الجدل حول المعاشات فرصة لتقديم مقترحات جادة دون غوغائية وبعيدًا عن المهرجين الذين لطخوا الجدل السياسى بمغامراتهم وتجاوزاتهم
فى الوقت الذى تعيش فيه أوروبا وفرنسا أزمة فى الشرق، تلقى بثقلها على الفرنسيين ماديًا ومعنويًا، قررت رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن، بأوامر من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، توجيه ضربة كبيرة بالقرارت التى تم إتخاذها بتعديل المعاشات.. بالفعل هذا الإصلاح من شأنه أن يكون له هدف واحد فقط، وهو توفير معاش «الدفع أولًا بأول» الذى تم وضعه فى نهاية الحرب العالمية الثانية. إنه لأمر مخزٍ أن نخفى، بحسن نية، حقيقة هذا الإصلاح الذى ليس سوى مطلب من المفوضية الأوروبية والتى جعلته شرطًا لدفع مساعدات كوروناإلى فرنسا. وقد ذكّرنا الأمير يواكيم مراد مؤخرًا بذلك خاصةً أنه بالنظر إلى ذلك فإن بلدنا كمساهم أساسى فى الاتحاد الأوروبى، فلا داعى للتسرع فى السير فى اتجاه المفوضية ورئيستها أورسولا فون دير لاين.. سيكون التراجع هو أفضل طريقة للمضى قدمًا.
لكن إذا استمرت رئيسة الوزراء، بمساعدة، حتى لا نقول بخيانة، من الجمهوريين الورثة الزائفين للديجولية، فى التصميم على تنفيذ هذا الإصلاح الذى سيكون له تأثير كبير على حياة جميع الفرنسيين، فى الوقت الذى تتجرأ فيه بمطالبة الرئيس ماكرون بتقديم هذه الرؤية للإصلاح للحصول على موافقة الفرنسيين.. فلنترك الرئيس يتجرأ ويقوم بعمل الاستفتاء!.
سيسمح الاستفتاء بفتح العديد من المناقشات مسبقًا من أجل السماح للجميع بالحصول على فكرة موضوعية واتخاذ القرار بعد معرفة كاملة بالحقائق. ولمناقشة ذلك، يأتى النداء إلى الشعب بعدة نقاط مثل إلغاء السن القانونى ومراعاة مدة المساهمة فى قيمة المعاش بمبدأ «تعويم» الأقساط السنوية، وإنشاء لجان مشتركة حسب القطاعات من أجل تحديد معايير العمل الشاق، والحافز لتوظيف كبار السن، والمعاشات السنوية «المجانية» التى تكافئ الالتزام فى جمعيات المرافق العامة، وتطوير سياسة حقيقية لإعادة التصنيع وأخيرًا سياسة عالمية حقيقية لمعدل المواليد.
لا يمكننا ترك المعارضة للمهرجين الذين لطخوا الجدل السياسى بمغامراتهم وتجاوزاتهم، لذلك هناك حاجة إلى طريقة أخرى للدفاع عن فرنسا. وعلى عكس أتباع جان لوك ميلينشون، فالأمر هو أن نقول لا للفقر والتدمير الاجتماعى والذى سيكون له ضحايا كثيرين.. إنها فرصة لكى نجعل الفرنسيين يرون أننا نستطيع أن نعارض من خلال تقديم مقترحات جادة، دون غوغائية، وأنه يمكننا محاربة التخفيض الكبير من قبل رأس المال / العمالة، ومن خلال مكافحة الاحتيال، وأيضًا من خلال عودة سيادتنا.
معلومات عن الكاتب:
ديفيد سافوركادا.. ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب فى عدة جهات أمنية خاصة وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية. يشغل حاليًا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب».. يتناول، فى مقاله، حالة الحراك الفرنسى بخصوص قانون المعاشات الجديد وما أثاره من جدل فى المجتمع.
لمطالعة موقع ديالوج.. عبر الرابط التالي: