن الكشف المبكر عن سرطان الثدي وهو المسبب الثاني للسرطان بين السيدات في مصر وعند اكتشافه يتم إجراء جميع الفحوصات مجانا وتحويل الحالات الى مراكز متخصصة والتعامل معها اذا كان هناك جراحه أو علاج موضعي او اشعاعي وهو من اعظم انجازات المبادرة من حيث الاهمية، أما السبب الاول من حيث نسبة الاصابة هو سرطان الكبد.
وقالت الدكتورة ريهام غلاب، مدير مبادرة 100 مليون صحة، المبادرة تخص المواطنين بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، وكانت مثمرة عن طريق عمل قوة للبناء الصحي في مصر خاصة في وجود أزمة كورونا وهي حجر الأساس في وضع التأمين الصحي الشامل، حيث تم الكشف والعلاج من فيروس سي والامراض غير السارية.
وتابعت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": المرأة هي الجندي المجهول سواء في المنزل الذي يعوله رجل أو هي من تعيله في ظل الظروف الاقتصادية التي نمر بها لذلك كان لابد من الاهتمام بصحتها والكشف عن السرطان والسمنة وغيره من الامراض التي تصيب المرأة وتؤثر على صحتها لذلك تم عمل مبادرات لدعم صحة المرأة.
وأضافت أن هناك الكثير من السيدات كانوا يعانون من سرطان الثدي بمراحله التي يحرم الرضيع من أمه مع عدم وجود علاج لهذا المرض وهذا ما وفرته مبادرة صحة المرأة من خلال التشخيص المبكر وعلاجه بالمجان، فضلا عن المبادرات الاخرى التي تعمل على وقاية المواطنين والمرأة بصفة خاصة من الامراض غير السارية، وغيره المبادرات التي تقدم التوعية لتغيير أسلوب حياة المرأة إذا كان لها أو لبيتها واطفالها والحفاظ على صحتهم.
وأكدت أن تكريم رئيس الجمهورية لنا كان من خلال وضع المرأة في مكانتها التي تستحقها في كل المجالات اذا كان قيادي او صحي او سياسي، داعية جميع السيدات التي لما يشاركن في مبادرات دعم صحة المرأة في المشاركة بها للحفاظ على صحتهن.
وأضاف الدكتور مجدى بدران خبير المناعة وعضو الجمعية المصرية للحساسية، أن مبادرة دعم صحة المرأة تهدف إلى الكشف المبكر عن أورام الثدي بجميع محافظات الجمهورية مجانًا، وتستهدف العلاج والتوعية الكاملة بمسببات المرض وآليات الفحص الذاتي للمنتفعات، ويبلغ إجمالي تكلفة المبادرة ٢٧٨ مليون جنيه، وتنفذ المبادرة على ثلاث مراحل بالجمهورية بالفحص والكشف الإكلينيكي عن المرض وتوفير العلاج بالمجان، واتباع نظام الكشف الدوري الممنهج حسب تاريخ المرض في الأسرة والأعمار والعوامل الوراثية، ووضع الخطة اللازمة لتطبيق الحملة.
وأكمل في تصريحات خاص لـ"البوابة نيوز"، أن المبادرة تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، وأحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.
