الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

الدكتور خالد عزب يكتب: الجمعية الجغرافية المصرية أقدم جمعية علمية عربية.. تضم متاحف وكتبًا نادرة وخرائط تاريخية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

19 مايو 1875 أصدر الخديوي إسماعيل مرسومًا بإنشاء الجمعية الجغرافية الخديوية Societe Khediviale de Geographic فى القاهرة
مكتبة الجمعية تزخر بنفائس من الكتب القديمة التى ترجع إلى فترات الكشوف الجغرافية فى القارة الأفريقية، وفى أعالى النيل بصفة خاصة
 نواة المكتبة كانت عبارة عن ألفين وخمسمائة مجلد أهداها الخديو إسماعيل للجمعية ثم تلقت الجمعية بعض الهدايا فى صورة مكتبات لبعض الصفوة والأمراء

نحن أمام حاكم عربى فى القرن التاسع عشر، حاول أن يستبق الغرب علميًا وحضاريًا.. بل وأن يضع بلده فى مصاف الدول المتقدمة، وقدم تجربة عربية لاستنهاض المجتمع المدنى العربى العلمى، أدى من خلالها دورًا فى صياغة البعد الاستراتيجى لمصر نحو منابع النيل، وفى مشاركة الغرب التقدم العلمى فى علوم الجغرافيا والجيولوجيا والاستكشاف.
فى ١٩ مايو ١٨٧٥ أصدر الخديو إسماعيل مرسومًا بإنشاء الجمعية الجغرافية الخديوية Societe Khediviale de Geographic فى القاهرة، وقرر لها إعانة سنوية ٤٠٠ جنيه وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك الزمان، وحدد للجمعية مهمتين أساسيتين هما: دراسة علم الجغرافيا بجميع فروعه، وإلقاء الضوء على البلدان الأفريقية وتنظيم الجهود الكشفية فيها.
 


كانت جلسات الجمعية تعقد شهريًا، اعتمدت خلالها الفرنسية كلغة مكاتبات، وصار للجمعية مجلة علمية سنوية، ولكى نعرف موقع هذه الجمعية فى الساحة الدولية إبان عصرها، سنجد أن أول جمعية جغرافية فى العالم تأسست فى باريس سنة ١٨٢١م، تلتها الجمعية الجغرافية الألمانية فى برلين عام ١٨٢٨م، ثم تأسست الجمعية الجغرافية الملكية فى لندن فى عام ١٨٣٠م، والجمعية المكسيكية سنة ١٨٣٣م، وجمعية فرانكفورت سنة ١٨٣٦م، والجمعية الروسية سنة ١٨٤٥م، والجمعية الأمريكية سنة ١٨٥١م، والجمعية الجغرافية فى برنامبوكو بالبرازيل ١٨٦٣م، ثم الجمعية الجغرافية المصرية سنة ١٨٧٥، التى تعد بهذا تاسع جمعية جغرافية متخصصة فى العالم، كما أنها أقدم جمعية خارج أوروبا والأمريكتين.
وبعد تأسيس الجمعية الجغرافية الخديوية بفترة قصيرة، شاركت بوفد رسمى فى المؤتمر الجغرافى الدولى الثانى الذى نظمته الجمعية الجغرافية فى باريس سنة ١٨٧٥، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الجمعية الجغرافية المصرية عضوًا مؤسسًا فى الاتحاد الجغرافى الدولى.
 


نظمت الجمعية الجغرافية المصرية فى القاهرة سنة ١٩٢٥، المؤتمر الجغرافى الدولى الثانى عشر، الذى كان له صدى كبير فى مسيرة علم الجغرافيا الحديث وفى بروز بعض التخصصات الجديدة المتصلة بالريف والعمران الريفى، لكن دورها امتد أيضًا نحو النهوض بعلم الجغرافيا فى الوطن العربى مع استقلال الدول العربية، نظمت عام ١٩٦٢ المؤتمر الجغرافى العربى الأول، والذى أسس خلاله الاتحاد الجغرافى العربى الذى مازالت الجمعية تحتضنه إلى اليوم، كما أن لها العديد من المشاركات مع الجمعيات الجغرافية العربية ومنها الجمعية الجغرافية الكويتية، كما تصدر الجمعية منذ العام ١٩٦٧ المجلة الجغرافية العربية. فى عام ١٩٢٥ انتقلت لمقرها الحالى، وهو مبنى تاريخى يعود للقرن التاسع عشر شغلته لفترة من الزمن وكالة حكومة السودان إلى أن خصص للجمعية فى عام ١٩٢٢م، سجل هذا المبنى مؤخرًا فى عداد الآثار المصرية لروعته المعمارية وزخارفه الفنية المميزة.
مكتبة الجمعية
يتكون مبنى المقر من جناحين وطابقين، وبكل جناح منهما حجرات وصالات استخدمت مكاتب أو مكتبات أو صالات عرض، وفيما بين الجناحين بهو تم إعداده على هيئة قاعة محاضرات، وطوله ٣٥ مترًا وعرضه ٢٤ مترًا وارتفاعه ١٠ أمتار ونصف المتر، وسقفه محمول على عدد ١٢ عمودًا وقام بزخرفة سقفه براندانى الذى استخدم نماذجه من الزخرفة العربية فى القرن الثانى عشر الميلادى وهى تتألف من أشكال هندسية زخرفية يغلب عليها اللون الأزرق الداكن.
وقد تغير استخدام بعض مساحات المبنى أكثر من مرة، وفى الوقت الحالى تشغل الطابق الأرضى قاعات المتحف الأنثوغرافى، بالإضافة إلى قاعة اجتماعات مجلس الإدارة، والمكتبة الكارتوجرافية وقاعة أفريقيا وقاعة قناة السويس بالإضافة إلى المرافق الخدمية ومخزن المطبوعات.
أما الطابق الثانى فيضم القاعة الكبرى للمحاضرات وسعتها ٤٣٨ مقعدًا، بالإضافة إلى مكتبى رئيس الجمعية، والأمين العام، وقاعة الكمبيوتر، ومكتبة الدكتور سليمان حُزَّين وتوجد جميعها فى الجناح الأيمن من القاعة، أما الجناح الأيسر فقد خصص برمته للمكتبة الرئيسية للجمعية بما تضمه من مراجع رئيسية ودوريات.
 


الكتب والدوريات
كانت نواة المكتبة عبارة عن ألفين وخمسمائة مجلد أهداها الخديو إسماعيل للجمعية، ثم تلقت الجمعية بعض الهدايا فى صورة مكتبات لبعض الصفوة والأمراء، منها مكتبة محمود باشا الفلكى فى نحو ثلاثمائة مجلد، ومكتبة الأمير حيدر فاضل وتضم سبعة آلاف مجلد، ومكتبة الأمير محمد على توفيق التى تشتمل على سبعة آلاف مجلد.
ولم يغلق الباب أمام التبرع بالمكتبات الخاصة فقد أهدى الدكتور سليمان أحمد حُزَّين للجمعية مكتبته الخاصة، كما أهدى الدكتور محمد صفى الدين أبو العز للجمعية جزءًا من مكتبته يضم عددًا من الموسوعات المهمة والمصادر الإحصائية الحديثة، بالإضافة إلى إهداءات الهيئات الثقافية الأخرى.
ولهذا تزخر مكتبة الجمعية بنفائس من الكتب القديمة التى ترجع إلى فترات الكشوف الجغرافية فى القارة الأفريقية، وفى أعالى النيل بصفة خاصة، كما تشتمل هذه الكتب التراثية على قدر كبير من الكتب التى صدرت عن جغرافية العالم العربى والأقطار الإسلامية، وجدير بالذكر أن الجمعية الجغرافية المصرية قد حرصت منذ عقد المؤتمر الجغرافى الدولى بها عام ١٩٢٥ على تنفيذ مخطط متكامل، يستهدف تجميع وحفظ المؤلفات والخرائط القديمة والحديثة عن مصر بخاصة وعن الأقطار العربية والأفريقية وأقطار دول العالم الأخرى بصفة عامة. تحتفظ المكتبة بأطلس الأمير يوسف كمال تحت عنوان Monumenta Cartographica Africae et Egypti ويضم خرائط قديمة نادرة لقارة أفريقيا وغيرها من بلاد العالم مع التعليق عليها. ومن الأطالس القديمة أيضًا أطلس أسفل الأرض للأمير عمر طوسون، وأطلس الحملة الفرنسية، هذا بالإضافة إلى مئات الأطالس المحلية والعربية والعالمية المختلفة الموضوعات، والأهداف والأساليب، ومنها: أطالس الاستشعار عن بعد، وأطلس الوطن العربى لاتحاد الجامعات العربية وبعض الأطالس الوطنية التى أصدرتها أقطار عربية وأجنبى،. والجدير بالذكر أن الجمعية تقوم حاليًا بتسجيل مقتنياتها من الكتب والخرائط على الحاسب الآلى حتى يسهل حفظها وتداولها داخل المكتبة.
المجموعات المتحفية
حياة الشعوب اليومية إلى وقت قريب كان لها مذاق خاص، تعتمد على قدرة الإنسان اليدوية فى توفير كل متطلبات الحياة، ومع تغير نمط الحياة بوتيرة متسارعة خلال القرن العشرين، صارت العديد من الحرف والعادات أثرًا بعد عين، ونستطيع أن نرى حياة المصريين وحرفهم وكذا عادات الأفارقة وأدواتهم فى متحف الجمعية الجغرافية المصرية التى أسست فى عام ١٨٧٥م، وتم افتتاح متحفها فى عام ١٨٩٥م.
قاعة الحرف والصناعات
تشتمل هذه القاعة على عدة مجموعات من إنتاج الحرف والصناعات المصرية الأصيلة وخاصة الحرف اليدوية التى تخصص فيها المصريون مثل صناعة النحاس التى اشتهرت بها مصر منذ القدم، وعرضت بالقاعة إنتاج هذه الصناعة من الحنفيات والصنابير، ويلاحظ الزائر أن هذه الأدوات بالرغم من أنها عادية الاستعمال إلا أنها جميلة الصنع فنية التشكيل. ومن أطرف المعروضات مجموعة كبيرة من الأهوان والأجران والتى كانت تستخدم لطحن المواد الغذائية، وهى مختلفة الأشكال والأحجام. وتلى الصناعات النحاسية فى أهميتها صناعة الحديد، وهى صناعة لها أهمية كبرى فى كل بلاد العالم لاتصالها المباشر بالصناعات الحربية، بالإضافة إلى تفاخر الحدادين بصناعتهم لصعوبة استخراج الصلب وتطويقه ثم زخرفته بالفضة والذهب. وعرض بالقاعة العديد من أدوات الحدادين المصنوعة من الحديد، ومنها أدوات البنائين ونحاتى الحجر، أدوات النجارين، أدوات الحدادة نفسها مثل السندان والمطارق والكماشات، والأقفال، والمفاتيح، وستتوقف كثيرًا معنا أمام الأقفال الصغيرة الدقيقة الصنع وهى ذات جهاز سرى لفتحها. وبالقاعة قسم لأدوات صناعة الأحذية اليدوية، ونماذج من منتجاتها الجلدية الجميلة والمتينة الصنع، وأهمها الأحذية المختلفة الأنواع مثل المركوب للنوبيين، والبلغة للفلاح، والمنتوفلى للسيدات. وقباقيب الحمام المزخرفة بالصدف، والشنط الجلدية المختلفة الأشكال والألوان.
وفى ركن الخدمات المنزلية، سنرى المنجد ومعه أدواته من القوس والمضرب والعصا وبجانبه نموذج مصغر من الجص للمنجد أثناء ضربه القطن، وكان الكموجى فى الأزمان السابقة يستعمل مكواة من الحديد الثقيل يضغط عليها برجله فوق القماش المفرود على منضدة منخفضة، وبالمتحف توجد منضدة المكوجى، ونموذجين من المكواة الحديدية الثقيلة ونموذج مجسم للمكوجى أثناء عمله. وإلى جانب ذلك عرضت العديد من الأدوات الحرفية التى اندثرت حاليًا من المجتمع المصرى، مثل حجر سن السكاكين على البارد دون تسخينها، والمسن حجر كبير دائرى يدار بالرجل. وعصارة القصب وهى تتكون من أسطوانتين تدار باليد ويعصر بينهما العود، وعصارة الزيت وهى آلة يدوية تتكون من حجرين دائريين كبيرين يدار الأعلى باليد وللأسفل حافة مرتفعة وفتحة لصب الزيت المستخرج من حبوب النباتات مثل بذر الكتان والسمسم والقرطم غيره. والرحاية وهى آلة لتكسير الحبوب الكبيرة مثل الفول والذرة شبيه كل الشبه بعصارة الزيت إلا أن الحجر الأسفل ليست له حافة وملوة على لوز وهى قصبة من النحاس لها طرف حاد لقطع قطع متساوية من حلوى خاصة للأطفال تصنع من السكر والليمون وتزين باللون.

 


قاعة قناة السويس
افتتحت قناة السويس فى عام ١٨٦٩م، وأرادت الحكومة المصرية آنذاك أن تعطى لهذا الحدث كل الأهمية الدولية التى يستحقها إذا أرادت أن تعبر على أنها تملك الممر العالمى بين الثلاث قارات الكبرى وأقامت احتفالات فاقت فى بذخها وروعتها كل ما أقيم من قبل، وفى عام ١٩٣٠م رأت شركة قناة السويس أن تهدى المتحف الجغرافى قاعة تحوى عددًا كيرًا من الوثائق والصور والخرائط والمجسمات التى تلخص تاريخ القناة منذ افتتاحها إلى عام ١٩٣٠م.
قاعة أفريقيا
المجموعة التى تشغل هذه القاعة هى أولى المجموعات التى اقتنتها الجمعية وذلك عن طريق المستكشفين والرحالة الذين أوفدتهم الجمعية فى بعثات للكشف عن منابع النيل، ثم أضيف إلى هذه المجموعة مقتنيات أهديت من قبل الضباط المصريين الذين خدموا فى السودان، وجلبت مقتنيات من الحبشة والصومال وإرتيريا ووسط أفريقيا.
 


وفى قسم الحراب بالقاعة أكثر من ٢٥٠ حربة، منها ٨ حراب ذات نصل من الحديد المصقول على شكل ورقة شجر ولها عصا طويلة من الغاب مما كان يستعمله الدراويش من قبيلة البغارة فى حروبها، والسلاح أملس بدون مجارى ولا تضاريس، كما توجد رماح أخرى نصلها مختلف اختلافًا تامًا، فبعضها ذا أسنان مدببة فى اتجاهين متضادين مما يجعل استخراج النصل من الجسم مستحيلًا وكان هذا النوع مستعملًا فى دارفور وكروفان. وتضم مجموعة الخناجر بالقاعة مجموعة كاملة من الخناجر الأفريقية ذات الشكل الخاص والتى تستعمل فى الرمى وهى تسمى بالكلبيدا وتستعملها قبائل الأزاندى. وبالقاعة أكثر من ٥٠ درعًا مصنوعة من كل المواد الموجودة فى متناول يد الأفريقيين، ابتداءً من الدروع المصنوعة من القش إلى الدروع المصنوعة من صدفة سلحفاة البحر والتى تعتبر من أصلب المواد بما فى ذلك الدروع المصنوعة من جلود الفيل والتمساح والخرتيت. كذلك تختلف أشكال الدروع نفسها، فمنها المستدير والمستطيل والبيضاوى وغيرها، كما تختلف الزخرفة الملونة التى تطلى بها هذه الدروع تبعًا للقبائل التى تستعمل الدروع لأن لكل قبيلة شكل ولون مميز خاص بها. ومن أروع دروع القاعة ٣ دروع فخرية مهداة من إمبراطور الحبشة إلى المتحف، وهى تستعمل عادة فى الحفلات الرسمية والمناسبات الفخرية يلبسها الحرس الإمبراطورى وهى من القطيفة وعليها قطع من الزجاج بألوان الأحجار الكريمة.



الأثاث
تتكون مجموعة الأثاث الأفريقى بالقاعة من عدد من المقاعد المصنوعة كلها من قطعة واحدة من الخشب ذات أشكال مختلفة جميلة وهى مجلوبة من مناطق مختلفة مثل منجيتو وبارى وما جنجور الأوبانجى وبعض مناطق السودان، ويلاحظ الزائر أن الأفريقيين يستعملون مسندًا للرأس خاصة عند قبائل النوير والشلوك والدنكا، وأن هذه المساند مشابهة جدًا لمساند الرأس المستعملة عند قدماء المصريين، وبالمتحف ٣ سراير من النوع السودانى المسمى بالعنجريب وهى من منجيتو وأحدها كان عند مونزا ملك منجيتو، والسرير طوله ١٩٥×٩٤ سم ويعلو عن سطح الأرض ٣٥ سم على أرجل مزخرفة، والسرير مصنوع من القش والغاب المتين وحبال الألياف، وتحتل الأدوات المنزلية ركنًا هامًا بالمنزل الإفريقى، ونرى هنا مجموعة من أطباق الغرف، وأطباق الأكل أكثرها مصنوع من قطعة واحدة من الخشب المتين المصقول، يبلغ بعضها أحجامًا كبيرة وقد يصل قطرها إلى ٥١ سم، وإلى جوارها أوانٍ بعضها حمل اللبن والماء وأكثرها مصنوع من القرع العسلى الكبير الجاف والبعض الآخر من الخشب أو من الفخار. واستخدم القش فى صناعة عدد من الأطباق وأغطية الطعام المخروطية الشكل وكذا صوانى كبيرة لحمل الطعام، وقد عرضت بالقاعة نماذج منها.

 


ويوجد بالقاعة مجموعة من آلات الموسيقى الأفريقية، منها مجموعة كاملة من الطبول وعددها ٨، تستعمل فى كثير من المناسبات الخاصة وأهمها الطبول الكبيرة التى تدق فى أثناء الحرب والهجمات، وكذا طبلة كبيرة تصنع عادة من الغلاف الخشبى للشجر الكبير وهى مفرغة من الداخل، وتستعمل خصيصًا لنقل الإشارات والرسائل من فوق أعالى الجبال. وبالقاعة آلات وترية وهى تشمل كل أنواع الآلات الموسيقية البدائية المستعملة فى أفريقيا منها آلتى هارب وهى تشبه تمامًا الآلة المماثلة التى كان قدماء المصريين يستعملونها ولها خمسة أوتار مشدودة على صندوق صوتى، وهى مستعملة عند قبائل الأزاندى، كذلك يوجد عدد ٢ آلة تشبه آلة اللير الغربية ولكنها هنا بدائية على شكل مثلث وبها ستة أوتار بدون مفاتيح، وتسمى بالدلوكة ويستعملها المغنيون والجوالون من قبائل البشارية، وبجوارها ٩ أبواق غاية فى الجمال ذات أطوال مختلفة تعطى كل منها نغمة مختلفة الارتفاع. وهذه الأبواق مصنوعة من قرون الحيوانات أو من أنياب الفيل. وتضم القاعة نماذج من الملابس الثمينة الإفريقية منها مجموعة من الملابس الحريرية والقطيفة الغالية المشغولة بالذهب والفضة أهديت من إمبراطور أثيوبيا هيلاسلامى، ومنها رداء إمبراطورى فاخر من الحرير المشغول، سروال من القطيفة الخضراء مبطن بالحرير الأحمر ومطرز بالقصب والترتر، حرملة من جلد الأسد مشغولة بالقصب والحرير الملون والترتر.
 


 وإلى جانب الملابس عرضت نماذج من الحلى وأدوات الزينة، فمن المعروف أن الإفريقيين يحبون التزين بالأصباغ وبالحلى الشعبية المصنوعة من الزجاج الملون أو من الخرز، وقلما نجد لديهم حلى من الذهب، ومن أمثلتها بالمتحف مجموعة محدودة من الحلقان من النوع المعدنى الكبير الذى يعلق فى الأذن أو فى الأنف، ومجموعة من العقود المصنوعة من الخرز المتعدد الألوان والذى يصنع عادة بذوق جميل ودقة فى الصناعة وهذه العقود مما يستعمل فى قبائل الدنكا وفى الصومال وأرتيريا وبالقاعة أساور وغوايش بعضها من العاج وبعضها من خشب الأبنوس.
لمطالعة موقع ديالوج.. عبر الرابط التالي:

https://www.ledialogue.fr/