ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن منهج "التردد" أصبح هو المُهيمن على مسار علاقات التعاون بين روسيا وإيران في ظل تصاعد تحذيرات الغرب من تكاليف وتداعيات الأمر، لا سيما بعد تورط الأخيرة في توريد الأسلحة والطائرات لروسيا خلال عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي حول هذا الشأن) إن ثمة تقديرات من قبل مسئولين غربيين بارزين أكدت أن موسكو أوقفت مؤخرًا شراء الصواريخ الإيرانية خشية أن تتلقى أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى من جانب حلفائها.
وأضافت: “أن إيران أُتهمت في السابق بإرسال مئات الطائرات المُسيرة إلى روسيا والتي استخدمتها لمهاجمة البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا. وتعتقد العواصم الغربية أن طهران منفتحة على مزيد من التعاون العسكري مع موسكو. لكن على الرغم من الضغوط التي تواجهها موسكو في إمداداتها، امتنعت مؤخرًا عن شراء الصواريخ الباليستية طويلة المدى إيرانية الصنع، والتي تطير أسرع من سرعة الصوت ولديها حمولات متفجرة أكبر”.
وأوضحت أن أحد العوامل المهمة في ذلك، وفقًا لتقديرات دول الناتو، هو تهديد الولايات المتحدة بتزويد كييف بنظام الصواريخ ATACMS الذي طال انتظاره ويمكن أن يصل مداها 300 كيلومتر إلى عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في حال استمرت الأخيرة في استيراد الأسلحة من إيران.
كذلك، كثفت الولايات المتحدة مؤخرًا تحذيراتها بشأن تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران، بينما أثار دبلوماسيون أوروبيون مخاوف مع طهران حول هذا الملف، وقال جوليان سميث، سفير الولايات المتحدة لدى الناتو، إن الحلفاء الغربيين وجدوا العلاقة بين الدولتين "مقلقة للغاية". وأضاف سميث:" من الواضح أن هذا الوضع يزعجنا جميعًا كثيرًا. وهو أصبح موضوعًا للنقاش داخل التحالف. وسنواصل إرسال إشارات إلى إيران حول مخاطر دعم روسيا بالدعم المادي في هجماتها وحربها داخل أوكرانيا".
وتابعت "فاينانشيال تايمز" تقول: إن مثل هذه التحذيرات تتوافق مع تصريحات حلفاء كييف الغربيون وكميات غير مسبوقة من المعلومات الاستخباراتية السرية حول تزايد الدعم والتعاون العسكري بين إيران وروسيا منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا.. مع ذلك، اعترف عددًا من المسئولين بأن موسكو قد تغير موقفها من الصواريخ الباليستية الإيرانية حيث أصبح النقص في ذخائرها الموجهة بدقة أكثر حدة بسبب تعثر الإنتاج المحلي.
وقال أحد المسئولين (في تصريح خاص للصحيفة) إن الجيش الروسي قلق بالفعل بشأن قدرته على استمرار الحرب، حيث انخفضت إمدادات الصواريخ والمدفعية إلى نصف مستوياتها في أواخر العام الماضي حتى أصبح الروس في حالة يرثى لها. وقال مسئول أوروبي آخر- من دون ذكر اسمه:" إنهم بحاجة إلى صواريخ".
وفي هذا، أشارت الصحيفة البريطانية إلى حقيقةأن إيران تمكنت، بمساعدة التكنولوجيا الروسية التي تم توفيرها في التسعينيات، من بناء أكبر أسطول من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط في إطار برنامج وصفته وزارة الدفاع الأمريكية عام 2019 بأنه "دقيق بشكل متزايد" و"متطور". مع ذلك، نفت إيران مرارا وتكرارا أنها قدمت أسلحة لروسيا منذ أن شنت الأخيرة عملياتها العسكرية في أوكرانيا أواخر فبراير 2022