لم تدخل مصر فى زمرة الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية إلا فى فبراير 1945 بعد أن أقنع أحمد ماهر باشا البرلمان المصرى بإعلان الحرب الدفاعية على ألمانيا فى جلسة حامية انتهت باغتياله داخل مبنى البرلمان فى 24 فبراير 1945م.
وقامت الحكومة المصرية ببناء مصدات حجرية أمام أبو الهول عام 1945م، خوفا على رأسه من الانهيار أثناء الحرب العالمية الثانية.
فبين 4 و11 فبراير 1945م عقدت دول الحلفاء مؤتمرا فى مدينة يالطا الروسية بين ستالين وتشرتشل وروزفلت وناقش المؤتمر كيفية محاكمة أعضاء الحزب النازي وتقديمهم كمجرمي حرب، بالإضافة إلى كيفية تقسيم ألمانيا بل وتقسيم برلين.
وكان من توصيات المؤتمر كذلك تأسيس الأمم المتحدة واشترطت أن تكون الدول المنضمة للمؤسسة الدولية الجديدة من ضمن دول التحالف المحاربة ضد المحور.
فى ذلك الحين كانت الحرب المندلعة منذ عام 1939م تشرف على الانتهاء، وكان موقف مصر محايدا منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب إذ آثرت الحكومات المتعاقبة منذ وقت الحرب عدم الزج بالجيش فى آتون معارك الحرب العالمية الثانية التي كانت قد وصلت إلى منطقة العلمين بل فعلت الحكومات اتفاقية سنة 1936م، والتى تقضي بالبدء فى تأسيس جيش مصرى وكذلك بإمكانية استعانة مصر ببريطانيا للدفاع عن الأراضي المصرية فى حالة نشوب حرب وهو ما حدث بالفعل.
وكان رأى أحمد ماهر وقتها أن تعلن مصر الحرب على ألمانيا لتنضم إلى الأمم المتحدة خاصة أن معارك العلمين كانت قد انتهت بوقف تقدم الجنرال الألمانى روميل نحو الإسكندرية بل ودخول قوات التحالف إلى ألمانيا كان من المتوقع أن تستسلم ألمانيا وتنتهى الحرب خلال فترة قصيرة وهو ما حدث بالفعل فى نهاية إبريل 1945م.
لكن أحمد ماهر باشا دفع حياته ثمنا لهذا القرار وأعلنت مصر الحرب الدفاعية ضد ألمانيا بعد أيام قليلة من اغتياله فى عهد محمود فهمى النقراشى باشا الذي تولى رئاسة الوزارة بعد اغتيال أحمد ماهر باشا.
رفعت ألمانيا ميزانية الحرب بقيمة مارك ألمانى واحد ردا على قيام مصر بإعلان الحرب الدفاعية عليها.