تابعنا جميعًا مواقف النخبة المصرية، وتحركاتها عقب ثورة 30 يونيه، ونجحت هذه الثورة في إسقاط حكم الجماعة المحظورة وحلفائهم من قتلة وإرهابيين بفضل تحرك الأغلبية الصامتة لشعبنا، وانحياز الجيش والشرطة لها، وبالرغم من الدعم المطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، وإسرائيل، وحماس، وتركيا، وقطر.
وكان لدينا أمل في أن تبادر هذه النخبة بالترحاب لما تم، وتلتحم بالشعب من أجل تطهير أوكار الإرهاب.
خاصة وأنها كانت مستهدفة من قبل هذه الجماعة المحظورة، ورؤوسهم كانت معرضة للقطف. لأن الجماعة وحلفاءهم لا يحبون من يشغل عقله وتفكيره. ولا يغفرون لأحد ماضيه السياسي حتى لو أطلقوا لحياهم.
إلا أن موقف هذه النخبة كان صادمًا للشعب المصري حيث أخذوا يرددوا شعارات أعداءنا الكريهة (يسقط حكم العسكر.. الخ) متناسين أننا لسنا لدينا عسكر إنما لدينا جيش وطني.. يتحرك ويثور لإنقاذ الوطن والشعب في اللحظات الحرجة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذوا ينفذوا أجندات أجنبية لحساب أمريكا والاتحاد الأوربي، خاصة إعادة هذه الجماعة للحياة السياسية المصرية تحت دعاوي المصالحة متناسين دماء التي سالت لأبناء القوات المسلحة والجيش والشعب وصلتهم بجهات التمويل الأجنبي لم تنقطع. لأن هذه النخبة وصلتهم بجهات التمويل الأجنبي لم تنقطع، لأن هذه النخبة ركزت على مصالحها الذاتية. متناسية مصالح الوطن والشعب وأخذت تتصرف بذاتية كأن المخاطر التي تحاك قد انتهت وحان وقت اعتلاء الكراسي والمناصب!. ونجح شعبنا الذكي في كشف وتعرية هذه النخبة بالرغم من الهالة الكبيرة، والنجومية التي صنعتها لهم الفضائيات وأجهزة الإعلام، وارتداءهم ثوب الثورية والبطولة الزائفة.
ونحمد الله أن المؤسسة العسكرية حافظت على أمتها، ولم تسمح لأي قوى أيًا كانت باختراقها، وقامت بتطهير نفسها عقب هزيمة 1967، وقامت بإعادة تنظيم صفوفها وقدمت التضحيات الجسام من خلال التدريب حتى نجحت في إلحاق الهزيمة بإسرائيل وأمريكا في 6 أكتوبر 1973، الأمر الذي أذهل العالم كه، وهذا حدا بالاستعمار الجديد بزعامة أمريكا بان تعيد حساباتها. وتلجأ لأساليب أخرى من أجل تحقيق أهدافها في مصر والمنطقة العربية لكي تحول من أن يجني الشعب المصري والشعوب العربية ثمار انتصار أكتوبر، وساعد على ذلك نظام الحكم القائم والطبقة الطفيلية الجديدة التي زهرت.. حيث تم طرح الانفتاح الاقتصادي مما أدى إلى تغلغل رأس المال العربي والأجنبي وطرح روشتة البنك الدولي بزعم انتعاش الاقتصاد المصري "الخصخصة" وتم تصفية القطاع العام وكانت البداية بتخريبه من الداخل ثم تصفيه من خلال المعاش المبكر وأخيرًا بيعه بابخس الأثمان للمحاسيب والحبايب، وصاحب ذلك تأسيس الشركات المدينة التي لا تهدف للربح "جمعيات ومنظمات التمويل الأجنبي، والتي لاقت قبول وترحاب من قبل هذه النخبة وكذلك من النظام القائم. فالنخبة وجدت ضالتها في هذه المنظمات لأنها ستريحها من النضال الحقيقي التي قد يقودها إلى السجن بخلاف التمويل الأجنبي الذي سينهال عليه مما يسهل لهم تعويض ما فات.. والانتقال للطبقة الجديدة الحاكمة بالثراء الفاحش. وشراء أفخم السيارات والشقق، والخروج من العزلة التي فرضها عليها النظام.
أما النظام فوجد في حصول النخبة على هذه الأموال شكل من أشكال الإفساد لها.. كما أنه في أي لحظة يمكن أن يشوها من خلال تلقيها هذه الأموال.. ومن محاسن حظ هذه النخبة أن المبالغ المالية التي كانت تخصصها المخابرات المركزية الأمريكية للأنشطة الجاسوسية على الكتلة الاشتراكية حولتها لهذه المنظمات.. وهذا يفسر سلوك النخبة إزاء انتخابات الرئاسة.. فهي تأبى أن تلتف حول قيادة وطنية من المؤسسة العسكرية حمل روحه على كفه هو وزملائه من القادة العظام من أجل إنقاذ الوطن من الضياع.. فمصرنا الغالية تحتاج لإعادة بناء وإحياء قيم الوطنية والديمقراطية واقتصاد وطني قوي ولن تحقق ذلك إلا التفافنا حول هذه القيادة ولا مجال للتجارب والرفاهية الفكرية.